23 ديسمبر، 2024 12:51 م

السقيفة نتائج وتكرار

السقيفة نتائج وتكرار

بعد أن رحل الرسول الكريم إلى بارئه، كانت الأمة مجمعة على أن يخلفه وصيه، المَنصب من السماء، لتنحصر الخلافة في بيت النبوة، بدليل الروايات والمنطق.

عشرات الروايات التي سمعها وتداولها المسلمين، كلها تؤشر على هذه الحقيقة، منها من عدد الخلفاء بالاسم، ومنها من حدد عددهم.

المنطق؛ أن بيت النبوة، عاصر النبي، وفهم نظريته وإستراتيجيته في الحكم.

تحت تبرير “كرة قومكم أن تكون النبوة والخلافة لديكم، فتجوروا عليهم” على لسان الثاني؛ عندما تحدث مع ابن عباس؛ عن سبب حرف الخلافة عن صاحبها.

هذا المبرر فتح الأبواب، أمام اسر وشخصيات في الأمة، لم تكن ذا قيمة في الوسط الاجتماعي للجزيرة آنذاك.

ليصبح معاوية خليفة، حيث تغول الحزب الأموي، بعد تمكن الثالث من الحكم، أصبح طموح الحكم، متاح لكل من هب ودب من الأمة.

كان البيت النبوي هدف، لممارساتهم وظلمهم، كونه الشاهد على حقيقتهم، يرون من خلالهم حجمهم، ويشعرهم بعدم شرعيتهم.

إيران دولة إسلامية، شخصت الخلل، وعالجته، ودفعت ذرية الرسول لقيادتها، أصبحت منارة في العالم، حيث تحدت الطغيان والتجبر، ليقف أمامها صاغرا، يستجدي رضاها.

بعد التغيير في العراق، كان اتفاق القوم، على أن يكون الحكم في العراق فيدرالي، لمبررات واقعية، كون احد أسباب تغول الحكام في العراق؛ الثروة والسلطة المطلقة.

لقطع دابر ذلك، كان هناك إقليم في الشمال، طرح قبالته إقليم الوسط والجنوب، بما يحوي من مقومات بشرية وثروات طبيعية، وامتداد جغرافي، يمكنه من خدمة الأمة بأجمعها، لنشر نظريتها وتمددها الفكري.

أصحاب السقيفة، الذي يعملون في الظلام، ويأتمرون بأجندات معادية لأغلبية الشعب، تمكنوا من استغلال بساطة الشارع، الذي عاش في ظل نظرية المؤامرة سنوات طوال، للوقوف بوجه هذا المشروع.

كان من مبررات رفضه “كره قومكم أن تكون القيادة والحكم بيدكم”، صدقها البسطاء والمستغفلين، لتفتح أبواب جهنم، على العراق بأجمعه من ذاك اليوم إلى يومنا، لا يمكن لأحد؛ أن يتكهن متى تغلق.

“انبارنا الصامدة”؛ كانت قارب نجاة للعراق، رفضها ندفع نتائجه اليوم، دماء وثروات، ولا أمل قريب ليتوقف هذا الاستنزاف.

أبناء الوسط والجنوب، يدفعون الدم والمال، لأجل استنزافهم بشريا وماديا.

المرجعية؛ مازالت تطرح حلول، لا يَلتزم بها، ليأتي القوم بعد فوات الأوان، يصفقوا أياديهم أسفا، على عدم تنفيذهم لتلك الآراء والمبادرات.

الأمة؛ بدأت تعي صحة الرؤية الإستراتيجية في دعوات المرجعية ووصاياها، لكن وعيها صامت لا ينتج، مازالت تستغفل بالشعارات، ومحاكاة العواطف.

العراق اليوم، يعيش اخطر مرحلة؛ أن لم يتداركه أبنائه، سوف يمحى من خارطة العالم، ليتحول إلى ساحة لحروب لا تنتهي، مادتها أبنائه وثرواته.

التصريحات والصريخ والعويل، ولادعاءات كلها أساليب جربها الشعب، غباء أن يستمر بالسير خلفها، كونها عواطف لا تثمر عن شيء.

السقيفة وقادتها، ممن عطلوا الإقليم، ووئدوا”أنبارنا الصامدة” واستغفلوا الشعب، يفترض أن يلفظهم شارع الأغلبية، استجابة لنتائج التجربة، التي كان ثمنها غال جدا.

التمسك بالمرجعية وإتباع وصاياها حرفيا فقط، يمكن أن يحفظ ما تبقى من هذا البلد.