23 ديسمبر، 2024 1:00 ص

السفينة الايرانية لاتتسع لغيرها

السفينة الايرانية لاتتسع لغيرها

مع تزايد القناعات بوجهات النظر التي ترجح إحتمال وقوع الحرب بين الولايات المتحدة الامريکية وبين النظام الايراني، فإن التصريحات والمواقف”الحميمة” للأحزاب والشخصيات التابعة لهذا النظام تتزايد هي الاخرى بإعلان الدفاع عن هذا النظام والوقوف الى جانبه أو توجيه النصح المشبوهة التي تخلط السم بالعسل والتي تدعو الولايات المتحدة الى عدم خوض الحرب ضد هذا النظام لأن عواقبها ستکون سيئة على واشنطن فقط!
باقر جبر صولاغ، ضو الهيأة القيادية في المجلس الاعلى الاسلامي، والغني عن التعريف بإنقياده الاعمى للنظام الايراني، يرى بأن واشنطن ستهزم امام طهران عسكريا ودبلوماسيا، ويبرر صولاغ سبب ذلك بأنه”إنقسام المعسكر الأمريكي الداخلي يؤكد إن هناك أصوات أمريكية تعرف إن المستنقع الذي ستقع فيه (أبراهام لينكولن) والقوة المساندة لها سيكلف الولايات المتحدة هزيمة تاريخية جديدة بينما نشاهد الدبلوماسية الإيرانية تقف على مستوى واحد مع الاستعدادات العسكرية الإيرانية، وهو أمر يوضح ان الجمهورية الإسلامية وضعت كل الخيارات على الطاولة والتي ستخرج في نهاية المطاف بنصر جديد ربما يكون دبلوماسيا أو عسكريا”، ولذلك فإنه وکنتيجة وخلاصة لطروحاته”الذکية جدا” يخاطب ترامب ناصحا مشفقا:” سيد ترامب… لن تجد كلمة تقولها للعالم في حال حصول الحرب ولن يمنحك التاريخ فرصة لتعلن (انسحاب مشرف) كما فعل الرئيس نيكسون عند إعلان نهاية الحرب الفيتنامية”، وإن التشبيه الغبي والفارغ لصولاغ للحالة الايرانية بالحالة الفيتنامية يعکس مدى جهل الدائرين في الفلك الايراني في طرح تبريراتهم الممجوجة، ذلك إن الشعب الفيتنامي کان يقف صفا واحدا وراء قيادته وکان العالم کله يٶيد الموقف الفيتنامي، في حين إن الحالة الايرانية مختلفة تماما، فالشعب الايراني يرفض هذا النظام ويناضل من أجل الحرية والتغيير وإن الانتفاضة الاخيرة تٶکد بأن الحالة الايرانية مختلفة جذريا عن الحالة الفيتنامية خصوصا وإن هناك معارضة وطنية فعالة ضد النظام الايراني متمثلة بمنظمة مجاهدي خلق وقد قادت بنفسها الانتفاضة الاخيرة کما إعترف بذلك المرشد الاعلى للنظام نفسه، کما إن القيادة الفيتنامية لم تکن قيادة فاسدة ناهبة وسارقة لثروات شعبها کما فعل ويفعل النظام الايراني.
الحقيقة التي يجب على صولاغ ومن لف لفه أن يفهمها ويستوعبا جيدا، هي إن سفينة النظام الايراني التي ستبحر صوب بحر”الظلمات”والاعاصير والطوفان الذي لانهاية له، لايتسع أبدا لغير قادة النظام وجلاوزته، وستتوضح هذه الحقيقة عما قريب وقريب جدا.