لفت نظري في موقع كتابات مقال للسيد مهدي الياسري حول الصفات النبيلة والإنسانية الرفيعة التي يتمتع بها السفير العراقي في بيروت السيد عمر البرزنجي وكيف انه استقبله في منزله في اول ايام شهر رمضان وكيف كان كريما معه وكيفه وصف ( السفير ) له نفسه بانه كريماً لكل شخص عراقي وأي شخص يحتاج الى العون فانه يقف الى جانبه وانه علق لوحة في مبنى السفارة خاطب فيها الجالية العراقية في بيروت وذكر فيها بانه خادم لكل العراقيين وكيف انه تربى في كنف والده ليعلمه القران في التاسعة من عمره وانه شخصية وطنية يحسن. الانتماء للعراق وطناً وتراباً وتاريخاً …. واسهب الاخ الياسري في وصف مثالب السيد السفير حتى ادمعت عيناي من شدة التأثر وأحسست لوهلة انني امام سيرة الخليفة عمر بن الخطاب في المسلسل الذي يعرض في شهر رمضان المبارك .
ولا ادعي انني امام مقال مدفوع الثمن هدفه تلميع صورة السفير الذي يعاني ضعف في شخصيته لتنعكس سلبا على اداء مهام عمله ولا ادعي كذلك انني امام صورة انسان لا اقول انه منافق يحاول ان يغطي صفات بخله وجشعه بمحاولة ارتداء ثوب الكرم من خلال دعوات في منزله وعلى نفقة الدولة العراقية ومن المال العام للمسؤولين العراقيين وأصحاب القرار هدفها نيل رضاهم لتمديد فترة بقائه في لبنان أطول فترة ممكنة ولكننا امام كارثة حقيقية على مستوى سفراءنا في الخارج والذين يجب ان تكون مهمتهم الاساسية رعاية مصالح دولتهم في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وتطويرها والتي مع شديد الأسف لانجد اي منها ليس فقط في لبنان ( حتى لا نكون قد جنينا على هذا الرجل ) ولكن في اغلب سفاراتنا في الخارج بحيث اصبحت السفارة مملكة للسفير يديرها حسب رغبته ونزوته ومصالحه الحزبية والشخصية الضيقة دون اي التفات الى مصلحة شعبه وحكومته .
وفي الختام اقول ان مثل هكذا دعايات إعلامية لا تخدم وطننا الجريح وهذه الاموال التي تستنزف في اقامة هذه الدعوات غير المبررة هي من أموال شعبنا والذي يعاني أزمة حقيقية يجب ان تكرس في مكانها الصحيح … والدبلوماسية الحقيقية التي يجب ان يتعلمها سفراءنا في الخارج ليس اقامة المآدب للمسؤولين العراقيين والإعلاميين والامسيات الجميلة التي يصفها الاخ الياسري في مقاله وشعبنا يأن تحت طائلة البطالة والفقر والمرض وبدون كهرباء وفي درجات حرارة اقل ما توصف انها غير طبيعية .. ولكن في الحفاظ على أموال شعبنا والحرص على مصالحه ووحدة أراضيه في ظل التهديدات والصراعات الإقليمية .. وليأخذوا الدروس والعبر من سفراء الدول الاخرى والذين يسهرون الليل والنهار وفي اقسى واصعب الظروف من اجل توفير سبل العيش الكريم لشعوبهم وهم ايضاً جنوداً مخلصين لاوطانهم من دون ان يقيموا الدعوات او الأمسيات الجميلة .