وفق ما درسناه في كتب الجغرافية ان اسم بلاد الشام يطلق علىسوريا ولبنان والأردن وفلسطين , وفي نفس الوقت فإن بلاد الشام هي أيضاً اسم دمشق عاصمة بلاد الشام.
تمتدّ بلاد الشام على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط، وتتوسّط ثلاث قارات، هي : آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وقد وُضِّحت حدودها قديماً، إذ يحدّها البحر الأبيض المتوسّط من الغرب، ومصر وصحراء سيناء من الجنوب، أمّا من الشرق فتحدّها البادية التي تمتدّ من آيلة إلى الفرات.
وقد تميّزت البلاد بالموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي كان له دور كبير في عدم استقرار المنطقة، وذلك نتيجة تعاقب العديد من الحضارات عليها، بالإضافة إلى مساهمته في ازدهار اقتصادها، نظراً لارتباطها بطرق مواصلات مع مختلف الدول المجاورة .
وكما يقول الشيخ علي الكوراني
(هناك العديد من الأحاديث عن الشام وأحداثها وشخصيات قبل وبعد فترة الظهور المقدس، محورها الأساسي هو – الحركة السفيانية – التي تحكم الشام ووحدتها، والتي ستلعب جيوشها دوراً واسعاً لتقريب الظهور المقدس للإمام المهدي , وأيضاً بعد القضاء على العدو في الشام، يبدأ السفياني قتال الأتراك في معركة قلقيسية، ثم يدخل العراق.
كما أنه يلعب دوراً في الحجاز، حيث تحاول حكومة الحجاز القضاء على حركته , لكن المعجزة الموعودة ستحدث لجيشه في طريق مدينة مكة المكرمة .
أعظم معارك السفياني هي معركة فتح فلسطين. ويتم ذلك بأمر المهدي , وخلف السفياني اليهود والروم, وينتهي بهزيمته وقتله وفتح فلسطين ودخول القدس).
ونناقش هذه الأحداث بمزيد من التفصيل أدناه:
1– وجود حرب أهلية شاملة بين المسلمين، وسيطرة الروم والأتراك (ربما يعني الغربيين والروس).
2– وجود صراعات متوطنة في بلاد الشام تسبب الشقاق والضعف والضائقة الاقتصادية بين أهلها.
3– الصراع بين المجموعتين الرئيسيتين المعارضة المسلحة وقسد في بلاد الشام.
4– حدوث زلزال في دمشق يؤدى إلى تدمير الجزء الغربي من الجامع وجزء من ضواحيه.
5– الصراع على السلطة في الشام بين زعماء العقبة الثلاثة، الجيش الأحمر، والسفياني، وغلبة السفياني وسيطرته على سوريا والأردن، وتوحيد المنطقة تحت حكمه.
6– تقدم الجيوش الأجنبية إلى بلاد الشام.
ويقال إن ظهور اليماني الموعود يشبه ظهور السفياني أو أي شخص مقرب منه، والظهور اللاحق للزعيم الإيراني الخراساني.
كل تلك الأحداث سوف تجري في بلاد الشام قريبا, ويؤكدها المتنبيءالعراقي اللبناني الجنسية ( أبو علي الشيباني) ايضاً في طروحاته الغيبية .
فعلاقة الفقيه بالواقع التاريخي متفاوتة فأحيانا يتفاعل مع واقعه ويتأثر به ويؤثّر فيه , واحياناَ يتجاهله, فيبدو اجتهاده مجردا عن الزمان والمكان وكأنه وحي مقدس، لا يجوز المساس به مثل إجماعهم على القرشية.
ويأتي اجتهاد الفقيه عقب الأحداث التي تجري فيها وبعد أن يقُّتل عشرات الألوف من الناس , يظهر الفقيه ليكيَّف الواقع المأساويويجعله متسقا مع ما يدور على الساحة، مثل إستيلاء جبهة تحرير الشام على الأراضي السورية، وفيها أستولى الأمير ( محمد الجولاني ) بالقوة على بعض المحافظات السورية، فهو عند جمهور بعض فقهاء السنة صحيح ، لا تختلف عن إمارة الاستكفاء التي تكون برضا الشعب، وإن كانت في الواقع ليست باختياره، إلاّ أنّهم أدخلوها في التفويض والنيابة عن الإمام، علتهم خوف الوقوع في الفتنة والاقتتال الداخلي .
ويأتي الفقيه الشيعي متمثلاً بالكوراني وزملائه الأخرين ليقول : أن تلك الأحداث متواتره عن طريق أهل بيت النبوة, ولابد من أن تحدث لأن راويها إمام معصوم لا ينطق عن الهوا, وأثناء تلك الأحداث يظهر منقذ البشرية ومعه 313 شخص ليقضي على الجولاني ورفاقه الأخرين وكل المتمردين الذي أسقطوا النظام السوري وأسقطوا بقية بلدان بلاد الشام , أذ يقوم هذا المخلص أيضاً بتحرير مكة المكرمة والمدينة المنورة , ويحرر القدس ويقضي على أسرائيل وحلفائها من العرب والأوربيين.
وهكذا تبنى أسوار حول علاقة الدين بالتاريخ، فلا يستطيع أحد غير رجال الدين الولوج إليها، ويفهم إرث رجال الدين للأنبياء على أنه إرث في سلطة سياسية، والأولى أن تقف عند حدود الموعظة والتبليغ مع الالتزام بتمييز المقطوع ثبوتا ودلالة عما يحتمل أوجها من الاجتهادات والأحكام، والتزام الصمت عن الإدلاء برأي في دائرة المباح والجائز؛ لأنّ الله سكت عنه، فليس في حاجة إلى نطق فقيه باختيار.
إنّ إقحام الإسلامية والشرعية في صراعات على السلطة السياسية,لنقول بأن كلا الطرفين المتنازعين لم يخرجا عن الشرع، لسنا بحاجة إليه إذا أعدنا الدولة إلى سياقاتها التاريخية، وفصلنا بين الدولة والدين وفعل المسلمين البشري وبين إسلام الوحي.
ولو نزعنا القداسة عن دولة الخلافة والمتمردين عليها لأستراح الفقيه من ملاحقة السلطة والمعرضين لها.. وتحررت العقول من طروحات الفكر الديني الموروث من عفن التاريخ.. وكفانا الله شرور السلطات المستبدة والمعارضة المسلحة.