23 ديسمبر، 2024 12:18 م

 السفارة السعودية في بغداد فتحها والمطالبة بغلقها لمصلحة من ؟!

 السفارة السعودية في بغداد فتحها والمطالبة بغلقها لمصلحة من ؟!

لنبتدء في صلب الموضوع بعيدا عن المقدمات وللنناقش لمصلحة من فتحت السفارة السعودية في بغداد ؟ هل لصالح العراق ام لصالح السعودية ؟ والجواب الاكيد سيكون لصالح السعودية قطعا بالقرائن ومنها : ان العراق عرف دوليا بانه ضحية للارهاب التكفيري من القاعدة سابقا وجيلها الثاني داعش وهناك اصطفاف دولي للوقوف الى جانبه ومساعدته … فهل السعودية من تلك الدول المتضامنة مع العراق والمبادرة لفتح سفارتها كما فعلت غيرها ؟ بالتاكيد الجواب كلا   وهذا دليل على ان النظام السعودي لا يحترف بالعملية السياسية في العراق منذ 2003 والى الان , حتى اصبح هناك راي راشح في كل العالم تتبناه دول واحزاب ومؤسسات تقول ان السعودية تدعم الارهاب في المنطقة العربية وبالاخص العراق وسوريا بدليل فضيحة سيارات الدفع الرباعي التي اشتريت من قبل السعودية وقطر وحولت الى داعش , كما ان  الادلة المتحصلة عبر القضاء العراقي من اعداد السعودين الذين قاموا باعمال ارهابية واحترفوا على الدعم المالي والعسكري من مخابرات بلدهم , ورغم ان الحكومة العراقية لم تتقدم بشكوى لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الانسان ومحكمة لاهاي لكن ادرك العالم المتحضر واصبح على بينة ويقين من الموقف الحقيقي للسعودية والداعم للارهاب , في ظل هذا كله  تاتي المفارقة الغريبة بتوسل الحكومة العراقية لال سعود لفتح سفارتهم في بغداد وكانما نحن نريد ان نبيض صفحتهم امام الراي العالمي ونبري موقفهم من دعم الارهاب باعتبارنا ضحاياه  لا سيما عززنا موقفهم بقولنا السعودية وقطر ضحية الارهاب الداعشي … الم يكن من المفترض على السعودية هي من تبادر لفتح سفارتها؟ ونحن من يضع شروطه عليها ومنها اغلاق المدارس الدينية التي تدعوا الى التطرف والارهاب والقتل ومحاسبة 55 شيخا افتوا بالجهاد في العراق ولقتل طائفة معينة بسبب الانتماء المذهبي …الظاهر نجح راعاة الابل وشراب بولها دبلوماسيا على ساسة ارض الرافدين ومهد الحضارة السومرية وفتحت السفارة قبل ايام ولم يعترض احد على ذلك من السياسين بل اغلبهم رحب واستبشر بها , واليوم وبعد اقل من اسبوع على تسلم السفير السعودي او بالاحرى رجل الامن مهامه الدبلوماسية وبعد حادث اعدام الشيخ النمر تغير موقف بعض السياسين فطالبوا باغلاقها وطريد سفيرها فاذا كان فتح السفارة السعودية كارثة على العراق فغلق السفارة او حرقها وطرد السفير اكثر كارثية لانه سوف يعطي شرعية وحق لال سعود دبلوماسيا وسيتحول موقفهم من ظلمه الى مظلومين وهذا ما يريدوه بالتحديد من عملية فتح السفارة .
السعودية وقتت فتح سفارتها في بغداد قبل ايام قليلة من اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر لغرض محسوب باتقان فحصول الجريمة في هذه الفترة هو عملية دفع الانظار عن جرائمها في اليمن وخسارة رهانها في سوريا والانتصارات على الدواعش في الانبار كما كانت تريد من فعلها الاجرامي خلط الاوراق واغراق المنطقة بحرب طائفية بغيضة ولكن العراقيين جميعا تصدوا لهذا المشروع اللعين وافشلوه وما بقي على النظام السعودي الا ان يستجدي من يعتدي على سفارته في بغداد لكي يربح اللعبة الدبلوماسية ويتهم العراق بدعم الارهاب ويصبح هو ضحيته .
فعلنا الحذر من المواقف الانفعالية والعاطفية وعلينا ان نتصرف بالحكمة والعقل لان التصادم بين السعودية وايران سنكون نحن ساحته ونحن اول ضحاياه في وقت نحن نخوض حربا مصيرية مع داعش التكفيرية , اما الرد على السعودية فيجب ان يكون من خلال مقاطعة بضائعها التي اغرقت بها السوق من منجات الالبان والجبنة والعصائر وحتى امكانية تقليل مناسك الحج والعمرة المستحب وليس الواجب كما علينا تقديم شكوى الى الجهات الدولية بشان الادلة التي بحوزة الحكومة التي تدين ال سعود بدعهم عصابات داعش كما علينا اعدام الارهابين الذين حكمهم القضاء العراقي واكتسبت دعواهم الدرجية القطعية وبالخصوص السعودين منهم .