23 ديسمبر، 2024 3:27 ص

السـياسـيـون .. وحـدود الوطـنـيـة .. والحـزبـيـة

السـياسـيـون .. وحـدود الوطـنـيـة .. والحـزبـيـة

الحـديــث عن ” الوفاق بين العراقيين ” و ” الخروج من المـأزق ” و ” مسـاعدة العـراق على انـهاء مـحـنـتـه” .. وما الى ذلك من شـعارات يرددها ( السـاسة ) من زعمـاء ورؤساء كتل ، وتـتجاوب مـعهم في اطلاقـها جهات اقـلـيـمـية ودولـية … وهـذا يذكـرنا بـحادثـة العجـوز مع احد رجال الديـن في احدى الروايات التي تقول ..( ان امرأة عـجوز شاهدت الناس يتدافـعون ذات يوم في شوارع المديـنة فسـألتهم عن السـبب فـقيل لها : ” ان رجل الديـن الفلانـي موجود في المديـنة ” .. فـتعـجـبت العجـوز وسألت عن اسـباب هــذا الـتـدافع ! فأجابها أحـدهـم : ويـحـك ِ أيـتهـا الامـرأة .. الا تعـرفـين ان رجل الديـن هــذا قــد قـدم اكثر من 100 بــرهـان على وجـود ( اللــه ) ، فهـزت العجوز رأسـها وقـالت : ( والله لو لم يكن في نفسـه شـك في وجود الله لما كلف نفسـه بايجاد اكثر من 100 برهان على وجـوده !! ) .
بـطـبـيـعة الحال لايعـقـل اتـهام جميع الزعماء العراقـيين بأنهـم لا يـريـدون انـهاء الـمحنة وانقـاذ العـراق ، ولكـن مـن الجـائـز الـظـن بـأن اخـتـلاف مفـاهــيم الانـقـاذ بـينهم ورفـض كل منـهم أن يتم الانـقاذ على حسـابـه وقـناعـة كل منهم بـعجزه عن فـرض الـحل الذي يـراه مـناسـبا ً لمـصلحـته ، هــو ما يجـعله مـقـتـنـعا ً بضرورة الانـقاذ .وفـقا ً لهذا المفهوم .
ولعـل التصريحـات التي تـنسـب الى زعـماء الكتل السياسية هو أفضل وصف لمواقـف الفرقـاء العـراقيين .. والمـحـنة العراقـيـة ، مـثل ( .. الكل مـتـفـقـون ان الحل فــي العراق لايمـكـن أن يكــون الا حـلا ً ســياسـيا ً ) ..
نــرى انــه من غـير المـمكـن أو المـعـقول أن يـسـتـمر الـصـراع على الـمنـاصـب مـن خـلال المحـاصـصـة ولـيس من بـاب الكـفاءة .. وتـرى بـعض الاطـراف انـه اسـتحقاق انـتخـابي ولابـد من الــعـمل وفـق هـذا المنطق .
الـعـراقـيـون يـشـعرون اليـوم بـأن مـصـيرهـم مـرهــون بــالانـتـخـابـات المبكرة الـقادمـة في شـهر تشـرين الاول 2021 ويـنتظرون اولويات بـرنامج الحكومـة القادمـة .. عسى ان تـتـغير ظروف المحاصـصـة ويـصـبح مـبـدأ ( الكـفوء هـو من يتسـلم الـمنـصب ) .. وتـخـتـفي ( المحاصصة ) .. أمـنيـات لا بـد من أن تـتحقق في يوم ما . !
ان مـن يـقـرأ او يسمع او يشـاهـد وسـائل الاعلام المختلفـة أو يـسـتقريء التـصريحـات والاخـبار الواردة فـيهـا .. يـنـتابـه شـعور بـأن النـزاعات الـشـخصـية أو الحزبـيـة ، هي التي تشـغل بـال السـاسـة الـذيـن اتـخـذوا من القـضـايـا الداخـلية وسـيلة او ذريـعة لهم في دفاعـهم عن مصالحهم او تـزاحـمهـم على الـنـفـوذ والسـلطة …. والحـقيـقة ان هـذه الظاهـــرة لايـنفـرد العـراق بها ، بـل تعرفهـا الكـثير من الشـعوب والمجتمعات السياسية في عصرنـا .. بعـد ان تـداخلـت الصراعات الخارجـية والداخـليـة بـبعـضها البعـض ، وماعـــــــت الحـدود بـين الوطـنيـة والحـزبـيـة .