18 ديسمبر، 2024 11:59 م

الســــباح الســــباح

الســــباح الســــباح

SWIMMER
قصيدة للشاعرة البريطانية: جني لويس
Poem by: Jenny Lewis
Translated by: Gassan Namiq

مراجعة: د. صلاح نيازي

Edited by: Dr. Salah Niazi

ضَعْ ثقتَكَ بالماء وهو سيَحمِلُك: ففي نهايةِ المطافِ

هو عُنصرُنا الأولُ: وخلايانا المائيةُ

تصرُخُ ليلتئمَ شَمْلُها، تَدُقُّ

على جدارِ جِلدِنا مثل سُجناءَ عُميان، فتَجَدُ

سُبُلاً للعودةِ إلى السيولة: والآن تندفعُ يداي

خلالَ الجَمْعِ إلى هالةِ

هواءٍ مُتَكَسّرٍ، فأراكَ تتغلغلُ

في منطقةِ طينٍ وقَصَبٍ، أو أرى

هيئتَكَ المُسْرِعةَ تَسْحو سحاباً ضئيلاً وأنت تَكسِرُ

الغِطاءَ النديَّ للنهرِ وتنثُرُ على الفراتِ

ماساً متساقطاً. وهناك، ما هَرَبتَ منه

هو حرارةُ مُنتصفِ النهار وسريرُ مَرَضِ والدِكَ –

ووالدتُكَ التي أنهَكَها العِبءُ الدائمُ:

وبَعدَ ذلك خشونةُ الجنديةِ وقذارةُ الخراطيشِ المُستهلَكةِ

بَعدَ أدائِها عملها الدموي.

وأنتَ الشاعرُ الذي أحزَنَتْكَ المُزرياتُ، وأقلقتْكَ

الأخيلةُ، يا وريثَ النمرود، طَفوتَ بمقطوعاتِ

أفكارٍ لا وطنَ لها، كما السمكةِ التي سبحتَ معها.

والآن لديكَ نهرٌ آخر وتحسُّ بجَذبٍ آخر للمَدِّ والجَزْر

جَلَبَ غُرَباءَ إلى طقسِ

المنفى، منذ الرومان. وصوتُك يَرتحلُ،

مُتراكماً وثميناً مثلَ فحم رونْذا(1)

الذي جَرَفَهُ أعمامُ أبي، عُمّالُ مناجمَ كأولئك الذينَ

أنشدوا للمسيحِ حين صَعَدَتْ مياهُ تيِنْيويد(2)

إليهم عبر المَهوى، فتَركتْ زوجاتُهم

غَلّاياتِهن الفائرةَ ليَهرُبْنَ من مَطابِخهنّ، وأحكمنَ

رَبْطَ شالاتِهنَّ، وهرِمنَ فجأةً مع تشظّي النورِ:

شمعةُ المنْجّمِ الأخيرةُ تهدلّتْ مثل فتاةٍ مشنوقة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش المترجم:

* مترجم وأستاذ جامعي عراقي مقيم في طرابلس – ليبيا.

1- “رونذا”: قصبة تقع عند “نهر رونذا” في جنوب “ويلز”. ويشار إليها باسم “وادي رونذا” الذي يتكون من واديين اثنين لاستخراج الفحم.

2- “تيِنْيويد “: قرية واقعة في “قصبة رونذا” في جنوب “ويلز” وفيها منجم فحم.