9 أبريل، 2024 10:49 ص
Search
Close this search box.

السعودية وقطر .. وحرب ( بائعات الهوى) في (الملاهي الليلية) !

Facebook
Twitter
LinkedIn

النزاع والصراع المحتدم والحرب الكلامية التي يشتد اوارها هذه الايام بين السعودية وقطر ، تشبه الى حد ما معركة بين إثنين من (بنات الهوى) تجري في (علب الليل) ممن يرتدن الملاهي الليلية وحفلات المجون الحمراء..وقد حدث بينهن (نزاع) أو (تنافس) للظفر بـ (حبيب) او رجل لديه قوة وشأن ونفوذ ، والتقرب منه ليكون هو (الحبيب المنتظر)، ومن يحق لها (مضاجعة) من تجد فيه أنه يستحق ان (يستلقي) على ساقيها (حلوة يستلقي مو؟؟!!) ، ومن ثم يظفر بـ (مداعبة ) (نهديها) ويتغزل بشعرها الأشقر المتدلي على خصرها، وقوامها الطويل ، القريب من طلعة (غزلان الخليج) التي تسرح وتمرح على مقربة من بيوتات بني هاشم وقبائل قريش، يوم كانت (تكرع) ما لذ وطاب من (الخمر المعتق) و (النبيذ المعسل) ، الى ان جاء النبي العربي وحاربهم الرجل ومنع بيع الخمور على مقربة من مساجد الله ، لكن (أصحاب الفتاوى) حللوا عليهم (البيرة السعودية) لأن كمية المخدرات فيها (ضعيفة) ،وابتكر البعض منهم (عرق إسلامي) ، ونصحهم ان لا يأتوا الى الصلاة وهم (سكارى) ، ومن ثم جاء (الحزب الاسلامي) و (حزب الدعوة) ليحرما الخمر والميسر والانصاب والأزلام، ويسمحا بتقنين انتشار بيوت (الدعارة) في (منازل خاصة) وليس في فنادق الدرجة الاولى او نواديها الليلية وملاهيها التي كان يعج بها شارع أبو نؤاس وأمام الانظار، في العهد الديمقراطي الجديد!!
نعود الان الى السعودية وقطر ، فقد وصل الصراع ولغة الكلام المبتذل بينهما الى ما يشبه ((عركة ساقطات) في علب الليل عندما يختلفن ، على من يضاجعهن او يستطعن استدراجه ليظفرن به، ويحصلن منه على ما يردن..إنها معركة (نوادي الخلاعة الليلية) بين بائعات الهوى وعلب الليل، وأوجه الشبه بينهما واضحة كلمعان الشمس!!
قطر والسعودية كان بينهما (صراع نفوذ) على مقدرات المنطقة ، ووجدا في الولايات المتحدة ودول أخرى من يقفا الى جانبيهما ليدخلا لعبة (أداء الأدوار) بالنيابة، وانهما من لهما السطوة على دول المنطقة وترويضها، واسقاط أنظمتها، كل وفق الطريقة التي تحقق مصالحه!!
لقد أعطى الامريكان الضوء الاخضر لقطر قبل سنوات وبخاصة في عهد أوباما ان (تسحب البساط) من تحت أرجل السعودية لتكون هي (اللاعب الأساس) في المنطقة وشرطيها المحبب الى الادارة الامريكية ، حتى اصبح بمقدور قطر من خلال (غمزة او لمزة ) في ( حفلة ماجنة) ، من (ترويض) أنظمة واسقاطها، واحلال قيادات بدلا عنها تخضع لمشيئة قطر، أو السعودية، لكن قطر هي من فازت بقصب السبق في نهاية المطاف برغم الفارق الكبير في الدور والامكانات ، وازاحت السعودية الى الوراء ، بـ ( توصية) من الامريكان ، حتى تراجع دورها وانقلب عليها رجال العم سام ، وركلوها، ان لم يعملوا على التلويح بشن حرب ( تسقيط ) ضدها، متخذين من ازمة الحادي عشر من أيلول وتفجير برج التجارة العالمي وقضية بن لادن لتكون ( ورقة تهديد ) ضاغطة ضد السعودية عندما تحاول ان تلعب بذيلها في أزمات المنطقة!!
أما قطر فقد أوكل لها الامريكان والاسرائيليون دورا (محوريا) لاينسجم مع حجم قطر الصغيرة في المساحة والامكانات، لكن المخطط الامريكي كان يتجه نحو (سحب البساط) من تحت السعودية لايقاف تحكمها في مقدرات دول المنطقة، وهي التي عدت نفسها انها الدولة الغنية التي بامكانها ان تكون شرطي الخليج بعد إيران، بل ان الامريكان هم من صعدوا الأزمة بين السعودية وايران، وعملوا على (تأجيج) العداوات القديمة الجديدة وصراع الدولتين النفطيتين الكبيرتين باتجاه (توتر الاوضاع ) لتصل حد خلق (القطيعة) بينهما، وما وصلت اليه أحوال العلاقة بينهما من تدهور حد تبادل (الشتائم البذيئة) ، التي تشبه الى حد ما (معركة بنات الهوى) عندما يختلفن على (غنيمة)!!
كانت السعودية أكثر الدول التي ناصبت العراق العداء منذ عقود مضت ، حتى انها أرادت ان تفرض ملوكا من سلالتها ليكونوا (اوصياء) على عرش العراق، وفي الثمانينات والتسعينات لعبت السعودية دورا خبيثا في محاربة العراق ووضع الأفخاخ امام طريق نهضته على أكثر من صعيد..وكانت تتمنى ان يسقط العراق ويتهاوى لتبقى السعودية المتربعة على (عرش المنطقة ) وتكون لها (الزعامة) في قيادة المنطقة، وعملت على سحب البساط من تحت العراق لكي لايبقى قويا ، وكانت الصحافة البريطانية تضخ بتقارير مفادها ان العراق هو من يريد أن يتصدر (زعامة المنطقة) وهو (ينافس) السعودية على هذا الدور ، وتآمرت عليه مع الامريكان في الحرب ضد العراق الى ان دبرت له المواجهة في حربي الخليج الاولى والثانية، وذهب العراق يتدحرج تحت ضربات كانت السعودية وقطر احدى أكثر الدول التي سهلت دخول الامريكان الى العراق وغزوه ، وكل ما جرى للعراق من ويلات وكوارث كانت السعودبة وراءه، وهي سبب كل مصائب المنطقة ومسلسل حروبها القذرة في اليمن وسوريا، وهي من حركت أوار الحروب باتجاه (الهيمنة) وما درت السعودية ( أن من حفر بئرا لأخيه وقع فيه) ..وكان للسعودية ما كان، وجاءت قطر (الصغيرة) لتسرق الأضواء وتسحب البساط من تحت أقدام السعوديين، وراحت قطر (تحل) ازمات أقليمية ، ويكون لها (شأن) في عالم السياسة وخدمتها (تجارة الغاز) ليكون لها (نفوذ) مؤثر مع دول أوربا والعالم الغربي، سهله لها الامريكان وأسرائيل ، وما ان جاء ترامب حتى حاولت السعودية شراء الرئيس الامريكي الجديد بالمال، ووجد في أزمتها مع قطر فرصة لحمل السعوديين على توقيع صفقات تسليح وصفقات تجارية أخرى يسيل لها لعاب الولايات المتحدة ، حتى استطاعت (تحريك) الأزمة مع قطر حد اعلان السعودية حربها على قطر، واستنجدت الاخيرة بتركيا وايران لتخليصها من الاطماع السعودية الرامية الى (ابتلاع) قطر والعمل على سحب البساط من تحتها لعودة الدور المؤثر للسعودية لكي تكون هي المتحكمة بأزمات المنطقة وتفرض وجهات نظرها عليها..و(التصعيد) في لغة التهديد السعودي ضد قطر، يوضح طبيعة المشكلة ويفضح أدوار (الإثنين) في (لعبة الغرام) التي تؤجج (بائعات الهوى) فصولها عندما يختلفن في أحد الملاهي على (غنيمة) أو لكي تحصل ممن (يضاجعها) على ما تريد!!
هذه هي الحقيقة المرة.. في ألازمة (المفتعلة) بين قطر والسعودية ، واذا تمكنت (بنات الهوى) من (الحفاظ على ماء الوجه) و (تجاوز الأزمة) فأنهما يسهلان الحفاظ على أمن (الملاهي الليلية والحفلات الماجنة) من أن (تهدد) إستقرار العالم والحفاظ على بقية (هيبتهما) التي مرغت بالتراب أمام العالم، فما عليهما الا ان (تقبل) كل منهما بمبدأ (تقبيل اللحى) ،ولكي يتوقف إستخدام (القباقيب) و(الشباشب) و(الاحذية الخفيفة) في نزاعات من هذا النوع ، حفاظا على (ماء الوجه) إن اريد لتلك (المعركة) التي جرت بين (الغريمين) ان تنتهي بسلام، قبل ان تضطر واحدة منهما الى (نزع اللباس) وتدخل (معركة الشرف) أوج صراعها بين البلدين!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب