23 ديسمبر، 2024 6:59 ص

السعودية .. وأغتيال الكلمة / جمال خاشقجي

السعودية .. وأغتيال الكلمة / جمال خاشقجي

الجزء الأول – قبل العثور على الجثة
( الذي يرهب الطغاة هي الكلمة وليست الرصاصة !! .. كاتب المقال )
أستهلال :
في الدول العربية عندما الأعلام يدلس ويشوه الحقائق ، يمكن أن يكون ذلك وقد يحصل في عالمنا العربي خاصة ! ، وحين الحكومات بكامل أعضائها تقلب الحق باطلا أيضا يجوز لأنها حكومات أجيرة للحاكم المطلق المتسلط الأوحد ! ، ولكن عندما تكون دولة / مملكة ، من مليكها وولي عهدها وكل طاقمها التنفيذي وكل الميديا وجميع شيوخ مؤسستها الدينية الموظفين من قبل الملك ، تشوه الحقائق والوقائع وتنكر أمام العالم جريمة واضحة المعالم ، ومع سبق الأصرار والترصد ، فهذه ليست دولة بل مجموعة / عائلة ! ، خارجة عن القانون تحكم شعبا مغيبا مجهلا ومغلوبا على أمره ! .

النص :
أفادت دبي- العربية . نت في 9.10.2018 التالي ( أعلن النائب العام السعودي ليل الجمعة أن التحقيقات أظهرت وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي خلال شجار في القنصلية. وأفاد النائب العام في بيان أن التحقيقات الأولية في موضوع المواطن جمال خاشقجي أظهرت وفاته ، كما أوضح البيان أن المناقشات التي تمت بين خاشقجي وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته ، الى ذلك ، أكدت النيابة العامة أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن ( 18 ) شخصاً جميعهم من الجنسية السعودية ، تمهيداً للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها ، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة . ) .

القراءة :
ليس هذا المقال تعريفي بالأعلامي / الصحافي ، جمال خاشقجي – المعروفة سيرته ، والذي كان قبل سنوات في خدمة السلطة السعودية ، ولست مؤيدا له ، أو نصيرا لقضيته ، أو متعاطفا لنهجه وكتاباته ، ولا يهمني بشكل أو بأخر أذا كان قد جانب الحقيقة برأيه بجماعة الاخوان المسلمين أم لا ، كل هذا لا يشغلني ! ، وبنفس الوقت سأتجنب مجرى الوقائع والتحقيقات ، لأنها متوفرة في المواقع ووكالات الأخبار – ألا ما يتطلب المقال من عرضه لأكمال الصورة الكلية للوقائع ، ولكن الذي يشغلني كيف الحكومة تصفي مواطنيها أصحاب الكلمة الحرة : والذي سأسرده هو ألقاء الضوء على واقعة قتله من رأس السلطة السعودية ! .. ” والمقال سيكون على جزئين ” .
الحقيقة الأولى – المملكة من مليكها الى حكومتها وأعلامها مرورا بولي العهد محمد بن سلمان ، افادوا بأن خاشقجي دخل للقنصلية وخرج !! ، وأشدد على تصريح ولي العهد الذي قال أن خاشقجي غادر القنصلية ( أكد ولي العهد ، الأمير محمد بن سلمان ، أن هناك شائعات بشأن ما حدث للكاتب جمال خاشقجي ، مشددًا على أنه مواطن سعودي ، والمملكة حريصة جدًّا على معرفة ما حدث له ، وقال ولي العهد ردًّا على سؤال بلومبيرغ في هذا الشأن ، خلال حواره معها : إن المملكة سوف تستمر في محادثتها مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث لجمال خاشقجي هناك ، ولفت ولي العهد إلى أن ما يعرفه ” أن جمال خاشقجي دخل القنصلية السعودية لدى تركيا وخرج بعد دقائق قليلة أو ربما ساعة “. / نقل من المواقع التالية : الخليج العربي / صحف السعودية / صحيفة المواطن ) ، فكيف الأمر وخاشقجي لم يغادر القنصلية ، بل قتل على أرضها !! ، ألم يكن ولي العهد يعلم أنه لم يخرج !! ، والذي خرج فيما بعد هي جثته / كاملة أو مقطعة ! – والجزء الثاني من المقال سيسلط الضوء على هذه الجزئية ! .
الحقيقة الثانية – وكيف اليوم 19.10.2018 ، تقول السعودية بعد 17 يوما من دخوله للقنصلية أن خاشقجي توفى نتيجة أشتباك بالأيادي ! ، ولم تقل قتل ! ، هل هذه المعلومة / الأشتباك ، أستغرقت أكثر من أسبوعين حتى تصل للملك وولي العهد ! ومن ثم الى الحكومة بأكملها ، أم أن الكل مغيب ! ، أم أن الأمر كان يحاك من أجل أخراج رواية الوفاة ! .
الحقيقة الثالثة – وفي مقال للكاتب والروائي الأميركي ديفيد إغناتيوس في صحيفة The Washington Post الأميركية / أنقله باختصار (( يبدو أن الرواية السعودية الجديدة ستنطوي على أن القصر صرَّح بالقبض على خاشقجي للتحقيق معه وليس قتله ، لكن هذه النسخة تحتوي على بعض الثغرات الواضحة : إذا كان الهدف هو «إعادته» إلى المملكة العربية السعودية ( بعبارةٍ أكثر تهذيباً ) ، فلماذا أُجري التحقيق معه في إسطنبول؟ ولماذا انضم خبير الأدلة الجنائية كما يُزعم إلى الفريق المُكون من 15 رجلاً .. )) ، وهنا التساؤل لم هذا الفريق المخابراتي الأمني الضخم ! ولماذ بالتحديد أن يضم هذا الفريق د . صلاح محمد الطبيجي ( 47 عاما ، طبيب شرعي حصل على الماجستير من جامعة غلاسكو في اسكتلندا / نقل من موقع BBC ) ، ولم الفريق يضم طبيبا ! ، أضافة الى ضباط من دائرة ولي العهد / ك ” ماهر مطرب ” – عقيد في المخابرات السعودية والذي يرافق ولي العهد دوما ! ، من الواضح ان الأمر مخطط له في المملكة ! ، ومبيت له ! ومن قبل ولي العهد تحديدا ! .
الحقيقة الرابعة – لماذا لم تعترف السعودية منذ اليوم الأول للحادث في 2.10.2018 أن أشتباكا حصل وقد قتل خاشقجي خلاله ! ، وهل العالم بهذه الجهالة ليصدق الرواية السعودية ، بعد أكثر من 17 يوم على قتله ! .
الحقيقة الخامسة – هل أن وفدا بهذا المستوى يغادر بدون علم ولي العهد ! ، ولم أعفي مستشار ولي العهد سعود القحطاني من منصبه ! ، وهل القحطاني يعمل من ذات نفسه دون أخذ مشورة رئيسه الأمير محمد بن سلمان .

خاتمة المقال / قبل العثور على الجثة ! :
1 . أني لأتعجب من الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ، وظهورهما في الميديا وهما يرسمان أبتسامة عريضة ! ، وكأن شيئا لم يحصل ! ، هل أرواح الشعب بهذا الرخص ! ، خاصة بفرد على وزن خاشقجي ! .
2 . هل أختلاف الرأي والنقد وبيان ثغرات الأخفاق السياسي وتداعيات حرب اليمن وكبت الحريات .. مصير الذي يتعرض لها هو القتل ! / خنقا أو ذبحا أو تقطيعا أو تسميما ! .
3 . كيف يتحول فرد / خاشقجي ، من موظف داخل السلطة ، الى معارض ! ، وما سبب هذا الخلاف الذي أدى الى قتله ! هل يحمل المغدور أسرارا جعلت من المملكة أن تصفيه قبل البوح بها ! ، هذا تساؤل مشروع .
4 . ختاما .. في السعودية لا قانون ولا دستور مدني ! ما يحكمها هو الشريعة الأسلامية ، التي تؤكد على أطاعة الحاكم ، ووفق الأية التالية وغيرها ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ .. 59 / سورة النساء ) ، وكذلك حديث الرسول ” ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني “. رواه البخاري (7131) ومسلم (1835) .. وهل يعني هذا الذي لم يطع / كجمال خاشقجي نهايته القتل !! .