23 ديسمبر، 2024 5:14 ص

السعودية وأغتيال الكلمة الحرة / جمال خاشقجي .. الجزء الثاني – بعد تقطيع وأذابت الجثة

السعودية وأغتيال الكلمة الحرة / جمال خاشقجي .. الجزء الثاني – بعد تقطيع وأذابت الجثة

الموضوع :
في الجزء الثاني للمقال موضوع البحث ، سوف لن أخوض في تفاصيل الأخبار ، عدا ما سأبني عليه مقالي :
1 – بيان النائب العام السعودي ( العربية نت في 15.11.2018 النائب العام في السعودية ، قد صرح الخميس أنه ، بناء على ما ورد من فريق العمل المشترك السعودي ـ التركي ، والتحقيقات التي تجريها النيابة العامة مع الموقوفين في هذه القضية والبالغ عددهم 21 موقوفاً ، فقد تم توجيه التهم إلى 11 منهم وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم ، وإحالة القضية للمحكمة مع استمرار التحقيقات مع بقية الموقوفين للوصول إلى حقيقة وضعهم وأدوارهم ، مع المطالبة بقتل من أمر وباشر جريمة القتل منهم وعددهم 5 أشخاص ، وإيقاع العقوبات الشرعية المستحقة على البقية ، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”. ) . 2 – يقين عائلة خاشقجي ، بأن جمال قد قتل / والجثة قد أذيبت بعد أن قطعت ، فأبتدوا بتقبل العزاء للمقتول ، والجثة مفقودة ! ، لأنها قد أذيبت ! ، فقد جاء في وكالات الأنباء التالي ، ( دبي في 15.11.2018 الإمارات العربية المتحدة((CNN أعلن صلاح خاشقجي ، نجل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، الخميس ، موعد صلاة الغائب على والده الراحل في المملكة العربية السعودية. وقال صلاح ، في حسابه على موقع “تويتر” ، إنه “ستقام صلاة الغائب على الفقيد جمال خاشقجي بعد صلاة فجر الجمعة في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ، وبعد صلاة الجمعة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة”. ) .

القراءة :
أولا – على المستوى العربي لا زالت الدول العربية ذا موقف سلبي تماما / عدا قطر التي تعتبر من المحركين الرئيسيين للقضية أعلاميا ، حيث لم يكن هناك أي موقف عربي شفاف من هذه الجريمة الشنعاء ، بالرغم من كل الدلائل التي نشرت تركيا وسعوديا ! ، وهذا ليس غريبا على الدول العربية ، بل هذا هو ديدن العرب !! .
ثانيا – وحتى الدول الكبرى لم يكن هناك من موقف يذكر عدا مقاطعات لحضور ” منتدى دافوس الصحراء ” في السعودية ، وحجب تأشيرات دخول المتهمين ، وهذا رد فعل مضحك لأن المتهمين أصلا موقوفين ! ، أن الدول العظمى تتعامل وفق ما تقتضيه مصالحها وليس وفق الوقائع ، بالرغم من الضغط الدولي أعلاميا .
ثالثا – كل الدلائل تشير الى أن الأمر بالقتل هو في أعلى قمة السلطة في السعودية ، وهو ولي العهد محمد بن سلمان ، وهذا يتوضح من التسجيل التالي ( ” أبلغ رئيسك .. أن المهمة أنتهت ” ، هكذا جاء مضمون اتصال أجراه ضابط الاستخبارات السعودي ” ماهر مِطرب ” ، الذي قاد عملية اغتيال الكاتب الصحفي ” جمال خاشقجي ” ، داخل قنصلية المملكة بإسطنبول ، بمساعد لوليّ العهد السعودي ” محمد بن سلمان ” ، وفقا لما نقلته صحيفة ” نيويورك تايمز ” عن 3 أشخاص على صلة بالتحقيقات في جريمة الاغتيال / نقل من موقع قناة العالم ) .
رابعا – الفظيع والتوحش وهو في أسلوب القتل الذي يدل على حقد ليس له من تبرير ، سوى أنه صادر من أنسان مريض نفسيا نرجسي لا يتقبل أي أنتقاد ! ، وهو ولي العهد بن سلمان ، وفي الموروث الأسلامي يحضرني واقعة قتل ” أم قرفة ” شقا ، ففي موقع / مركز الفتوى ، أنقل التالي ( قال السرخسي في المبسوط : والمرتدة التي قتلت كانت مقاتلة ، فإن أم مروان كانت تقاتل وتحرض على القتال وكانت مطاعة فيهم ، وأم قرفة كان لها ثلاثون ابنا وكانت تحرضهم على قتال المسلمين ، ففي قتلها كسر شوكتهم. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : وكانت أم قرفة جهزت أربعين راكبا من ولدها وولد ولدها إلى رسول الله ليقاتلوه ، فأرسل إليهم زيدا فقتلهم وقتلها وأرسل بدرعها إلى النبي فنصبه بالمدينة بين رمحين. وفي روايات أخرى ضعيفة : أن زيد بن حارثة مثل بها عند قتلها ، فيقال : ربطها في ذنب فرسين وأجراهما فتقطعت .. ) ، وبنفس الصدد ، في ” شرح فتح الباري ” ، ( غزوة زيد بن حارثة ) ، أنقل التالي وبأختصار : ( وقد تتبعت ما ذكره أهل المغازي من سرايا زيد بن حارثة فبلغت سبعا كما قاله سلمة .. والسابعة : إلى ناس من بني فزارة ، وكان خرج قبلها في تجارة فخرج عليه ناس من بني فزارة فأخذوا ما معه وضربوه فجهزه النبي إليهم فأوقع بهم وقتل أم قرفة ، فيقال : ربطها في ذنب فرسين وأجراهما فتقطعت ، وأسر بنتها وكانت جميلة ، ولعل هذه الأخيرة مراد المصنف ، وقد ذكر مسلم طرفا منها من حديث بن الأكوع ) .
خامسا – من المؤكد أنه سيكون هناك كبش فداء للعملية ، وذلك من اجل تخفيف أحتقان الرأي العام الدولي ، وهذا ما أوضحه النائب العام السعودي ” بقتل خمسة أشخاص منفذين رئيسيين لعملية قتل خاشقجي ” ، وأرى هذا أجراءا غير أخلاقيا وغير قانونيا ، وذلك لأنه يجب أن يحاسب أولا العقل المدبر / ولي العهد ، ومن ثم محاسبة الذنوب وذلك لأنهم مأمورين / أي فريق الأغتيال !! .

خاتمة :
من المؤكد أن السعودية ستدفع ثمنا باهظا لما أقترفه ولي العهد محمد بن سلمان ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، لا أعتقد أن القضية أغلقت ، لأن تركيا لا زالت تناور بها ، ، وأن الواقعة مسجلة من ألألف الى الياء عند الأتراك .. وبخصوص شناعة القتل يذكر أنه حتى الطرف السعودي أبدى أستياؤه من عملية القتل ، حيث جاء في موقع / الخبر ، التالي ( أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، أن تركيا أطلعت كافة الأطراف على التسجيلات الصوتية المتعلقة بجريمة مقتل خاشقجي . وأوضح : ” جهاز استخباراتنا لم يخفِ شيئا ، التسجيلات كانت كارثة بحد ذاتها . حتى أن ممثل الاستخبارات السعودية عندما استمع للتسجيلات قال : ربما تعاطى ( القاتل ) الهيروين ، لا يفعل هذا الأمر إلا من تعاطى الهيروين “. ) ، والسؤال هنا : أما آن الأوان لوضع حد لأعمال المملكة العربية السعودية / عائلة ونظام ، فهي لديها بصمة في كل عمل أرهابي / كتخطيط أو تمويل بشكل مباشر أو غير مباشر ! ، وهذا يرجع لأن المؤسسة الدينية في المملكة أفرخت أرهابيين متشبعين بثقافة القتل ، وفي هذا المقام يحضرني ، أن معظم المخططين والمنفذين والمشاركين في عملية 11 سيبتيمبر 2001 هم سعوديين ، ( 15 سعوديا ومصري ولبناني وأمارتيان ، الكل تحت أمرة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن – السعودي الجنسية ! ) .
أرى انه على النظام العالمي ان يتخذ أجراءا عقابيا مشددا ضد السعودية كنظام ، وضد ولي العهد محمد بن سلمان / تحديدا ، والدفع بخلعه من ولاية العهد ! ، والتساؤل : أذا كان محمد بن سلمان وليا للعهد وهذه أعماله ! ، فكيف الحال والوضع أذا أعتلى العرش !!! .