23 ديسمبر، 2024 11:36 ص

السعودية لبّت نداء القدس ولكن

السعودية لبّت نداء القدس ولكن

إلتهبت مواقع التواصل الإجتماعي ومحطات التلفزة النافخة في الفتنة الطائفية بمشاعر الفرح والسرور والإبتهاج بالقرارالسعودي التأريخي الشجاع الذي لم يسبق للعرب أن إتخذوا قرارا شبيها له ضد عدوهم التقليدي ومغتصب قدسهم وأرضهم العدو الصهيوني ! فهذه المرّة خرجت المملكة السعودية عن صمتها ورفعت لواء الثأر لشهداء فلسطين ولبّت نداء أطفال غزّة وهبّت لتمسح دموع الثكالى ولتغسل آثار حرق المسجد الأقصى وإزالة دخانه الأسود الذي صبغ وجوههم  ! إستجمعت قواها وعطّلت مسابقات الهجن وأغلقت إسطبلات الخيول وأوقفت جميع نشاطات الصيد بالصقور والكلاب …وتوجّهت الى قواعدها العسكرية لتجرّب طائراتها الجاثمة على الأرض منذ عشرات السنين والتي أنفقت عليها مئات المليارات فلقد أفل وقت الصمت والخنوع وحان وقت الحسم وهبّت عاصفة الحزم ! بهذا العنوان إنطلقت معركة السعودية لتحرير القدس ( عاصفة الحزم) وسيسجل التأريخ لآل سعود هذه الوقفة العربية الكبيرة لنصرة القدس وأهل القدس  والتي قادوا فيها تحالفاً عربياً إسلامياً بأسطول جوي يفوق عدد طائراته ال 185 طائرة كمرحلة أولى …وبمشاركة متميّزة من السودان بثلاث طائرات لكنّها لم تجهز بعد لأسباب مجهولة… وهنا تكمن المشكلة …فلقد سبب هذا التأخير السوداني عائقا للتحالف العربي الأسلامي …ولكن ربَّ ضارّة نافعة كما يقول المثل …فلقد قررت السعودية وبفتوى من هيئة كبار العلماء في المملكة أن تغيّر ستراتيجية الحملة العسكرية ضد إسرائيل  وتأجيلها بل إلغاءها تماماً …. مع رسالة إعتذار الى أطفال ونساء غزة ومفتي الديار الفلسطينية الذي طال إنتظاره لهذه الغضبة العربية ومنذ 67 عاماً ! مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ وبناءً على وصايا بن تيمية أقترح أن يكون الهدف البديل لإسرائيل هو اليمن …! إقتراح المفتي الشريف جدا لاقى قبولاً كبيرا من قبل الحكومة السعودية وحكومات الدول المشاركة في التحالف وأجمعوا جميعا على أن يكون اليمن الهدف البديل الى إسرائيل خصوصا قطر الذي صرّح رئيس وزراءها السابق حمد بن جاسم وقال نحن نعاج أمام إسرائيل…ولكن ثمّة تغيير بسيط طرأ على إسم التحالف ..فبدلا من إسم التحالف العربي الإسلامي أصبح إسمه( التحالف الطائفي)…وأيضا تغيير آخر في عنوان التحالف هو بدلا من السعودية لبّت نداء القدس … السعودية لبّت نداء بن تيمية ..! ولقد تفاعل الإعلام العربي وإستبشر خيرا بهذا التغيير وهذا الهدف الجديد وبدأ بواجبه المعروف بقلب الحقائق والموازين وتزييف الأمور وفق المقاسات الطائفية وتنظيم حملة كبرى بتهويل خطر اليمنيين على الخليج  وتمدد نفوذ الشيعة في المنطقة العربية …وكما يقول القائل الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ..ولقد أيقضتها السعودية وحلفاءها الحفاة …ورجال السوء المتلبسين بلباس الدين.وسيندم الجميع فالدلائل التأريخية لاتبشّر بنهايات مطمئنّة لطرف على آخر… بل الجميع خاسرون…هكذا هو تأريخ العرب.