23 ديسمبر، 2024 9:01 ص

السعودية تجند مفتي الديار العراقية لإشعال نار الحرب الطائفية في العراق

السعودية تجند مفتي الديار العراقية لإشعال نار الحرب الطائفية في العراق

البيان الذي أصدره مفتي الديار العراقية رافع العاني يوم أمس الثلاثاء , والذي دعى فيه سنّة العراق وأهالي الأنبار للدفاع عن النفس وقتال الجيش العراقي , لم يكن البيان الأول الذي يدعوا فيه لقتال الجيش العراقي , فقد سبق له أن أصدر بيانا في 31/12/2013 يدعوا فيه السنّة بشكل عام وأهالي الأنبار بشكل خاص , الاستعداد لحمل السلاح والتهيؤ للمهمات القتالية , حيث كان هذا البيان بمثابتة الضوء الأخضر للقاعدة وداعش لمهاجمة مدينتي الفلوجة والرمادي واحتلالهما , يضاف إلى ذلك بيانات السعدي التي دعت هي الأخرى لقتال الجيش العراقي , فكانت هذه البيانات دعوة صريحة للحرب الطائفية وتعريض الأمن الوطني لخطر هذه الحرب .
والذي يتابع بيانات هؤلاء العملاء الذين جنّدتهم مملكة الشر السعودية ورئيس جهاز مخابراتها بندر بن سلطان , لا يحتاج إلى جهد ليكتشف الدور القذر الذي أنيط إليهم للقيام بإشعال نار الفتنة والحرب الطائفية في العراق , فهؤلاء الطائفيون الذين ملئت قلوبهم بالحقد والكراهية , لا يحتاجون إلى من يسعرّ فيهم هذا الحقد المتأصل ويشعل شرارته , فهو قد أعمى بصرهم وبصيرتهم وأضلهم عن جادة الصواب , وباتوا لا يترددون في الإفصاح عن دورهم الخبيث و القذر في تمزيق وحدة هذا البلد خدمة لأسيادهم السعوديين .
إنّ بيان مفتي الديار العراقية هو تحريض مباشر وصريح على الحرب الطائفية والفتنة , والجيش الذي يقول عنه أصبح متجردا من المبادئ والمعاني السامية , هو جيش العراق وحامي الأرض والعرض , والدعوة لحمل السلاح وقتاله دعوة لا ينهض بها إلا من باع نفسه للشيطان , وجيش مثل جيش العراق الحالي الذي يقاتل الإرهاب والشر , من المؤكد أن لا يروق للعاني والسعدي , فهؤلاء لا يروق لهم سوى جيش قائدهم المقبور صدّام التكريتي الذي أذلهم وأذل العراقيين عامة , وكلنا نتذّكر العاني والسعدي كيف كانوا يبتهلون إلى الله تعالي أن يحفظ قائدهم المفدّى صدّام وينصر جيشه في صلوات الجمعة التي كانت تنقل من تلفزيون الجمهورية العراقية , وهم بالتأكيد لا يعرفون للشرف والمبادئ والبسالة والبطولة معنى , إلا في جيش المقبور صدّام الذي ضرب شعبه بالسلاح الكيمياوي وشنّ حرب الإبادة عليه في الأنفال والمقابر الجماعية .
إنّ استمرار هؤلاء الأشرار المتلبسين بلباس رجال الدين باصدار البيانات والفتاوى الداعية لقتال الجيش العراقي الذي يقاتل الآن قوى الإرهاب والشر من القاعدة وداعش في الرمادي والفلوجة وباقي مناطق الغرب العراقي التي اصبحت حاضنة للقاعدة وداعش , ستترتب عليه نتائج خطيرة ستنعكس آثارها بشكل مباشر على الوحدة الوطنية لهذا البلد , فليس من المعقول أن يقبل أبناء الوسط والجنوب أن تكون أموالهم وموارد نفطهم سببا لتعاستهم واستباحة دمائهم ودماء ابنائهم من القوات المسلحة العراقية التي يدعوا العاني والسعدي لقتالها , وليس من المعقول أيضا أن يستمرّ صبر أبناء الوسط والجنوب إلى ما لا نهاية كما قالت النائبة حنان الفتلاوي .
فالعراقيون الغيارى على وطنهم يدعون عقلاء السنّة إلى عدم إطاعة هذه البيانات والفتاوى الضالة والمضلة , فهذه البيانات قد كتبت بإيعاز من جهات لا تريد للعراق والعراقيين الخير سواء كانوا سنّة أو شيعة , وحذاري من الرهان على صبر أبناء الوسط والجنوب , فللصبر حدود على هذه البيانات والفتاوى الداعية لقتلنا وقتل أبنائنا من القوات المسلحة العراقية .