22 ديسمبر، 2024 1:33 م

السعودية بين حزب البعث ومقتدى الصدر

السعودية بين حزب البعث ومقتدى الصدر

الوطنية العراقية الحقيقية السليمة والصحيحة المطلوبة والمفترضة الحالية والمستقبلية ترفض بشكل قاطع كل انواع الهيمنة الاستعمارية والتدخل الخارجي من اي طرف كان ولا تقبل بحزب البعث بشكله الكامل القديم ولا بمقتدى الصدر ونهجه ومن يماثله من احزاب واشخاص يعتاشون على فضلات ايران وتتناقض معهم تناقضاً رئيسيا ًلا يزول الا بزوال احد الطرفين .

ما يدور حالياً في المجالات عامة المحلي والعربي والمناطقي والعالمي مترابط يحرك بعضه بعضاً وبسطوة وسيطرة وتوجيه الولايات المتحدة الاميركية اللاعب الرئيس على مستوى كافة الساحات وتحاول تحريك صغارها وصورها الكارتونية المتحركة . خراب المنطقة الحالي سببه اميركا والمتحالفين معها تديرهم وتحركهم الصهيونة العالمية . اميركا افتعلت مناطق صراع في العالم كانت في منأى عن ما يحدث فيها من ازمات وحروب وحرائق وفي اماكن مهمة رئيسية تعد من الاماكن الحيوية في العالم من ناحية الطاقة ” الضرورة ” المخزون النفطي والغازي مثل ايران والعراق والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر . قامت اميركا ومثيلاتها من دول الاستعمار العالمي . بريطانيا وفرنسا . بأزاحة شاه ايران ” محمد رضا بهلوي ” واحلال محله الحركة “الخمينية ” التي تمت صناعتها وبرمجتها في مصانع ودوائر مخابراتهم . ابتدائاً أشعلت الحرب بينها وبين العراق ضمن نظرية ” الأحتواء المزدوج نظرية كيسنجر” بعدها تم ادخال العراق مرغماً في الشَرَك الكويتي كنتيجة لضعف وقلة حكمة القيادة السياسية العراقية انذاك , ومن ثم شن الحرب عليه بشكل مباشر وتغيير نظامه السياسي واحتلاله وتدمير وسرقة محتوياته ثروات وسوق ثم تأجيج نار الفتنة الطائفية فيه وفي لبنان والبحرين والقيام بقلب النظام الليبي وقتل رئيسه واشعال الفوضى فيه ومحاولة اميركا تأجيج واثارة رعب العالم في بعض مناطقه مثل كوريا الشمالية واعلان حالة الاستنفار فيما يجاورها مثل كوريا الجنوبية واليابان وروسيا والصين . واثارة حالة الاستفزاز في اميركا الشمالية مثل ” فنزويلا “ومحاولة التأثير والعبث بنظامها السياسي . ما يجري حاليا في المنطقة من تسعيير الخوف والرهبة من نتائج المستقبل المجهول ” جاعلين ومبرّزين العراق كنموذج للجرم الاميركي يخيفون به العالم ” يدفع بعض دولها للخنوع والطاعة لنهج الكلب المسعور ” اميركا ” وارضائه واعطائه كل ما يريد .فتحاول السعودية ابعاد النار المحيطة بها والتقليل من وهجها وحرّها ولضاها . فتحركت في اتجاهات مختلفة متناقضة في ذاتها ومحيطها . تحركت وتتحرك على اميركا برشوة نظامها الحالي الذي يرأسه ” ترامب “و تتحرك على ” حزب البعث العربي الاشتراكي ” بقيادة عزت ابراهيم الدوري وتسعى لأستخدامه كورقة ضد من يعادونها بعد ان كانت ومن يحالفها في مجلس التعاون الخليجي وخاصة الكويت السبب في تدميره وانهاء حكمه وسيطرته على العراق وانهاء تأثيره البارز في المنطقة وخاصة اسرائيل وايران وفي نفس الوقت تلعب على ورقة ” مقتى الصدر” الذي يعادي في منظوره وسلوكه يعارض ويضد حزب البعث والسعودية والسنّة بشكل عام . تحاول السعودية استخدامه كواجهة وصياغته كحالة عربية ضد ايرن الاعجمية الفارسية الخمينية وبتيارها الديني الشيعي المتشدد الحاكم في العراق والمؤثر في لبنان واليمن والمهدد والمستفز للسعودية والبحرين والكويت . متأملة خيراً زائف في مقتدى الصدر و تياره متناغمة ايضاً مع من يتظاهر وَيُحتَسَب على اهل السنّة في العراق والمتناغم زوراً في نفس الوقت مع حزب البعث العراقي في شعاراته التي يتاجر بها ” صالح المطلك ” يستثمرها ويسبّح بها اليوم كما في السابق يوضفها لغرض فوزه بالأنتخابات المقبلة في نيسان من العام القادم . في الانتخابات الماضية كسب 90 مقعد في مجلس النواب وله ثلاثة وزراء ضمن التشكيلة الحكومية الناتجة عن الاحتلال الاميركي . يحاول ان يعزف على نفس الاسطوانة المشروخة . من جانب آخر تقوم بعض الجهات السياسة وبتوجيه من ايران برسم مستقبل مفاتيحها في العراق مثل عمار الحكيم وتشكيله لحزب جديد ” حزب الحكمة ” الذي شقه من حزب ” المجلس الاعلى ” وتنصيبهم لـ ” همام حمودي ” لقيادة المجلس الأعلى املا من ايران وفق برامجها في الاكثار وتنوّع الاحزاب والميليشيات الشيعية شكلاً وليس مضموناً والتي بلغت لحد الآن اكثر من 100 ميليشيا مسلّحة لغرض السيطرة السياسية على المساحة الاوسع في العراق . السعودية تعمل على امل ميت في كسب الواقع السياسي المتردي المر في العراق لثلاثة امور الاول اكفاء شره والثاني قطع الطريق على النظام الايراني وامتداداته في المنطقة سوريا ولبنان وامكانية استفزازه للسعودية والاردن وتركيا واقليم كوردستان من خلاله والثالث استخدام العراق كمصد وكساتر في مواجهة ايران . محاولاتها في تحريك وتنشيط حزب البعث بقيادة عزت الدوري وكسب وتحريك مقتدى الصدر وتيّاره حالة ” خسرانة وغير موفقة ” كلاهما له نهجه واهدافه المتناقضة مع متطلبات المصلحة الجوهرية الحقيقية العراقية السليمة والصحيحة المطلوبة والمفترضة حالياً . ” البعث ومقتدى ” البعث يستخدم التكتيك ومقتدى يستخدم التقيّة وكلاهما متناقضان تناقضاً رئيسياً غير قابل للإتلاف . والنظام السعودي كان يعاديهما ويعادونه وله علاقة حميمة استراتيجية بالولايات المتحدة الاميركية الناكرة للطرفين والناكرين لها . وفي الجانب الآخر تثير اسرائيل واميركا نعرات الصراع القومي بين الاكراد والعرب ” حكومة المركز ” في مطالبتهم بالانفصال عن العراق كوطن . من هذا المنظور المزري للحالة السياسية الحالية والمستقبلية . المطلوب بقوّة وجد الانقلاب الثوري على هذا الواقع الفاسد المتردي والعمل بصدق من كل الاطراف والشواهد المحرّكة والمتحرّكة للعملية السياسية في العراق على ان تضع ” نَصب او دكّة مقدّسة ” لا غطاء عليها ولا ستار واضحة المعالم للجميع ولا شيء يحجبها هي” دكّة الوطنية ” كرمز يسمو فوق كل الرموزالدينية والقومية و الطائفية والحزبية والعشائرية والمذهبية وغيرها , وتكون السياسة العراقية ونهجها في خدمة هذا الصرح المقدس ” الوطنية ” لا سائدة عليه . وتشخيص واعلان من يلتزم به ومن يقترب ويبتعد عنه . وعلى اميركا الدولة المحتلة للبلد المحتل ” العراق ” وعلى دول المنطقة التي تسببت في خرابه مثل السعودية والكويت ومجلس التعاون الخليجي بشكل عام وايران وكافة الدول العالمية مثل اميركا وبريطانيا واليابان و30 دولة اخرى التي ساهمت واحتلت العراق وكانت السبب في تدميره واعاقته حضارياً , عليها ان تساهم مجتمعة في بناء ما خربوه في هذا البلد ” العراق ” وتوظيف جزء من المال الهائل المصروف على حالة الصراع المعلن والخفي في سبيل السيطرة والتخريب . توظف هذه الاموال في اعادة بناء ما تم تخريبه . وستكون النتيجة حتماً في صالح الجميع كعلاقة سليمة ضمن مصالح مشتركة مشروعة للمساهمين والمشاركين في اعماره . وبالمقابل فضح مسلك الدولة التي تمتنع عن ذلك و مقاطعتها وارغامها على كف الأذى عن العراق وغيره ويا حبذا تأكيد نجاح هذا المشروع ونجاحه مضمون بالكامل في حال توفر النوايا الصادقة وتعميمه على كل دول المنطقة المتضررة وما تعانيه من ويلات الحرب والتدخل الاجنبي وجعلها حالات صراع مختارة للدول الطامعة الاستعمارية مثل هذا المشروع اعتذار و تعويض وبيان وشهادة حسن سلوك ونوايا سلمية صادقة إن حدث ذلك فعلاً . عبد القادر ابو عيسى : كاتب ومحلل سياسي حر مستقل .