يبدو أن هناك مسافة إدراكية شاسعة بين القلم والواقع , فالأقلام ووسائل الإعلام تتحدث عن سرقات وتصفها بما تشاء , والسلطةتراها غنائم , ومن ضرورات التعبير عن المعتقد.
السارقون لم يأخذوا المال من أحد , إنه من الأرض التي تتقيأه , وتنادي أن خذوا ما تدره آباري.
وكأن الأقلام لا تعلم أن المال العالم مجهول الملكية , ومشاع لمن يستطع إليه سبيلا.
هكذا ترى الفتاوى في البلاد المؤزرة بالكفلاء الأطياب , السعيدين بما يساهم به غيرهم لتأمين مصالحهم.
ووفقا لهذا , فلا توجد سرقات , والقول بوجودها تصريحات فارغة , فكل آثمة تراها الأقلام معززة بفتوى ذات مقام.
فهل تساءلتم لماذا لا يكون المال العام مجهول الملكية في بلدان أخرى؟
لماذا هذه الفتاوى سارية في ديارنا؟
هل أنها عملة بعدة أوجه؟
الأقلام تغفل حقائق جوهرية , وتكتب عن موضوعات بعيدة عن مواطنها وبواعثها.
فالفساد , تعبير عن الإيمان , ما دام البلد غنيمة وأنفال , بشرا وحجرا , وما فوق التراب وما فيه , فلا وطن ولا مواطن ولا وطنية , إنه المعتقد الذي يكون الإنتماء الخالص له.
فهل وجدتم كلاما عن الوطن وفعل يشير لوطن؟
إنها محنة اي مجتمع تتربع على كراسي السلطة فيه أشخاصتتاجر بدين , وتمتهن الناس وتضللهم وتستعبدهم وتسوقهم إلى سوء المصير , لكي تهنأ رموزها الساعية لتدمير الأمة والدين , وما أغيرها على الدين وأهله بأقوالها , وأفعالها من صناعة الآخرين.
فهل أن الدين ضد الدين؟!!