23 ديسمبر، 2024 9:53 ص

السذاجة الديمقراطية؟!!

السذاجة الديمقراطية؟!!

السذاجة تتصل بقلة الخبرة والمعرفة والتجربة , ولهذا يكون الساذجون أهدافا سهلة , وأوساطا لتمرير إرادة الآخرين ذوي الخبرات والمعارف العملية.

والديمقراطية في مجتمعاتنا توحّلت في أطيان السذاجة , وتأطّرت بالبهتان والضلال , وبمفردات السوء الفاعلة في نفوسٍ إستنقعت بأوعية البغضاء والعدوان.

وبسبب ذلك تشوّهت وتحولت إلى حالة مغايرة لطبيعتها وجوهرها , وما تهدف إليه وتسعى لتحقيقه في حياة المجتمعات.

فالسذاجة جعلت الديمقراطية أفظع وسائل تدمير الدول وتمزيق المجتمعات , وتفعيل آليات الشرور والعدوان ما بين الإنسان والإنسان.

وبسببها تم حشر الأحزاب الدينية في السياسة , وتطويق الخناق على الحرية في الرأي والمعتقد , والإنغلاق في زوايا طائفية وفئوية حادة ظلماء.

فعندما يكون الدماغ ساذجا يسهل تمرير الأباطيل والأضاليل , وتتيسر السبل لإستعباد البشر , وأخذه إلى مهاوي الإتلاف النفسي والفكري والروحي والبدني.

ويساهم في مشاريع الأسذجة (صناعة المجتمعات الساذجة) , الكثير من أصحاب الأقلام والأجندات السياسية والفئوية والتحزبية , والذين ينفذون مصالح الآخرين الذين منحوهم وكالات سلطوية وكرسوية , لتقديم الخدمات وفق أرباح وعطاءات مجزية.

لكن الواقع المعاصر يخبرنا بأن البشر لا يمكن وضعه في زنزانة إعتقادية أو فئوية , لأن وسائل التواصل الإجتماعي والمعرفي تخترق الحواجز , وتبدد ظلمات السذاجة وتدحر البهتان , فما عاد ذوي العاهات الفكرية والنفسية والسلوكية بقادرين على إستعباد الناس مهما يتوهمون , وحتى لو إتخذوا من القوة والتوحش سبيلا للسيطرة على مصيرهم , لأن الأنوار العالمية تمتلك قدرات فائقة لإزاحة عتمة التضليل ومحق حندس التجهيل.

وستنتصر مجتمعاتنا على عواصف السذاجة , ولسوف تبلغ سن رشدها وخبرتها الديمقراطية والحضارية المعاصرة , وستهزم المعوقات والقوى المناهضة لمجد الحياة.