22 ديسمبر، 2024 11:29 م
يبدوا أنها سترجع قارورات التخلف الى معين التخلف وبعد طول انتظار عارض يلوح في الأفق لمح برق هدير رعد هزات أيك وصرير ريح بين الاشجار يعزف لحن الطبيعة سكون بعده ينهطل الودق فتثغي القطعان وتخور العجول ويصيح الديك بالحمد منتفضا ويعم الندى والنسيم والرحماة.
ثم يعود السحاب مجددا يتصاعد الذكر من الاكواخ الواهية ممزوجا بالرعب فلربما تحول الودق حياة سامة ولربما حمل السحاب الصواعق وكأنه للسحاب رب منتقم وللكون رب مسامح. فيالت صواعق هذا العام تسقطت على راس الاحزاب لكانوا يقضون السحاب معه لنصدق أن السحاب المنتقم شيء حقيقي منه يجب أن نخافه.
بالأمس زرت المنفى (المشفى) المسمى بإسم أحدهم قرأت الألم على الباب عنوانا عريضا ورأيت خطوط الدموع على الجدران بادية ووشممت ريح النتانة تملؤ المكان وكأن المستلقي على أريك الألم ليس بإنسان يعيش في القرن الواحد والعشرين . لأني بلا هاتف ضللت زقاق مريضي فذهبت الى قسم الكلى الاصطناعية فوجدت شابا وشابة يشكون عائقا حال دون زواجهما جمعهما المرض وفرقهما كونهم في بلاد الخير . وذهبت الى قسم امراض القلب فآلمني قلبي وسمعت البعض يتحدث عن الموت بطريقة غريبة وعن النار وعن العذابات وكأنه يقول للمرضى أنتم من عذاب الى عذاب من خوف الى فزع. الموت هو أساس كل اسطورة كل خرافة كل وهم الموت هو الحقيقة المطلقة هوالحرية وهو الخلاص البشري .