كتبت هذه السطور بعد الحلقة الأولى والتي نشرت بتاريخ الخميس , 07 حزيران/ يونيو 2012 على عدة مواقع والذي اوقفنى عن نشر هذه الحلقة زيارة دولة رئيس الوزراء الى المؤسسة وحديثه مع مدير المؤسسة والعامليين فيها وكان حديثا رائعا اقنعني بان أتوقف فترة من الزمن عن نشر الحلقة الثانية لتاخذ توجيهات وأوامر السيد رئيس الوزراء حيز التنفيذ فلا احتاج بعد ذلك الى قول او مقال وفعلا تغير أداء المؤسسة لاسبوعيين او ثلاث وبدأت المؤسسة تنشر قوائم اسماء السجناء المحاليين على التقاعد وبعض الأخبار ثم عادة المؤسسة الى أسوء مما كانت عليه ، لازلت أتذكر جيدا قول السيد رئيس الوزاء مخاطباً رئيس المؤسسة والعامليين فيها قائلا ” يُعكس الىَ كثيراً بأن كثير من ملفات السجناء لم تنجز بعد ” عندها توقفت وقلت هذا كل ماأريده إنها جملة مانعة جامعة .. وهكذا صبرت لإربعة أشهر طويلة دون أن تحرك المؤسسة أي ملف من الملفات فعدة الى ماكتبت فكانت هذه الحلقة الثانية وإنشاء الله سأستمر حتى نرى حلا لما نحن عليه.
يبدو أنه لا حياة لمن تنادي .. ولسان حالهم يقول لا تغير لا إصلاح إكتبوا وتكلموا إضربوا برؤسكم بأي جدار كونكريتي ، فنحن باقون نعطيكم الآذان الطرشة ! .. لم يتكلف السيد رئيس المؤسسة بالوكالة او أحد موظفي المؤسسة بالرد او بالنظر الى النقاط الجوهرية التي أثيرت في الحلقة الاولى وكتفوا بالصمت المطبق كالعادة معتمدين على حقيقة ان المسؤليين في المراتب العليا ليس لديهم الوقت الكافي لتصفح الانترنيت اومتابعة الشؤن العامة ، ثم أن هنالك انشغالات وتحديات أهم وأكبر .. فمن يسمع لقول شيخ حطمته سجون الطاغية وذهبت به السنون والمرض ثم جاءت المؤسسة لتقطع الراتب اوالمنحة التي وهبها السيد رئيس الوزراء وتقطع منه ماتبقى من خيط يتصل بالحياة . نعم وبكل صراحة ويقين إنهم لايخشون الله أولا ولا يخشون مسؤلا كبيرا يحاسبهم ويسألهم عن إنجازاتهم ! مالم يكن أحد السجناء هو ( بوعزيز عراقي ) يحرق ماتبقى من سنيين الذل وليحرر المظلوميين من ظلم واضطهاد الطغمة الفاسدة في مؤسسة السجناء السياسيين.
ان مؤسسة السجناء السياسيين تكتفي من نشاطها في كل اسبوع من العمل المتواصل والرواتب الضخمة والحمايات الكثيرة بنشاط يتمثل بخبر واحد لا غير يبث يوم الأحد ليلا او الاثنين من كل اسبوع ومن على موقع المؤسسة وقد يكون الخبر زيارة اربعة سجناء الى ايران او لقاء صحفي لرئيس المؤسسة الجديد يتحدث عن انجازات مفقودة او في أحسن الاحوال إعلان أسماء السجناء والمعتقلين الموافق عليهم من قبل اللجنة الخاصة (جداً !) ثم أضيف اليها مؤخرا أخبارا كاذبة عن تعيين او قبول على الدراسات العليا ولا أحد يعرف كيف ومتى واين ! . ان هذه الوصفة الطبية العحيبة باقية رغم معافاة المؤسسة من الرئيس السابق – بعد ان أسس له جبهة تركمانية جديدة ! – وتنصيب رئيس جديد لها لكنها بقية نفس الخطة ونفس العمل ولنكون اكثر دقة إن السيد رئيس المؤسسة الجديد منظرا من الطراز الاول فلا تجد لديه حقا ولا باطل ونسي إننا بحاجة الى رجل عامل تكون مكاسبه وأفعاله هي الدليل والا فنحن لانحتاج الى تنظير. ولنكمل بقية المصائب ومايجري في المؤسسة .
هل يعقل ان معاملة تحويل الفايل المصادق عليه من قبل اللجنة الخاصة الى التقاعد العامة تتطلب الانتظار لأكثر من سنتيين ! وكل هذه الفترة الطويلة دون راتب شهري او منحة شهرية تساعد السجين للوفاء بالتزاماته!. لمدة سنتيين متواصلتيين من الانتظار المرير والديون الكثيرة التي عقدت طريق الوصول الى البيت تجنبا من نظرات العطار ابو رزاق والحجية ام حسب الله ، بعدما فشلت كل الوعود السابقة بالوفاء لهم على أمل اتمام عملية التقاعد والحصول على الراتب ولان المعاملة وصاحبها قد ضاعت او ضيعت في أدراج المؤسسة اصبح لزاما على الشيخ ان يسكب ماء وجهه كل صباح ومساء لخلق عذر جديد او التعذر بالصبر وإن الله يحب الصابريين.
ثلاثة مليارات دينار ميزانية المؤسسة ستعود سالمة غانمة الى خزينة الدولة وتعلمون اين تذهب بعدها! .. دون أن يصرف منها قرضاً لسجيين او منحة مساعدة علاج او تكفل دفع تكاليف دراسية لشاب أفنى عمره في سجون الطاغية وهو الآن يسابق الزمن لعودة عقارب الساعة الى الوراء .. لان رئيس المؤسسة المحترم ليه نظرية جديدة هي اين لكم بدعة صرف الميزانية .. فالترجع الميزانية الى الخزينة ولنتبنى نظرية الدينار الابيض ينفع اخوانكم الاكراد في اليوم الأسود!. ليس هذا فحسب بل تعطلت وضاعت الكثير من الإنجازات والتي كنا نتمنى متابعتها وتفعيلها ، مثل حصة مؤسسة السجناء من التعيين وحصتها من قناة الدراسات العليا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كذلك قانون التعويض عن المحرومية وايضا هناك إضاعات اخرى منها عدم شمول السجناء بالقرار 120 بعد ان حصلت المؤسسة على تفسير من شورى الدولة بان الاراضي الموزعة على السجناء هي جزء من التعويض عن محروميتهم فهم غير مشموليين بذلك القرار لكن رياض غريب سابقا وعادل مهودر لاحقا يفسرون باهوائهم فلا أحد يدافع عن حقوق السجناء لان السيد رئيس المؤسسة منشغل بالتنظير وتطوير نظرية بوصلة التفكير لهارمن!
بعد ان جزعت من كثرت المراجعات الى مؤسسة السجناء في محافظتنا توجهت الى بغداد وبعد أن أشار لي أحد الموظفيين ان التاخير في المقر الرئيسي وليس عندنا فنحن رفعنا المعاملة قبل سنتين وننتظر اتمامها هكذا قررت الذهاب الى بغداد ولااطيل عليكم ماحصل في الطريق او ماحصل عند استعلامات المؤسسة والانتظار الطويل وفي اخر المطاف جلست في غرفة الموظف المسؤل عن الفايلات وبعد بحث وتدقيق قرر الموظف رفع معاملة جديدة حيث يبدوا ان معاملتي فقدت او انها ذهبت مع الريح ! وبعد ان اكملت المعاملة مرة ثانية قال الموظف شيخنا انت توكل على الله وروح لاهلك وانشاء الله اذا طلع اسمك ( إنوديه ) الى محافظتك وهم يبلغونك ..!
هنا قلت لماذا لااستغل المناسبة وأسال هذا الموظف بعض الاسئلة التي تلج في صدري فقلت له عمي بعد عمك انتم اشلون تشتغلون اهنا يعني ماهي الالية التي تعمل بها المؤسسة وكيف يتم انجاز المعاملات ؟ هل هناك قائمة او تسلسل للمعاملات هل هناك اولوية او حاسبة الاكترونية تدخلون الاسماء بها ويتم متابعتها من قبل الجميع ؟ تنهد الموظف بحسرة طويلة قائلا عمي انت وين تحجي رحمة الله والديك اشرب جايك وتوكل! وللحديث صلة انشاء الله