23 ديسمبر، 2024 11:55 ص

الست أنت العراق؟

الست أنت العراق؟

لا يختلف إثنان على عمق الحضارة العراقية، بل أن معظم نكباتنا وويلاتنا/ حملناها للتاريخ.. والنقمة والعداء والمنافسة لهذه الحضارة، ومعظم من إدعى أنه حامل لتاريخ العراق، لم يتحمل حجم مسؤولية هذا الأرث الذي يمتد لآلاف السنين.
ماذا تنفعنا الحضارة، أن كانت في الكتب التي تأكلها الحشرات على الرفوف، وتغطيها أتربه العراق المتصحر المتطايرة من أقدام المتصارعين على السلطة!.. حكاياتك ياعراق يتكلم بها الكبار والصغار، فلايتفق الكبار على منهج واحد لقراءة صفحاتك، فتتشت أفكار الصغار.
في هذا البلد آلاف وآلاف من الحكايات والقصص والميراث المكتوب والمنقول، وفنون الأدب والثقافة والعلوم والفنون، وفيه كتب القانون وعرفت أول مسابقة رياضية، ومنه إنطلقت مفاهيم حقوق الإنسان والمرأة والطفل وكما هو بين في المدون والمسروق منك والمنتشر بين متاحف العالم وتجار الآثار.
ما يجعلنا نتسأل عن كل ما يُقال، وأكثر ما حُرف وما لم يُنقل؟ هل من المعقول أن لا تكون لكل هذه الحضارة شيء مكتوب يتحدث عن وحدة هذا البلد؟ ويخلد تاريخه؟ فكم كتب الشعراء، وتغنى المحبون، هل من المعقول أن يختلف الكبار على مفهوم الوطن وهم صغار في عمق تاريخه؟ وهل يصعب أن نجد قصيدة ولحناُ يمكن أن يكون نشيداً وطنياً؟!
عن هذا البلد يمكن أن نسأل التاريخ والعشاق له، نبحث عن الكلمات في غربة الجواهري وبدر شاكر السياب، في قصص ألف ليلة وليلة، وفي الرافدين والسهول والجبال والأهوار، في تلك الدماء التي قدمت قربان، وعند الثكالى والايتام، نكتب عن النخيل عن العصافير والطيور المهاجرة الى دفئك ياعراق.
يا وطني كم يختلجني الحنين ويخنقني الأنين، عندما أقرأ السياب يصف شمسك لا سواها، حتى ظلامك فهو ليس ككل الظلام، وترفرف الروح الى شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري وهو يقول ” سلام على هضاب العراق”.
أتسأل وأقف باكياً على بابك ياوطني، هل حقيقة ما يجرى عليك ليل نهار؟ ولا يتفق الكبار بأن يجدوا من كل حرف منك نشيداً وطنياً، يتحدث عنك ويجمع مكوناتك المقطعة بسيوف البغضاء؟ ولماذا يختلفون في كل شيء عليك وفيك؟ ألست أنت العراق؟ ألست أنت الوطن في الأعماق والأحداق؟ أتدري بأنك العراق، ورافديك كسيل دموع شعبك عند النفاق؟