17 نوفمبر، 2024 4:29 م
Search
Close this search box.

الستوتة “المدسوسة ” بديلاً عن مطالب الشهادات العليا !

الستوتة “المدسوسة ” بديلاً عن مطالب الشهادات العليا !

منذ اسبوعين ومجموعة كبيرة من أصحاب حملة الشهادات العليا يعتصمون أمام مبنى وزارة التعليم العالي في بغداد.
المنطقي أن يلقاهم السيد الوزير تحديداً ، دون أن تنتقص من قيمته ، فالمعتصمون كفاءات عاطلة عن العمل فيما مؤسسات الدولة تكتظ بالجهلة وأنصاف المتعلمين الذين جرى تعيينهم إما بالوساطات أو الرشى أو المحاصصات الطائفية والحزبية .
وبدلاً من الإستماع اليهم والحوار معهم حول شكل ونوع الإستجابة لمطاليبهم العادلة ، أتتهم ستوتة في جنح الظلام لتدهس بعضهم بعد إنسحاب القوة الأمنية المكلّفة بحمايتهم !
البيان الرسمي للحكومة يقول هو عمل لمخمور !
ولكن الإجابة عن سبب إنسحاب القوات الأمنية بقيت مجهولة حتى الآن !
سنتجاوز الأمر حتى لانتهم بعقلية المؤامرة وسنصدّق إن العمل في غياب الوعي لمخمور لاأحد يعرف ويفسر كيف وصل الى مكان المعتصمين !
سنترك ذلك اللغو ونقول :
أليس من الإنصاف والواجب أن يحاورهم مسؤول حكومي ، يحاور أولئك الشباب الذين قضى واحدهم مالايقل عن 19 عاماً في الدراسة حتى حقق حلمه في الحصول على شهادة حقيقية لم يحصل عليها غالبية المسؤولين العراقيين !
كل ماوراء أحلامهم تبخّرت وهم يعانون شتى أنواع البطالة وإذلالاتها وإضطرارهم للقبول بأي عمل لاعلاقة لهم بجهود تلك السنوات التي ذهبت أدراج الرياح على مذبح سوء التخطيط والإختيار والإحتواء وخلق فرص العمل لهؤلاء الذين هم مستقبل العراق ، هذا العراق أو غير ه !!
حتى بعد حادثة الستوتة ” المدسوسة” لم يكلّف السيد الوزير أو الوكيل أو مدير من مدراء الدرجات الخاصة أنفسهم أو واحد منهم على الأقل ، بالنزول الى ” مستوى ” من أصابهم الضرر من الستوتة المدسوسة ، لعنها الله، وبعض من تضرروا من الإندساس حالتهم حرجة !
المسؤول الحقيقي ليس كرسياً ، إنه المتواجد بين الناس يستمع الى قضاياهم ويعمل على تحقيق مطالبهم أو توفير الأرضية الصحيحة لحل إشكالاتهم ، ولانقول ، من باب التطرف ، أن يعاني مثلهم ويسكن كما يسكنون ، ربما في العشوائيات ، ويأكل كما يأكلون حين تكون لفّة الفلافل عندهم تعادل الستيك الحكومي !
لم يجد هؤلاء الشباب من سخرية لوضعهم الحالي بعد كل سنوات الدراسة الا أن يرفعوا شعار ” نكعها واشرب ميها ” في إشارة الى الشهادات التي حصلوا عليها !
في برنامج إذاعي ، طرح مقدم البرنامج سؤالاً واضحاً :
هل تؤيد خيار العمل أم خيار الحصول على شهادة جامعية أو أعلى ؟
أكثر من 90% من المتصلين نساءً ورجالاً ومن مختلف الشرائح الإجتماعية ، إختاروا العمل على الشهادة ، وكانت حجتهم القوية ” إنظروا الى أصحاب الشهادات ماذا يعملون وكيف يحاورونهم بالستوتات المدسوسة ؟ !”.
الحقيقة المرّة هي ، إن الكفاءات العراقية وأصحاب الشهادات العليا التي صرفت عليهم الدولة العراقية ملايين الدنانير تستفيد منهم دول العالم بما في ذلك العالم الأوربي المتطور ، فيما زملاء لهم يرفعون شعارات مذلّة لقيمة شهاداتهم الواقعية !
وخلافاً لهذه الحقيقة يأتيك من يقول لك إن حقيقة العراق كبلاد طاردة للكفاءات هي محض وهم وإشاعات لمدسوسين خلاف الستوتة المخمورة !!

أحدث المقالات