يترقب العالم اجمع اليوم وقبل ذلك بأسابيع ساعة اعلان نتائج الانتخابات الامريكية التي شغلت الدنيا بأجمعها حتى صور لي ان العالم كله دولة واحدة عاصمتها اميركا تديره كما تشاء …. وما يهمني اليوم ما سيتبع من نتائج فوز اياً من المرشحين سواء كان ترامپ او هيلاري ولكل منهم رؤية خاصة وافكار للعراق خاصة والمنطقة عامة فكلاهما سيكونان مشتركين بهماً واحد هو منطقة ودول العالم الثالث خصوصاً العراق وسوريا وليبيا واليمن من جهة ومن جهة اخرى ايران هذه الدولة المعارضة العاقلة التي مهما فعلت فأنها لن تتجاوز حدود الادب الفعلي وان تطاولت باللسان وابراز العضلات الا ان فعلها يجب ان لا يتعدى حدود الادب وبالرجوع الى محور العراق فأن رؤية الديمقراطيين بممثلتهم هيلاري لو فرضنا فوزها وبحسب خطابها الذي جاهرت به في حملتها الانتخابية بأنها لن تتعامل مع سياسي الصدفة التي اتت بهم …….وهي تتفق مع ترامپ الا بأختلاف واحد هو انها ستتأنى بتغيرهم او تمهد لذلك او انها تترك العراق للتناحر حتى يلفظ انفاسه الاخيرة لتتدخل في اللحظات الاخيرة لعمل التنفس الاصطناعي ….بينما ترامپ سيقلب الطاولة عاليها سافلها بهم مثلما يفعل بترابلتچ من على حلبة المصارعة وهو ما سيفعله بسوريا والجماعات المسلحة فيها مع دعم الاسد لحين انتهاء ولايته عام ٢٠٢١ اما ليبيا فأعتقد انها مقبلة تحت ولاية ترامپ على احتلال امريكي بحجة مكافحة الارهاب والمجاميع المسلحة ….. اما ايران فسيكون لها حصة الاسد في اول خطاب لترامپ واول كلمة له اعادة النظر بالاتفاقية الموقعة حول البرنامج النووي …..اما دول الخليج واولها السعودية فستكون امام خيارين لا ثالث لهما اما ان تتحولا الى بقرة حلوب بالمال والنفط او ان تواجه ربيع خاص بها وكلا الخيارين احلاهما مر ….. اعتقد ان اميركا اليوم بوجود هيلاري كلنتون ستكون امتداد لسياسة اوباما التي حولت اميركا من صقر يحوم في سماء العالم الى حمامة سوداء تتقمص دور السلام ولكن بتخبط دون تركيز خصوصاً وان تاء التأنيث الساكنة ستلازم كرسي الرئاسة الامريكي لاربع سنوات لاحقة …… نعم قد يأتي من يقول ان السياسة الامريكية هي سياسة مرسومة بفعل وجود اللوبي الصهيوني المهيمن على العالم وان اي رئيس سيأتي سينفذ ما مرسوم له لكن هذه القاعدة ليست دائمة وقد يحدث فيها الشواذ خصوصاً اذا ما احتاجت المصلحة ومصلحة اميركا دائما هي المال والنفط …… اما بوجود ترامپ الذي يميل الى احمرار العين في التعامل فأن اميركا سترجع كثور حائج الكل بعينه قطعة قماش حمراء اذا ما تقاطع في مصلحتها ….هيلاري كسبت الجولات الانتخابية بفعل خطاب مطمئن كسبت فيه المسلمين الامريكان وكل من يحق له التصويت من دول اسلامية انحدر منها …. ولا ننسى المال الخليجي والسعودي خصوصاً ولأول مرة تتفق المصلحة السعودية والايرانية في مرشح واحد هي هيلاري كلنتون ….واذا ما خسر ترامپ وهو المتوقع فأن خسارته هو خطابه العنصري وتخبطه في طرح الافكار ….. ولو قدر وان وصل ترامپ على السجادة الحمراء للبيت الابيض فأنه سيحصل انعطافة تاريخية في السياسة الخارجية الامريكية سواء بالسلب او الايجاب العالم يترقب ومتسمر امام شاشات التلفاز والكل ينتظر بفارغ الصبر من هو الشرطي الجديد للعالم فأما سيعطي ظهره لسوط ترامپ وماله لجيبه او سيتنفس الصعداء لاربع سنوات قادمة تشبه اخواتها المضن
صادف ان التقيت بشخصية قضائية مرموقة ويعتبر من اعمدة القضاء اليوم ودار مادار من نقاش حول وضع القانون والقضاء في ايامنا هذه وما يلاقيه من عقبات وظلماً في نواحي كثيرة وتجبر وتسلط على رقاب الفقراء واكثر ما صدمني هو درايته واقراره بالظلم الذي يلحق الناس تحت خيمة العدالة العمياء حكماً للمتنفذين والمبصرة ظلماً بالفقراء وعندما رأى الحيرة والذهول ارتسم على وجهي اجابني نحن مقارنة بمصر اقل ظلماً في قضائنا فكانت صدمتي اكبر فكان ردي على جوابه لماذا تقارن العراق بتأريخه وعراقة حضارته ومسلته التي علمت العالم ابجديات القانون بمصر ولا تقارنها بسويسرا مثلاً او فرنسا بلاد الكفر التي نستق منها القانون وننهج منهجه وحتى لا اقسوا اكثر لماذا سيدي القاضي يالسان الله الناطق بالحق لا تقارن قضائنا اليوم بقضائنا بالامس في زمن الدكتاتور ورغم تسلطه وتجبره الا انه كان يشار له بالبنان والدليل اليوم قضاة ممن افتقدناهم هم اليوم رؤساء محاكم في الدول العربية لنزاهتهم وخبرتهم ؟؟؟؟ فكان جوابه صمتاً وعينيه قرأت فيها الخجل ……هل يعقل ان شعباً بعدد نفوس العراق الذي تجاوز الاربعين مليون نسمة ورغم الة الموت التي لم تتوقف وعدد قضاة اعلى محكمة فيه الا وهي محكمة التميز الاتحادية لا يتجاوز السبعة عشر قاضياً خمسة عشر منهم مصوت عليهم من قبل احزاب البرلمان (والتي لي عليها تحفظ حول استقلالية القضاء وبحثها يأتي في موعد اخر ) واثنان منتدبان ومحكمة التميز على اقل تقدير تحتاج الى ما يتجاوز الاربعين قاضياً حتى تسير قضايا الناس بيسر هل يعقل ونحن بظرف مثل ظرفنا الان وينظر قاضي التحقيق مثلاً يومياً ما يتجاوز المائتين دعوى كيف سيطلع وينصف الابرياء وكم يحتاج من الوقت لينظر في حق هذا او ذاك كثيراً ما قرأت وطرق سمعي مقولة ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية عندما كانت المانيا تمطر بريطانيا بأطنان من القنابل والخراب يعم في كل مكان وقيل له: لقد دمرت وخربت البلاد فسألهم: “ماوضع القضاء والتعليم”؟، فقالوا له: مازال القضاء والتعليم بخير فقال لهم: “إذا البلد بخير فلا تخافوا”، لإدراكه أن القضاء يكشف الحق ويحقه ويحميه من الباطل والأشرار، ويمنع الناس من أن تأكل بعضها. والتعليم يبني المجتمع. أي النصر فقد أثبت التاريخ صدق هذا الرأي سواء قاله تشرشل بهذه الصيغة أو غيرها أو لم يقله أصلا، خاصة في ايامنا هذه وما تكشفه ويكشفه الاعلام في كل يوم بحيث اصبح مرفق القضاء في الدول العربية عموماً والعراق من طراز هذه الدول بحيث لم يعد: (يكشف الحق ويحقه ويحميه من الباطل والأشرار، ويمنع الناس من أن تأكل بعضها بعض بل اصبح السيف المسلط بيد الجبابرة على رقاب من لا حول له ولا قوة ….. أننكر اليوم اننا تحكمنا شريعة الغاب التي قانونها البقاء للاقوى فساد العرف العشائري والحزبي على نسر الجمهورية فحط نسرنا وطارت اعلى منه خفافيش الظلام اما التعليم فحدث بلا حرج فأطفالنا سرقت منهم طفولتهم وبرأتهم ولبسوا ثوب الاجرام في مهدهم لجهلهم وهجرتهم لرحلة المدرسة فسكنوا الطرقات يتسكعوا بها ولاذوا بالقمامة علهم يلقوا فضلة خبز ….. هل كان هذا محض صدفة ام منهج خطط له في اضعاف القضاء واهمال التعليم وهما اساس المجتمع فالتعليم بأصوله هو ثقافة البلد ومستقبله وهو تهذيب الشارع وتربية البيت واحترام الاخر هو ليس قراءة وكتابة كما يفهمها البعض فالتربية وزرع الاخلاق هي اهم من القراءة واليابان بلاد الكفر تزرع الاخلاق للمرحلة السادسة من الابتدائية ولو اتجهت صوب اليابان لاحتجت الى مؤلفات ومؤلفات وقد لا افي حقها لكني سأختصرها انها الاولى اقتصادياً بالعالم وهي معدمة الطاقة والبترول لكن معلمها بدرجة وزير وقاضيها اميراً بلا تاج اعتقد ان امر اضعاف القضاء اليوم واهمال التربية والتعليم ومنهم من يطالب بألغاء مجانيته هو امر مدبر لسحق ما تبقى واعلان الحداد على جثمان وطن كان اسمه العراق فأذا مااردنا الاصلاح فالنركن كل شيء ولنصلح القضاء والتعليم والا فأن اصواتنا واصوات من يريد الاصلاح هي جعجة فراغ لا امل فيها الا ذر الرماد في العيون