23 ديسمبر، 2024 4:14 م

الساسة والمحن الثلاث : الفساد والإرهاب والسذج

الساسة والمحن الثلاث : الفساد والإرهاب والسذج

منذ أن ظهر العراق للوجود لم تعترضه مخاطر كالتي تعترضه اليوم, خصوم محترفون لفن الشر(أمريكا وأتباعها), أعداء يمتلكون كل الأدوات , وجيران مستسلمون كخرفان العيد بيد أمريكا, وهؤلاء يخططون للتضحية بسكان العراق, أما خطر الساسة فلا يطاق, ساسة همهم شكلهم إمام الرأي العام, والاكتفاء بالقشور للضحك على البسطاء, فالمحنة كبيرة وردة الفعل لازالت دون المستوى.
تفاصيل المحنة متنوعة بين فساد وإرهاب وسذاجة.
الفساد ينخر بجسد مؤسسات الدولة منذ سنوات, وهو سبب ضياع الأموال والجهد والوقت, ولم تعالجه الحكومات السابقة! نتيجة انغماسها بالفساد نفسه, أو وصول من لا يملك القدرة على المواجهة, لذا الخطر الحقيقي يكمن في وصول هؤلاء للمناصب, وغياب البرنامج الحكومي الحقيقي لمحاربة الفساد, اليوم على السياسي متسلم المنصب وضع خطة ممكنة التحقق لردع المفسدين, وإلا تحول مع الوقت لمجرد جزء من منظومة الفساد, فهي تبتلع من يسكت عنها.
الإرهاب صنعة عالمية, الهدف منها تفتيت البلدان, جاءت به أمريكا وإسرائيل للمنطقة, كي تصرف الأذهان عن الأهم, وها هي سنوات تضيع في رد العدو المختلق, الذي يكاد يمزق الوطن, والسبب ليس في قوة الإرهاب, بل في ضعف الساسة وتخبطهم, واندفاعهم المميت نحو مغانم خاصة! الوضع اليوم يحتاج قادة أقوياء على قدر المهمة, يكون دافعهم الأول الانتصار على الإرهاب, وليس أمور أخرى وحساب المغانم.
السذج هم من جاءت بهم المحاصصة ,ليدمروا البلد بأفعالهم البعيدة عن العقل, وهم يمسكون بمناصب حساسة جدا, الخلل يكمن في الأحزاب التي أوصلت هذه شخصيات لمكانة المناصب, بسبب نظام العلاقات والمحسوبية السائد داخل الأحزاب, فوصول هؤلاء السذج لكرسي المسؤولية, جعلهم يعيثون فساد ويصبحون مطية للآخرين, فتذكر معي كم الأسماء الساذجة جدا والتي تسلمت مناصب, وحتى الحكومة الحالية فيها بعض السذج مما جاءت بهم الصدف, والعلاج إن تراقب الكيانات السياسية من رشحت وأوصلتهم للمنصب, ورفدهم بالمستشارين .
هذه المصائب الثلاث ( الفساد والإرهاب والسذج) هي علة الخراب اليوم, فنحتاج اليوم لسياسيين محترفين يفهمون كيفية التعامل معها, وإلا غرق المركب بالكامل , البلد محتاج لقادة أقوياء منسجمين لإنقاذ الوضع, نعم أن قافلة الفاسدين والأعداء والسذج كبيرة جدا, وهي ستقاتل على مواقعها ومغانمها , لذا الاحتراف السياسي هو الحل , شخوص يفهمون اللعبة جيدا, ويدركون أهمية وجود برنامج لتفعيله, ومصيرية الخلاص من هذه المحن الثلاث, مع خلوص النية (( صلاح العمل بصلاح النية)).
إما دور الأحزاب فجوهري بالدفع بالكفاءات, بعيد عن (الكروبات) والمحسوبية والعلاقات, فالتاريخ سيحاسبهم لأنهم اصعدوا من لا يستحق لمناصب المسؤولية.
فهل يتعظ الساسة من أخطاء الماضي؟ وهل ستنتهي هذه المحنة الثلاث؟ المستقبل سيجيب.