مقدمة
منذ أن بدأ النزاع المسلح بين الكورد والحكومات العراقية ( = أنظمة الحكم ) المتتالية في القرن العشرين الماضي , أي بعد الثورة العربية الكبرى وسقوط الدولة العثمانية ابان حكم السلطان محمد السادس الذي تنحى عن الحكم لصالح أخيه السلطان عبد المجيد الثاني الذي أقصي عن الحكم وطرده خارج البلاد سنة 1924 وتشكيل حكومة وطنية بقيادة كمال اتاتورك , والجانبين الكوردي والحكومي يتبعون سياسة لاتتعدى القتال.
مع أن الفترات التي مضت أظهرت العديد من القادة من كلا الطرفين , إلا أنهم دأبوا على أتباع سياسة ” الشعب لخدمة الحكام ” فحسب , لتقوية نفوذهم أستعدادا لأي قتال محتمل. وهذا ينطبق على الكثير من القادة في العالم منذ الأمبراطورية الأكدية , حيث كان كلكامش يسمى ب ” السيد ” وتعني ” آين ” وكان يسكن في معبد معتبرا نفسه إلها , فكان يدير شؤون الدولة من ذلك المعبد ويفرض سطوتة على الشعب , ومرورا بالحضارة الغربية التي جاءت بمقولة : ” الشعوب على أديان ملوكهم ” .
ومن هؤلاء , أيضا ,الأمبراطور يوليوس قيصركبير هيئة الأحبار في الكنيسة الرومانية . فمن خلال واجهة الدين الذي أعتبره مصدرا يحفظ النظام الأجتماعي , عمد على توسيع إمبراطوريته حتى وصلت الى فرنسا ( بلاد الغال ) وسوريا ومصر , ثم جعل حكمه دكتاتوريا دائما على روما حتى إغتياله في سنة 44 ق م مستغلا في ذلك حجة أن الملوك هم أنصاف ألهة وقد أختارتهم الآلهة كممثلين لهم على الأرض .
ثم جاء من بعده أبنه قسطنطين الأول الذي أعتنق المسيحية ليبدأ عصر الهيمنة المسيحية على البلدان والشعوب الخاضعة للأمبراطورية وإنشاء فكرة عبادة الأمبر اطور, أي أن الشعوب خلقت لخدمة ملوكهم , فتركت سطوتها على التقاليد الأجتماعية .
وأستمر الحال بهذه الفكرة على ملوك بريطانيا وأسكتلندا وأسبانيا وفرنسا بنفس الطريقة التي جرت في العهود الغابرة.
إذن , يستأثر القادة بالحكم تحت هذه الدعوى ودعاوى أخرى مما تجعلهم يورثون مناصبهم الى أبنائهم . وقد حدث مثل هذا التطبيق تماما في بداية القرن العشرين ولكن بطريقة مختلفة وهي طريقة إنشاء الأحزاب والحركات السياسية تحت أغطية دينية أو أثنية أو مذهبية أو وجودية .. الخ ,من أجل تحقيق أغراض عديدة تكون أحيانا مشروعة في تحقيق الحرية للشعوب من الهيمنة والإستعمار وفي أحايين أخرى ينحرف فيها هؤلاء القادة عن مبادئهم.
فمنهم من يتنازل عن قضيته خوفا من القتل أو تصفية أعوانه ومنهم من يساوم عليها ليبيعها ومنهم من يقدمها على طبق من ذهب بسبب فساده وسوء معاملته لشعبه أو للفئة التي يقودها والأمثلة كثيرة على ذلك.
القضية الكوردية
تبنت القضية الكوردية مبدأ الكفاح المسلح من أجل الأستقلال من خلال التطبيق المذكور , وكان إيمانهم بالقضية إيمانا مطلقا لاتنازل فيه بدء من شيخ محمود الحفيد في انشاء مملكتة المستقلة كردستان ومرورا ببرزان الأول وحتى اخيه الملا مصطفى البرزاني . ولكن إدارة القضية ظلت على وتيرة واحدة وهي القتال . وبالتوازي مع القضية , فقد أنطلقت مايسمى بشبه آيديولوجية ثابتة لدى المرحوم الملا مصطفى وهي تبنيه فكرة أوجزها بمقولتة : “ليس للأكراد أصدقاء حقيقيون” ويعني أن السلاح وحده صديقهم وهو الكفيل بحمايتهم وتحقيق الأستقلال . أما الزعماء الأكراد الحاليين فهم يدركون ذلك من خلال التأريخ الذي أمضوه فتراهم في سجال وخصومة دائمة مع الحكومات من دون أن يسفر الأمر عن شئ .
ولكن هذا لايعني أن الحكومات العراقية المتعاقبة وقفت بالضد إزاء قضيتهم لأسباب يرونها غير شرعية أو قانونية , بل هم يؤمنون بحق تقرير المصير للشعوب على مختلف أديانهم والدين الإسلامي لايمنع , بل يبيح ذلك لأيمانه بالحرية والكرامة للأفراد المسلمين . ولكن في بلد كالعراق يقع ضمن حدود إقليمية مع إيران وتركيا وسوريا , تشكل القومية الكوردية نسبة من الأقليات فيها وهي طامحة الى الإنفصال كما هو الحال في إقليم كردستان العراق .
لذلك فهذه الحكومات ترى من غير الممكن أن يعطى الأكراد أكثر مما نالوه في فترة حكم البعثيين من خلال بيان 11 آذار 1970, إذ حصلوا على الحكم الذاتي بشكل كامل وحرية التعليم باللغة الكوردية .. الخ . وفي حكومات مابعد السقوط حصل الأكراد على العديد من المكتسبات لامجال لذكرها , وكانوا شركاء فوق العادة سواء في حكومة المالكي أو العبادي .
ولكن في عهد البعثيين , لم تنقضي بضعة سنين ونكث البعثيون بعهودهم في حماية الأكراد بموجب الإتفاقية التي تعني ضمنيا أنهم ” أعداء لمن يعاديهم وأصدقاء لمن يصادقهم” وتحت شعار ” كرد وعرب رمز النضال” حتى إنقلبوا على اتفاقية الحكم الذاتي في 1974. وتوالت احداث الحرب العراقية الإيرانية وما رافقها من منزلقات للطرفين وخاصة بالسلاح الكيمياوي على مدينة حلبجة عام 198 , وتطورت الأمور حتى بلغت احداث 17الإنتفاضة الشعبانية سنة 1991 وتحوّل الكورد الى أقليم بحماية الولايات المتحدة وبريطانية على أثر إنشاء خط الحظر الجوي ثم إندلاع الحرب بين الحزب الديمقراطي والحزب الوطني الكردستانيين عام 1994 والتحالفات المنفردة التي جرت مع البعثيين وحتى سقوطهم في 2003 .
إن مقولة الملا مصطفى البرزاني بدت وكأنها مقولة الحياة لدى الكورد , بل وجرس الأنذار الذي يدق في أسماعهم . ولسوء الطالع فقد دعمت الظروف هذه المقولة وكما أشرنا اليها والتي أسفرت عن تضحيات كبيرة بين الفصيلين الكورديين ما جعل البعض يرقى بهذه المقولة الى مستوى المسلة البرزانية التي لاينبغي التجاوز عليها , بل المعيار الثابت والصحيح في التعامل مع الآخرين من غير الكورد .
الكورد بعد سقوط النظام البائد
إن الأتجاه الذي أتبعه زعماء القضية الكوردية في عراق ما بعد 2003 ارتكز على مبادئ هي : أولآ , سياسة خلق الأزمات لآبتزاز الحكومة الأتحادية على تحقيق مايرمون اليه . ثانيا , عدم الإمتثال للقوانين الدستورية والأستخفاف بها . ثالثآ , فرض واقع الحال في المناطق المتنازع عليها وذلك بإحتلالها بالقوة وطرد السكان العرب والتركمان والقوميات الأخرى من غير الكورد منها وحفر الخنادق والتهيئة لرسم حدود الأقليم المسقل . رابعآ , السيطرة على ثروات تلك المناطق كالنفط في كركوك وتصديره الى الخارج وسرق عوائده , مستغلين الظروف التي يمر بها العراق سواء تدخلات داعش أو تركيا أوضعف إدارة الدولة وفساد البعض من المسؤولين الذين جعلوا من أربيل مكانا لإقامة عوائلهم والبعض منهم يتمتع بالأمتيازات على حساب الكورد على أمل أن يقفوا معهم في موضوع الإنفصال القادم. خامسآ , إقامة العلاقات مع بعض الدول العربية والغربية وفتح سفارات أو ممثليات لها في كردستان العراق أستعدادا لإعلان الإستقلال. سادسآ , إقامة علاقات سرية مع الكيان الصهيوني وإنعاش العلاقات الكوردية الإسرائلية التي أمتدت منذ عهد الملا مصطفى وإحتمال إقامة سفارة للكيان المسخ في أربيل.
كل هذه العوامل سببها أن أجسام القادة الكورد السياسية لاتتلائم مع الطقس السياسي الذي صنعته الحكومة الإتحادية ولا مع أنفاسهم الحالمة بالانفصال , لذك فهم يتبعون سياسة عدم التقرب الى العرب إلا بمايخدم مصالحهم الإنفصالية.
من هنا يدرك المهتم بالشأن الكوردي أن قادتهم ومن يقف معهم في خندق الإنفصال يعمدون الى النأي بسياسة الشمس المشرقة مع بغداد Sunshine policy . وسياسة الشمس المشرقة تعني السماح بتبادل التواصل ومد جسور التعاون تحت سقف المطالبات الساخنة والتي يجدها كلا من الطرفين المتخاصمين مشروعة . و تعني هذه السياسة من الناحية الطبيعية , توفر الرياح الشمالية الباردة تحت سقف الشمس المحرقة , وبمعنى آخر أن الجو المشمس الحارق المكيف بالهواء البارد يمكن أن يكون عاملا يشجع على العمل في تحقيق الأهداف المطلوبة وإقامة العلاقات المتبادلة بشكل سلمي . وعلى الرغم من ان الشعب الكوردي بأكمله مرهقا بسبب المصائب التي ورثها وبسبب سوء إدارة الحكومات أو القادة الكورد أنفسهم , إلا انهم ( أي القادة الكورد ) مازالوا يتبعون سياسات قديمة خاملة مع المركز بدلا من أن يكونوا أكثر هدوءآ وتواصلآ والنظر الى الحكم في بغداد بشكل إيجابي من دون النظر اليه كحكم سيء . وهو وإن كان سيئآ وهذا سببه الفساد بالدرجة الأولى والإرهاب بالدرجة الثانية إلا أنه يبقى يقود عملية سياسية حية فيها سمو في جوانب عديدة من الحياة ولهم فيها حصة الأسد من المشاركة , وفيها غطاء دستوري يتمثل في الدستور المصادق عليه من كافة الشركاء .
ولكن تمسك الكورد بالضواري السياسية التي يختلقونها والمختلقة لأسباب أخرى أصلا , والتي تحاول الإطاحة بالعملية السياسية , هو الطقس الصحي لديهم والذي يرونه الوحيد الملائم لصنع الإنفصال وخلاف ذلك لايحصلون على شيء .
كل ماذكرناه معروف في ضمائروعقول القادة الكورد ولكنهم يعتبرون مانقوله سواء في هذه المقالة أو الوسائل الأخرى هو محض أوهام الإعلام والرأي العام . ولربما من غير المجدي أن نقول أنهم ( أي الرموز الكردية من غير السيد مسعود ) يعرفون جيدا أن كل الزلات والهفوات والسرقات لعوائد النفط والرواتب واحتلال الأراضي العربية وطرد السكان من غير الكورد والإقالات للموظفين العرب فيها سواء كانت عرضية أو مقصودة , سببها عدم الثقة بالعملية السياسية وما خلق الأزمات سواء لحكومة المركز أو للشعب الكوردي هو من أجل تهيئة ظروف للإستقلال وإيهام الشعب الكوردي بأن الحل هو ذلك .
ولعل سائل يسأل لماذا يخلق القادة الكورد الأزمات لشعبه الذي ورث كما قلنا النوائب من سنوات الجوع والقتل والإقصاء؟ الجواب هو : أنه يهيأ الشعب لخيار الإستفتاء ويلقي باللوم على الحكومة المركزية التي أخلّت بإلتزاماتها كما يزعم معتبرا إياها بالسبب الذي يقف وراء ذلك!
الإستفتاء ومعطياته
والآن وقد تشكلت التربة الحيوية للإنفصال السياسي , كما يرونه القادة الكورد , وآن الأوان , كما يرون أيضا , أن يلعبوا الدور الوطني أمام شعبهم ليخرجوا من جهنم العراق , كما يزعم البعض من المنافقين , ليخلقوا واقعا حلميا الذي سيتميز بالإنتعاش الإقتصادي والعلمي والسياسي وستسقط الأسنان السياسية اللبنية في 25 أيلول وستخرج بدلا عنها أسنانا دائمية قوية تقضم من يحاول الإقتراب من عش الصقر الآري وسيعجب بها الغرب وباعة السياسة العنصرية في إسرائيل اللقيطة .
وستقوم دولتهم على التجزئة الإنتقائية لكردستان العراق وتنصيب أفراد العائلة العاطلين عن العمل ومسك زمام الدولة والثروات بيد الذين قاموا بالتنظير ماقبل الإنفصال .وسيعلنون عن ايديولوجية المسلة البرزانية للعالم لنيل الشهادات العليا في الجامعات الغربية وسيعتبرها البعض من الكورد أنها نمط من الديالكتيك ولاتخلو من الفلسفة الماركسية . ولكنهم بالطبع يتناسون كل شئ يرتبط بإدارة الدولة ليس لأن البعض من الدول , ربما , قدم النصيحة لهم ولم يأخذوا بها , بل لأنهم صاخبون ومتصنعون ويستهينون بالقوانين وأول أستهانتهم كانت سرقة النفط والأنتهاكات التي وردت بالقائمة التي ذكرناها آنفا وآخرها رفع العلم الكردستاني في كركوك منتهكين الدستور بشكل صارخ . إضافة الى مايقومون به من إستفزازات ضد الأقلية العربية في كافة المناطق المتنازع عليها . ومن المؤكد أنهم لايتورعون عن أنتهاكات أخرى على المدى القريب والبعيد , وإن شر البلية مايضحك؟!
وما الطابع الثوري الذي تقمصوه , غاضبين , في هذه الأيام إلا صورة لما تعكسه مرآة المسلة سالفة الذكر ,وهو اللب في التعامل , وهو جانب سلبي الفهم من ناحية أخرى ويؤدي الى هلاك من يعمل به سواء في المرحلة الحالية أو بعد الف عام من قبل أي كيان أو حركة سياسية مهما كانت توجهاتها .
ذلك هو وجه العملة التي تعاملت به الزعامة الكوردية مع الحكومة المركزية , بعيدا عن سياسة الشمس المشرقة التي ذكرناها , أما الوجه الآخر فهو محيّر ومحيّر جدآ . فعلى الرغم من أن الرأي العام يعلم أن للكورد علاقات صداقة مع الكيان اللقيط ايام الملا مصطفى وخاصة مع موشي دايان وافراد من ضباط الموساد وهذه المسألة لاتتسم بالأمر المطلق ولم تعد خافية حتى على سكان الأسكيمو ولكن تقتضي الضرورة ذكرها للأهمية التأريخية.
ولو نقارن موقف أسرائيل اليتيم والمؤيد لإنفصال الأقليم يتبين أن هناك تعاون سياسي وتبادل علاقات وقد أعتمدت أساسا من قبل أسرائيل في إتخاذها هذا الموقف . ونظرآ لأهمية هذا الموقف الذي يدل على أستعداد قادة الكورد لإقامة العلاقات الدبلوماسية في حال الأستقلال , وهذا أمر يثير رعب الحكومة والشعب العراقي على حد سواء , فإن أمر الأستقلال لايتحقق ولن يتحقق لأن الشعب العراقي لايستوعب الجلوس بجوار الكنيست الإسرائيلي .
الجدير بالذكر أن السيد مسعود أبدى أستعداد لإقامة علاقات مع إسرائيل معتبرا أن الأمر ليس بالجريمة وأضاف أن العديد من الدول العربية أقاموا مثل هذه العلاقات والتطبيع , متجاوزا موقف الأسلام من ذلك والذي ينبغي إتباعه كونه من المسلمين ومن عائلة دينية عريقة . فالإسلام يراهم أشد الأمم عداء للإسلا م بقوله تعالى : لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَأوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ .
والجدير بالاشارة اليه ان سياسة الشمس المشرقة التي جاء بها الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ Kim Dae-jung للفترة من 1998 – 2003 وأتبعها في سياسته مع كوريا الشمالية والتي أنطوت على حسن التعامل الصادق وتنفيذ المشاريع وتبادل الزيارات بين الأسر التي فرقتها الحرب هي خير سبيل ووسيلة للتعامل مع المتخاصمين. وقد منح هذا الرئيس جائزة نوبل للسلام أثر تطبيقه لهذه السياسة السلمية . وكانت مقولته الشهيرة : “The people must be treated as masters and must act like masters,” ” يجب ان يعامل الناس كأسياد وأن يتصرفون كأسياد ” .
لايمكن التكهن بما سيفعله الكورد في حال الإنفصال ولكن الأصطلاحات السياسية الضيقة الأفق التي إتبعتها القيادة والتي أنطوت على المعطيات التي ذكرناها ومازالت تنتهج ذلك في خطابها مع حكومة بغداد وكأنها السيد الأوحد في العراق وتعامل الآخرين كالعبيد مخالفة كل المعايير السياسية الآنفة الذكر ومتجاوزة حدود الأخلاق في التعامل مع شعب عظيم كالشعب العراقي .
هذا النهج الشّره والمفترس لابد أن يتقيد بالقوانين الدستورية من تغييره بشكل جذري وإبراز الوجه الحقيقي , الناصع البياض في التعامل مع بغداد والمحيط الإقليمي وأن يكون بعيدا عن العناد والتشنجات ونشر أعواد الثقاب في طريق العملية السياسية من ناحية, والإعتماد على القوى الغربية المعروفة بصناعة أفلام الجحيم من مسارح الحروب للدول الفقيرة والكوكاكولا التي صنعته لإنعاش النفس وإرواء الضمأ من حيث الظاهر وهو في حقيقة الأمر مشروبا يحتوي على مادة الكافيين ذات تأثبر سلبي على الجهاز العصبي الذي أفتضح أمره بعد فترة طويلة من ناحية أخرى .
هذه الدول أعتادت على جعل شعوب العالم مائدة لها من خلال صناعة الخصومات والأزمات بين الشعوب والثورات المزيفة والعملاء لخدمة مصالحها لتصل أحيانا الى دفع القادة للإنحراف عن مبادئهم من خلال تقديم المغريات الخاصة بالسلطة تارة والضغوطات السياسية تارة أخرى لصناعة الكيانات التي تراها متجانسة مع ركبها .
كل مايرغب به الشعب العراقي هو أن يكف الرأس السياسي الكوردي عن التخطيط والتفكير في الإستقلال وأن يبدو على درجة كبيرة من الكياسة بعيدا عن الأزياء السياسية التي أعتادت أسرائيل على إرتدائها , في رفض كافة القرارات المتعلقة بفلسطين , على سبيل المثال , لكي يقلب المواقف السلبية الى ايجابية , ولايجيز بإدخال الطحين السياسي الفاسد في أفران كردستان ليجنب شعبه من كل مكروه وأن يتعلم صنعة سياسة الشمس المشرقة ويختصر النوم في الجبال العالية ليتجنب حلم الإستقلال .