23 ديسمبر، 2024 7:15 ص

السرقة عمل خطير يقدم عليه الذين يحسبون أن ما سينجم عنه قد يقضي عليهم , لأن عقوبة السرقة ومنذ فجر الحضارات شديدة وعواقبها وخيمة , وحتى في الأديان السماوية العقوبة صارمة وفي الإسلام :
” السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما”.
ولكي تسرق دولة وشعب لابد من قوة تحميك وتؤمّن نقل السرقات لأنها بالملايين.
ولهذا فأن الكلام عن الحكومات السارقة لثروات بلدانها والمسؤولين السراق , بمعزل عن القوى التي ترعاهم وتساهم في تعزيز نشاطاتهم أشبه بالتمويه.
فالأموال المسروقة تذهب إلى مصارف الدول الراعية للسرقات والحامية للسُرّاق.
أي أن الذين يسرقون وراءهم دول طامعة بثروات بلدانهم , وتنصب الحكومات التي أهدافها النهب والسلب وملئ حزائنهم بثروات البلاد والعباد.
إنهم يسرقون الحقوق الوطنية , ويحرمون المواطنين من حاجاتهم , ويقهرونهم بالفقر والعوز الشديد , وأموالهم تذهب إلى بلاد الآخرين.
وبعض الدول الثرية صار الفساد فيها مقدسا , والسرقة مطلبا شرعيا وفقا لفقه الغنيمة , وجيرانها مفروض عليها الحصار من جميع الجهات إلا من صوبها.
وهذا يعني أن على السرّاق أن يضخوا الدولة المحاصرة بثروات الشعب لكي تمضي الحياة فيها.
فهي محاصرة إعلاميا , ولا تعرف الحصار عمليا , فالشعب المحاصر هو المفجوع بحكوماته التابعة الخانعة التي تموّل أعداءه بأمواله.
والدول التي صنعت الحالة , لها حصتها من السرقات وتضع يدها على مصادر الثروات.
فكعكة الوطن المبتلى بحكومات الآخرين , موزع بين أفواه الطامعين والمواطن في وجع وأنين.
والكل يتمنطق بالدين.
ولعنة الله على الفاسدين!!