23 ديسمبر، 2024 5:02 م

 السادة / السيستاني .. الحكيم .. مقتدى .. المالكي ، انتم منافقون

 السادة / السيستاني .. الحكيم .. مقتدى .. المالكي ، انتم منافقون

في الاشهر الاربعة الأخيرة من الحرب الأيرانية العراقية سيق ابن اختي للعسكرية بعد ان بلغ (18) من عمره وبعد فترة تدريب قصيرة التحق بالجبهة وذهب بلا عودة .. فقدانه أثر في كثيرا . في عام 1989 تركت الوطيفة لأني وكما يقال عني (نجرة) كنت ارفض الانتماء لحزب البعث وبنفس الوقت كنت لا أخشى انتقاد أي مسؤول.. ومعظم المسؤولين يزعجهم من يقف في وجههم .. شاركت في انتفاضة 1991 .. وبعد سنتين غادرت مع زوجي الذي ينتمي لحزب الدعوة وتحملت الكثير في الغربة .. وكنت اصبوا مثل كل العراقيين الى لحظة تغيير النظام .. كنا نتابع اخبار المعارضة العراقية وحين حان وقت التغيير كان اغلبية الناس سواء عراقيين او جنسيات اخرى يشككوا في امكانية اسقاط النظام وكنت اناقش الكثير منهم واقول ان النظام سيسقط لامحالة .. لا لأيماني بقدرة المعارضة على التغيير .. أو بتصميم الدول العظمى على اعلان الحرب واسقاط النظام .. ولكن ليقيني المطلق برؤيتي التي لم تخطأ يوما .. مهما كانت سيئة أو جيدة .. حزينة أو فرحة بعد اسقاط النظام وأختفاء القائد الأوحد ..كان بعض العراقيين من الرجال يخشون التحدث بالموضوع وخاصة عبر الهاتف رغم انهم في المهجر .. وكنت اتساءل لماذا الخوف يقولون قد يعود ثانيا لاندري اين هو ؟ تصوروا أنا المرأة اتحدث بجرأة والرجال تخشى مجرد الكلام .. وكنت اطمأنهم أن الأمر انتهى وان القائد ذهب بلا عودة وأن رؤيتي لاتخطأ .. بعد فترة وبعد ظهور الميليشيات كان بعض الأخوة العرب ينتقدون النظام السياسي الجديد في العراق وكنت ادخل في مناقشات حامية يزعل مني الكثير لأني كنت اقول لهم اتركوا العراقيين وشأنهم ولايهمنا نحن السنة أن يحكمنا شيعيا وكنت أظن أن أي حاكم جديد سيكون عادلا لأنه يعلم يقينا الظلم والحرمان الذي تعرض له الشعب العراقي .
في الانتخابات الاولى وجهت نداءا من احدى الفضائيات العراقية الى أهل السنة في العراق ان يشاركوا في الأنتخابات رغم قناعتهم ان لا انتخابات نزيهة تتم تحت حكم الاحتلال الامريكي .. في بداية 2006 عدت للعراق بعد الانتخابات وحين اختير السيد نوري المالكي رئيس وزراء لم يكن معروف لدي ولدى الكثير من الشعب العراقي رغم أني متابعة جيدة لكل اعضاء المعارضة في الخارج ولكل ما تقوم به من اجتماعات ومؤتمرات .
في اليوم الذي عرض فيه نوري المالكي تشكيلته الوزارية في مجلس النواب فوجئت بالشخصيات التي طرحها للحقائب الوزارية وسألت احد اعضاء حزب الدعوة .. هل هذه الحكومة ستحكم لمدة اربع اعوام فأجابني نعم .
بصراحة ايقنت ساعتها ان هذه الحكومة ستفشل بالقيام بعملها في خدمة الشعب المحروم وبناء الوطن المهدوم وانها لا تليق بهذا البلد العريق
في نيسان 2006 أرسل مكتب المالكي توجيه الى المحافظات الجنوبية بترحيل أهل السنة وكان التوجيه ينص على أن يتم ترحيل العوائل السنية خلال (72) ساعة وليذهبوا يعيشوا في صحراء الانبار .. وفعلا بدأت منشورات التهديد توزع على البيوت .. في تلك الاثناء حصل لي خلاف مع اقاربي الشيعة والذين كنت طوال سنوات غربتي ابعث لهم بالأموال وفتحت لهم بيوتا وكنت ادفع لهم الايجار ومصاريف المعيشة ومصاريف الدراسة وملابس العيد وعندما كانت تصلهم الحوالة يتنافسون بينهم من يأخذ المبلغ الأكبر ومن تصله الحوالة اولا .. عندما حصل الخلاف بيني وبينهم لأنهم حاولوا انكار بعض حقوقي التي أمنتهم عليها .. ركضوا مسرعين الى التيار الصدري ليستنجدوا به مني وكانت حجتهم أني سنية وأنهم شيعة لذا نصبت لهم العداء ولم يتوانى التيار الصدري حينها وجاؤني الى البيت في سيارة (البطة ) ويهددوني بالقتل .. حاولوا خطفي ولكن الله أنجاني منهم .
بعدها قررت العودة للغربة مرة اخرى فهي ارحم ( وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند ) في ذلك الحين ادركت ان الدكتاتورية أستبدلت بوجوه أخرى أشد قسوة وأكثر جهلا وأبعد مايكونوا عن الدين وحب الوطن .
أن انتخابات 2005 كانت طائفية بأمتياز وبتوجيه من المرجعية الدينية .. وفي انتخابات مجالس المحافظات 2009 فازت قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي وخاصة في بغداد بفضل أهل السنة الذين تصوروا أن الرجل سيحكم العراق بالقانون فعلا .
انتخابات 2010ايضا كانت طائفية بأمتياز بدليل اللجوء الى الكتلة الأكبر لتولي رئاسة الحكومة .. رغم فشلها في الحكم في الولاية الأولى .
كل اسبوع يخرج علينا السيد عمار الحكيم بكلام جميل .. وطني .. يحتضن كل العراقيين .. يعجبني كلامه وادعوا له بالخير.. ولكن عندما تحدث أزمة في البلد يخرج علينا السيد عمار وينتقد الحكومة انتقادات لاذعة وصريحة .. وبعد يومين يلتقي برئيس الحكومة ويبصم له بالعشرة على كل ما يقوم به ويظهروا في الفضائيات وهم يضحكون ويصرحون بأن المباحثات كانت ايجابية .
أما السيد مقتدى الصدر فقد قال عنه المالكي أنه يقول بالنهار شيئا وفي المساء يبصم للمالكي بالعشرة على أي شيء .
أما المرجعية الشريفة في النجف فكل يوم جمعة تنتقد تصرفات وسلوك الحكومة .. ولكن المالكي يقول ان المرجعية ويخص بالذات السيد السيستاني بأنه يحبه ويحترمه ويعتبره رجل دولة وعندما زار المالكي المرجعية أصر السيد السيستاني على ايصال المالكي للباب ويقول له اريد أن يعرف الجميع اني أحبك واحترمك فأنت الوحيد الذي تمثل شخصية رجل الدولة
وأني أسأل المرجعية الشريفة ..هل تم القضاء على الفقر والبطالة وسكان المقابر حصلوا على سكن يليق بهم خلال الولاية الثانية للسيد نوري المالكي ؟
وأسأل السيد مقتدى الصدر .. هل تم تعويض شهداء التيار الصدري الذين قتلوا على ايدي القوات الامريكية وبالتعاون مع قوات المالكي التابعة له .. وهل نسيت يامقتدى الشهيد ( أزهر حامد ) ( أبن خالي ) الذي هو في الأصل من المذهب السني ولكنه درس في الحوزة في النجف الاشرف والذي قتل في مدينة الصدر على ايدي الأمريكان ؟
أما انت ياسيد عمار الحكيم فماذا قدمت لمناصري عمك الذي استشهد على أيدي جهة أنت تعرفها جيدا ؟
أذن كلكم تعرفون أن رئيس الوزراء كاذب ولا يفي بوعد يقطعه وليس له القدرة على تقديم أي شيء ولايهمه غير ارضاء حاشيته واحتفاظه بكرسي الرئاسة ولكنكم جميعا تنافقونه .. ولاتفكروا لحظة واحدة بنظرة الشعب اليكم وبرضا الله عنكم .. والجاهل يتصور أن الكل جهلاء .  .