وأنا على بعد أميال منك
مازال جسدي يعتمل بارتعاشات
صنعتها مطبات هواء
حيث مطار هيثرو يزفر القادمين
ويبتلع المغادرين
بأقدام متلاحقة وبرتم متسارع
وخطوط متوازية كل لمبتغاه
للمدينة المنفتحة على بازار أعراق
هنا الوقت لا يقف ساكناً
فالسلام يوحد الحياة على الأرض
ورسائلكم النصية بالسؤال
حين أومض القلق بشاشة زرقاء
قرأتها وكأني أرتشف ماءً زلال
وسماء لندن الرمادية حد الاكتئاب
والغيم كسرب يمام
اخترق صومعة السماء
وأشجار الأكاسيا ترنحت
تحت مظلة ثلج بأوراقها المتناثرة
صنعت بساط إلا بعضها
ظلت ملتصقة تنشد الحياة
وبينما خيط دخان
يخرج من مدخنة بنهار
والمطر يضيف
للمعطف الرمادي أعباء، تذكرتك
فكل ما تعشق هنا مباح
ولو أن البرد أعلن سطوته
بكل زاوية وتحت كل ذرة تراب
لكن ما يُغري يورق في الروح
زهرة الأقحوان
المكتبات
أكشاك الكتب القديمة
والأسطوانات النادرة
حيث جون لينون وإلڤيس
ومقتنيات المشاهير ومارلين مونرو
تشاكس الريح فستانها
فتطوي أذياله بحياء
حينها تداعت الثرثرات
أوجدها حنين للديار
لماذا بعض الجميلات نهاياتهن مأساوية؟
لم أنس وصيتك
وسوف أبحث
عن معزوفة باريس والآخرون
وسوف أعثر عليها بإذن الله
لي معكم حوار لم ينقطع
أحبكم وإلى اللقاء
ولم أنسى أن أردد بسري
شكراً للتكنولوجيا
التي اختزلت المشاعر والمسافات.
ومضة:
ما زلت تسكن قصائدي
لا محتلاً ولا غازياً
ولكن بطيب خاطر حروفي
شاعرة من العراق
ذات شتاء في لندن.