في كل شهر تقريبا هناك دراسة علمية جديدة في مجال الطب الوقائي والتكميلي تصدر عن مراكز الابحاث والدراسات الطبية في كل ارجاء العالم وجميعها تؤكد على فوائد المشي الصحية والنفسية التي لاتحصى ..وكلها تقترح ترك وسائط النقل الخاصة والعامة برهة بإستثناء الدراجات الهوائية ، وتنصح بممارسة رياضة المشي بين 15 – 30 دقيقة على الاقل يوميا صباحا او مساءا لأن المشي يحسن المزاج ويزيد من تدفق الدم الى الدماغ ، ويقلل الاكتئاب ، ويخفض نسبة السكر والضغط والكوليسترول في الدم ،ويقوي العضلات والعظام ، ويحفظ القلب وينشط الدورة الدموية ويحفز المناعة .
واقترح على نفسي اولا وعليكم ثانيا تطبيق ما يمكننا تسميته “السَيَّارون الذَكَّارون” فإن كانت لك أذكار ودعوات لم تتمها بعد “سر وأذكر …هلل وكبر …سيح واشكر” ولعل من فوائد المشي التي لم تتطرق اليها الدراسات على رصانتها وجلها اوربية وكندية واسترالية واميركية ويابانية بأن المشي اليومي يطلعك على أمور بالكاد تطلع عليها ركوبا،ويمر بك بأماكن قلما تمر بها راكبا لعل المستشفيات والمستوصفات والمدارس والمقابر بعض منها ، اضافة الى انك ستمر مشيا بأشخاص لن تمر بهم ركوبا – عمال النظافة + ذوو الهمم + كبار السن + الكادحون + الفقراء والمساكين – فأحرص على أن تدعو للمرضى ممن تمر بمستشفياتهم مشيا على الاقدام بالشفاء العاجل ، وللطلبة في مدارسهم بالحفظ وبالنجاح الدائم ، وللموتى في مقابرهم بالرحمة والمغفرة والرضوان ، واحرص على ان تبادر عمال النظافة بالتحية والسلام ، وإن كان في جيبك فائض من مال فتصدق عليهم بما يسرهم ويرفع من همتهم ومعنوياتهم ، ولاتنسى مساعدة المسنين والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة في عبور الشارع خلال سيرك ، ولاتفوتنك اماطة الأذى ،فالماشي وكما هو معروف يرى ما لايبصره الراكب من أذى يؤذي الناس وليكتسب أجرا بإماطته عن الطريق ، والخلاصة هي ليكن مشيك ذكرك ، مشيك علاجك ، مشيك رحمتك بالاخرينواحرص على كثرة المشي الى أعمال البر والخير والصلاح وعيادة المرضى وصلة الارحام ، كذلك كثرة المشي الى المساجد كما أوصانا الحبيب الطبيب ، رسول الحق وحبيب الخلق ﷺ ” من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته، إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة ” ، وقوله ﷺ” بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة” .
ولو أحصينا المشي ، بمعنى السعي ، وبمعنى السير الواردة في الاحاديث النبوية ولجدناها كلها مقرونة بالاعمال الانسانية والرحمانية الصالحة قال ﷺ” بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق، فأخره، فشكر الله له، فغفر له” ، وقال ﷺ” من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ثمَّ بَكَّرَ وابتَكرَ ومشى ولم يرْكب ودنا منَ الإمامِ فاستمعَ ولم يلغُ كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها” .