17 نوفمبر، 2024 1:45 م
Search
Close this search box.

السؤال الذي لابد منه؛ هل إمريكا تعد العدة للحرب على ايران؟ أم أن الأمر برمته للتخويف والترهيب

السؤال الذي لابد منه؛ هل إمريكا تعد العدة للحرب على ايران؟ أم أن الأمر برمته للتخويف والترهيب

أرتفع في الفترة الاخيرة منسوب احتمالات الحرب بين ايران والولايت المتحدة، لتترجح كفة احتمال الحرب او ان الحرب على الحافة بانتظار صافرة البدء. أن هذا التوقع او التنبؤ مبتنى على ضوء مايجري في الوقت الحاضر من زيارات لجنرالات امريكان للكيان الصهيوني بالاضافة الى وجود حاملة الطائرات الامريكية في مياه الخليج العربي وفي مواجهة السواحل الايرانية، يعزز هذا الاحتمال، زيارات القادة الامريكان الى دول الخليج العربي، السعودية والبحرين والامارات. من الطبيعي في هذا الخصوص الأشارة الى زيادة القوات الامريكية العاملة في الاراضي السعودية بالاضافة الى عقد اتفاق عدم اعتداء بين الكيان الصهيوني ودول ضفاف الخليج العربي انفة الذكر. السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة؛ هل ان الامريكيين قادرون في الوقت الحاضر وبالظرف الحالي الذي تعيش فيه امريكا سواء في الداخل الامريكي او ما يحيط بها من عوامل ارباك واضطراب لسياستها وتهديد جدي لتلك السياسية أو المنافسة بينها وبين الاتحاد الروسي بالاضافة الصين وهل ان امريكا عازمة فعلا على الدخول في حرب غير مضمونة العواقب والنتائج وفي منطقة ساخنة جدا، الصراع فيها معقد وخطير ومن الصعوبة الكبيرة حساب النتائج في حرب تفتح الطريق واسعة لتغيير قواعد الاشتباك بينها وحلفاءها من عرب الخليج العربي من جهة ومراكز مقاومة وجودها في دول ومواقع عديدة في الجهة المقابلة. في فحص سريع للسياسة الامريكية في السنوات الاخيرة وبالذات في السنوات التى اعقبت غزوها واحتلالها للعراق وعلى وجه التحديد في نصف العقد المنصرم والذي شهد بصورة جلية وواضحة صعود الاتحاد الروسي بالدرجة الاولى كمنافس لها على مناطق النفوذ في المنطقة العربية والصين بالدرجة الثانية ولكنها اي الصين تشكل وجع رأس مزمن لإمريكا لجهة المستقبل. ان الولايات المتحدة لن تدخل في حرب مع ايران، حتى وان كانت بضربات صاروخية وجوية لأهداف منتخبة وواسعة النطاق للاسباب التالية:اولا: ان الامريكيين قد غادروا هذا الخيار من سنوات ولو انها سنوات قليلة واعتمدوا بدلا منها على حرب الانابة وحرب الاستخبارات بعد ان أعدوا الظرف المناسب لحروب الوكلاء سواء بالعقوبات الاقتصادية التى تعمل على تخيلق وضع اقتصادي لايجد فيها شعب الدولة المستهدفة ما يدفع عنه الجوع وضياع فرص الامل في حياة معقولة في خرق صارخ لقوانين الامم المتحدة في حق الأنسان في الحياة الحرة والكريمة، عبر تشغيله كأداة لبلوغ الأهداف الاستعمارية الحديثة، من خلال انتهاك اداميته وخلق بالاعلام الموجه والمدروس والممنهج؛ عالم ضبابي، يحجب الرؤية الواضحة عن اسباب هذا الانتهاك، مما يدفع الناس الى الغضب من الحكومة وهنا نحن لانبريء الحكومة اي حكومة من مسؤوليتها…وايران كانت ولا زالت واحدة من تلك الدول بل هي اهمها في الظرف الحالي التى استهدفتها تلك العقوبات التى فعلت بشعبها ما فعلت من زيادة مساحة الفقر وحتى الجوع وهنا ومن المهم الاشارة الى ان الحكومة الايرانية لايمكن تبرئتها مما يحصل لها ومما حصل لها بفعل سياستها التى تحوز على كم هائل من الانانية في التنفيذ، حين حولتها الى سياسة عمل في الحقل الاقتصادي والسياسي والعسكري وغير هذا الكثير.. فقد جردت جوارها العربي الصديق او الحليف أو اي تسمية اخرى تستظهر هذه العلاقة. مما أدى ويؤدي الى الآن، هذا العمل السياسي والاقتصادي والعسكري الى رد فعل عكسي وجارف من شعوب جوارها العربي. لكنها مع هذا على حق بل هو واجبها في مقاومة الوجود الامريكي في المنطقة وما يجره على شعوب ايران وشعوب المنطقة من اضطراب وصراعات مؤجرة..

ثانيا:أن الامريكيين لايحتاجون الى الدخول في حرب مع ايران او توجيه ضربات واسعة النطاق سواء بالصواريخ او بالطائرات أو الصحيح ان الكلفة سوف تكون باهضة جدا ولايمكن لإمريكا السيطرة او التحكم في مداخلها ومخرجاتها في وضع اقليمي مرتفع الحرارة الى درجة الاتقاد ولايحتاج الا الى عود ثقاب لينفجر بالنار والبارود. المسؤولون الايرانيون صرحوا في اكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة ومكان بان اي هجوم امريكي على ايران: سوف نقوم بمهاجمة جميع القواعد الامريكية في المنطقة بالاضافة الى الكيان الضهيوني ونعتبر الدول او القواعد التى تنطلق منها الصواريخ او الطائرات دول في حالة حرب معنا..

ثالثا: ان الامريكيين لايحتاجون في الظرف الحالي اي ظرف ايران الحالي والذي هم من قاموا بصناعته من خلال العقوبات الاقتصادية الى مهاجمة ايران باي شكل كان. اما لماذا؟ الجواب؛ ان العقوبات الاقتصادية هي عقوبات قاسية سوف تفعل فعلها في ايران سلبا، مع استمرارها في الزمن القادم وربما تفجره لاحقا ولو بعد حين. من الجهة الثانية ان الايرانيين يبنون سياستهم التكتيكية في الظرف الحالي على الوضع المرتبك والمضطرب في الداخل الامريكي وما يتعرض له ترامب من هجوم غير مسبوق من الديمقراطيين ومحاولتهم عزله. هذه المحاولة حتى وان لم تقد او لم تفض الى عزله وهي كذلك فعلا.. فأن الديمقراطيين يعتقدون؛ أنها، سوف تقوض الى درجة كبيرة فرص فوزه بدورة ثانية. الايرانيون يعتقدون بعدم فوز ترامب، ستتغير الامور لجهة التفاوض حول الملف النووي لاتجبرهم على التخلي الجدي والفعال لأهدافهم من ناحية جوهرها. نعتقد ان الايرانين يقعون في وهم كبير يتناقض مع حقيقتهم في أدارتهم الذكية للازمات، لسببين؛ اولا ان اي مرشح اخر يفوز برئاسة الادارة الامريكية من المحتمل جدا، أن يستمر في ألتزامه بسياسة امريكا الرسمية.. التى نفذها ترامب وثانيا؛ ان احتمال عدم فوز ترامب بولاية ثانية امر غير مضمون بل، ربما العكس، هو ما سوف يحصل في ظل تسيد الشعبوية في المشهد السياسي الامريكي والغربي ايضا، بالاضافة الى ما يتمتع به ترامب من تاييد شعوبي وتأييد اللوبيات الصهيونية وبالذات منظمة ايباك..
أن سبب وجود القوات الامريكية بكثافة في الاراضي السعودية( ثلاثة آلاف جندي أمريكي مع بطاريتين لصواريخ جوية متقدمة جدا مع سربين من الطائرات وعدد من طائرات ال B52 وحاملة الطائرات..) لأحتواء اي رد فعل ايراني او ترهيب ايران وزرع الخوف في نفوس قادتها مما قد يتعرضون له، ان قاموا برد فعل او مهاجمة المصالح الامريكية وحلفاءها الخليجيين وهنا المقصود هجوم يلحق ضررا واضحا ومؤذيا ولايمكن تفاديه بسرعة، عبر وكلاء كما حدث في هجوم ارامكوا الذي تمكن السعوديون في حينها من تفادي ضرره الاستراتجي بسرعة. الايرانيون من جهتهم وفي الظرف الحالي، سوف يمتنعون عن القيام باي رد فعل جدي وحاسم وذو تاثير خطير على المصالح الامريكية كي لا يعطوا ذريعة لأمريكا ترامب في أجراءات اضافية أخرى واستثمارية للأنتخابات الامريكية، مؤذية لهم والاصح لبلدهم بل على العكس سوف يقومون بالتهدئة وربما قيامهم باسكات او تحجيم اصوات العمل المضاد لمصالح امريكا، في السياق صرح روحاني ومسؤول اخر قبل يوم من الآن؛ ان ايران لاتزال مستعدة للحوار مع امريكا ان تم رفع العقوبات عنها.. هناك ملاحظتان اخيرتان لابد من قولهما: – يجب ان لا يغيب عن بالنا وعن تفكيرنا؛ أن ايران الدولة وليس ايران الجمهورية الاسلامية، حاجة امريكية ستراتيجية..- الحكام العرب الحاليون نائمون كنومة اصحاب الكهف، أن لم نقل شيئا اخر؟… وهو الحقيقة المؤلمة جدا لنا، نحن شعوب العرب..

أحدث المقالات