26 نوفمبر، 2024 4:16 م
Search
Close this search box.

الزيارات ( المليونية ) وهموم الناس

الزيارات ( المليونية ) وهموم الناس

قبل الشروع في كتابة هذا الموضوع علمت جيدا ان هناك قسما من القراء الاعزاء سيبري قلمه ( ويشحذ ) همته ويشن هجوما ساحقا ماحقا ، ثم ( ينتفض ) ويكيل الشتائم والتهم كتهمة النصب والوهابية وغيرها من المصطلحات ، لايهم ! فلقد تعودنا على مثل هذه التهم والشتائم من( إخوان لنا بغوا علينا )، وهذا اســــلوب رخيص قد أكل الدهر عليه وشرب ولن يستخدمه سوى الضعفاء الذين لايمتلكون حجة يقرعون بها حجـــة غيرهم ، فيلجأون لمثل هذه الاساليب البالية . أو من الذين يعتاشون على مصائب غيرهم ، على أي حــــــال ليس من الضروري الاستماع لهؤلاء نسأل الله لنا ولهم العافية والسداد ! لاننا إذا تجاهلنا الحقائق وقعنا فـــي المحظور كما نعيشه اليوم وعشناه في السنوات التي أعقبت الغزو الاميركي لبلادنا .

ايها الاخوة .. ايها العقلاء أينما كنتم : الحديث ذو شجون ويعتريه الالم ويغلفه حزن شديد على ما آل اليه حالنا من تصرفات لاتمت لديننا الحنيف بصلة إنما أضرت بالكثير من البسطاء ، وجاءت بفائـــــدة عظيمة على ( المتمكنين ) المستفيدين من الجهل والتخلف والعاطفة المذهبية والطائفية .

لذلك سأتحرى الصدق ولا شئ سواه ، والصدق يعني قول الحق ومطابقة الكلام للواقع ، وقد امر الله سبحانه بالصدق فقال : (( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) – التوبة :119 والصدق طمأنينــــة ، ومنجاة في الدنيا والاخرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : < تحروا الصدق وإن رأيتم فيه مهلكة فأن فيــــــــه النجاة ، واجتنبوا الكذب وإن رأيتم أن فيه النجاة فان فيه الهـلكة >>

ما ان تبدأ مواسم الزيارات – وما اكثرها – حتى تبدأ معاناة لها اول وليس لها آخر ، تتعطل الكثير مــــن الدوائر الحكومية ، ويهدر الكثير من المال العام والخاص وتنشل الحركة تماما ، وتمتلئ الشوارع بالجيــش والشرطة والامن والدرك والعسس والاسلاك الشائكة وكأننا سندخل حربا كونية لاهوادة فيها ، وبالتالــــــي تتحول العاصمة وغيرها الى مايشبه معسكر حربي يسوده الخراب والدمار المقصودين حيث الاكداس مـــن القمامة وتعطل الكثير من المصالح لدى الناس ناهيك عن الاضرار الاقتصادية التي تلحق بهذا الطــــرف او ذاك فضلا عن التصرفات اللا اخلاقية البذيئة – عند البعض – والتي لاتمت بصلة لمجتمعنا العربي الاصيل

ان كل هذه التصرفات والمظاهر التي ترافق مواسم الزيارات تندرج تحت مسمى ( حماية الزوار من الارهاب ) وكأن الارهاب غير موجود إلا في فترات الزيارات ، وهذا بالحقيقة قول الفاشلين الذين لايجيدون ،شيئا سوى ( خنق ) الشوارع وغلق الطرقات وقطع ارزاق الطبقة الكادحة من غير موظفي الدولة – الذين يرقصون طربا لكل مناسبة ( تمنحهم ) المزيد من الراحة والاستجمام والاستيقاظ المتأخر والاستمتــــــــــاع بالانترنيت والفيس بوك وما فيهما من ( بلاوي )… ألم يكن من الجدير بالمعنيين تجنب كل هذا ؟ ألن تـتـفتق قرائحهم عن ( خطط ) لاتضر بمصالح العباد ؟ اليس من الضروري أيجاد السبل والوسائل التي تحول دون كل هذه الفوضى؟ هل عجز ( الخبراء ) عن ذلك أم أن في الامر سر لايعرفه سواهم ؟ !.

ولو نظرنا لجارتنا ( اللزك ) ايران لم نجد ان لديهم إجراءات مماثلة رغم ان عندهم مراقد لبعض من اهل البيت ..من الطبيعي ان الرد سيأتينا جاهزا ( الوضع الامني ) ، ليس ذلك صحيحا ، بل قولوا ان هناك خططا محكمة عند هؤلاء ، فربما كانت هذه التصرفات مندرجة ضمن حالة استجداء اصوات الناخبين وشراء الذمم …تساؤلات تطرح نفسها مرارا عند كل زيارة وزيارة ، والله لست ضد اية شعيرة دينية لهذه الملة أو تلك ، بل اني من المصرين على الالتزام الديني ، لكني ضد الفوضى التي تعم البلاد ، ضد قطع أرزاق الكادحين ، ضد كل من يتسبب بالاذى للاخرين وهو يظن انه على حق وسواه على الباطل ، فهل يرضى سادتنا اهل البيت الكرام – رضي الله عنهم وعليهم السلام – بذلك ؟ هل سمع أحدكم يوما ا ن أهل البيت الكرام تسببوا بفوضى أم بقطع ارزاق ؟ لا والله انها تصرفات بعيدة عنهم ، فهم الاطهار الابرار الذين وعدهم ربهم سبحانه بجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك هو الفوز العظيم ، وهم ليسوا بحاجة لمثل هذه الممارسات غير الشرعية ، ومن يحب اهل البيت الكرام عليه أن يقتدي بهم ويتبعهم في كل صغيرة أو كبيرة لأن المحب لمن يحب مطيع كما تقول العرب ..

هناك مقترح لاولي الشوكة يتلخص بتخصيص عجلات عند مداخل المدن لنقل الزوار الى اماكن قريبة من المراقد ليكملوا مسيرهم دون أن يدخلوا العاصمة من أوسع ابوابها ويتسببوا بكل هذه الفوضى العارمة لقاء مبلغ رمزي يجبى من الزائرين ، وبذلك نكون قد خففنا الضغط عن شوارع العاصمة المخنوقة أصلا بالكتل الكونكريتية والاسلاك الشائكة ، حينها سنعرف من هو المحب الحقيقي ومن هو المزيف !

ولمن لايعرف أقول : لايقاس الحب إلا بالاتباع لا بالابتداع ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ) والاتباع هو الاقتداء والسير على خطا المتبوعين وعدم مجافاة الحق ، والاهم ترك العناد الذي صار سمة عند الكثيرين من الجهلاء ، وليعلم من لايعلم إن أحكم الناس من صمت فادكر ونظر فاعتبر ووعِظ فازدجِر ، وأجهلهم من رآى الخرق مغنما والتجاوز مغرما … قبل ان تصدروا الاحكام تحلوا بالصبر والاناة والحلم والعلم واتركوا التعصب والعصبية ثم انظروا هل ان هناك تطرف او مجافاة للحقيقة فيما قلت ؟

( قيل ان رجلا من بني تميم يقال له ” ضمرة ” كان يغير على مسالح النعمان بن المنذر حتى إذا عيل صبر النعمان كتب اليه : أن أدخل في طاعتي ولك مائة من الابل فقبلها ضمرة واتى النعمان ، فلما نظر اليه النعمان قال : تسمع بالمعيدي لا أن تراه ، فقال ضمرة : مهلا ايها الملك إن الرجال لايكالون بالصيعان ، وانما المرء بأصغريه قلبه ولسانه … إن قاتل قاتل بجنان وإن نطق نطق ببيان .) والذي أريده من القراء الافاضل أن ينطقوا ببيان على ماورد آنفا ، فإن كانت حقا قبلوها ، وإن كانت غير ذلك فليدلوا بدلوهم ويرشدونا الى الصواب ، وانا بالانتظار !

أحدث المقالات