23 ديسمبر، 2024 8:34 م

الزوجة المباركة

الزوجة المباركة

-1-
قالوا :

” إنّ وراء كلِّ عظيمٍ امرأة “

وهذا يعني :

أنَّ للمرأة – أمّا أو زوجةً – دوراً مركزيا في تهيئة المناخ الملائم لظهور الرجل على المسرح الاجتماعي العام، بالنحو المثير الذي يستكمل معه أبعاد التوفر على درجات من التفوق والتألق …

-2-

اننا في هذه المقالة الوجيزة ، سينحصر اهتمامنا بدور (الزوجة) في اضفاء عنصر الاطمئنان والسعادة على (الزوج)، ومن ثم دفعه نحو النجاحات الكثيرة في مختلف الحقول والمجاملات …

فمن المسلّم به أنّ الزوج متى ما توّفرت له السعادة في بيته أمكنه الإبداع في محيطه الخارجي، وبالعكس من ذلك حين يكون مثقلاً بالهُموم والأعباء النفسية والمشاكل العائلية ، فانّه يكون محدوداً في إنجازاته وخطواته …

-3-

واليك الشاهد التاريخي :

روي ( أن رجلاً جاء الى رسول الله (ص) فقال له :

انّ لي زوجةً اذا دخلتُ تلقَّتني ، واذا خرجتُ شَيّعتني ، واذا رأتني مهموماً قالت :

ما يهمُّك ؟

إنْ كنتَ تهتم لرزقك ، فقد تكفّل به غيرُك ،

وان كنتَ تهتم لآخِرتِكَ ، فزادك الله همّاً .

فقال له النبي (ص) :

بشرّها بالجنّة ) طرائف الحكم /ج5/69

والملاحظ هنا :

ان الزوجة كانت من اللطف والشفافية بدرجة لاتفارق معها حسن استقبال زوجها اذا دخل ، وحسن توديعه إذا خرج .

ثم انها لاتتركه يصارع الهموم والاحزان، وانما تدخل على الخطّ لتخفف من همومه وأحزانِهِ ، وتشحن نفسه بمقومات الصمود ، وتذّكره بانّ له ربّاً يتولاه بالنعم، ويفيض عليه البركات، ويرعاه ولن يتركه دون ان يمده بعونه وألطافه …

وهي من ناحية أخرى تشحذ فيه فيه العزم على ان تكون رحلتُه الإيمانية حافلةً بالروائع ، باهرةً باشراقاتها الروحيّة ، وومضاتِها المتميزة …

ومثل هذه الزوجة المباركة الصالحة، لابُدَّ أنْ تكافأ وبأعلى الصيغ، ولا صيغة في المكافأة تعلو على ان تكون من أهل الجنّة .

ولاحظوا معي :

ان الزوج هنا هو الذي بادر الى ذِكرْ مزايا زوجته وسجاياها أمام الرسول (ص) ، واستعرض ما تقوم به من أدوار مهّمة في حياته ، وهذا هو الدليل العملي على أن جهد الزوجة لن يضيع ، لاعند زوجها ، ولا في ميزان حسناتها عند الله .

وبالفعل :

لقد كانت هذه الزوجة مثالاً للزوجة الصالحة، البارّة المجاهدة التي يجب ان تحتذى ..!!

أليس ( جهاد المرأة حسن التبعل )

وليس معنى حُسْن التبعل الاّ ما كانت تمارسه هذه الزوجة مع زوجها من سلوك انساني رفيع، ونهج ايماني بديع .

-4-

ان الزوجة التي ترهق زوجها بأعباء الديون ، جراء ما تتطلبه لزينتها وللمصوغات الذهبية التي تقتنيها، ولسائر المفردات الاخرى، قد تكون السبب في نفور الزوج من البيت، فضلاً عن حالة الاختناق التي يعاني منها بسبب ما تكبده به الأعباء …

والسؤال الآن :

أين السعادة الزوجية المطلوبة ؟

انها ضاعت وسط هذا الجوّ المليء بالاشتراطات المُكْلِفَة للزوج … والمرهقة له .

إنّ السعادة ليست بامتلاك الذهب الكثير ، ولا بامتلاك أغلى الأحجار …

انها بامتلاك الزوجة لقلب زوجها الذي هو الكنز الذي لا تعدله سائر الكنوز…

-5-

ليس من العدل ، ولا من الذكاء ان تتحول المسيرة المشتركة للزوجين – بفعل ضغوط الزوجة المالية على زوجها أو الَيبَس والجفاف في معاملة الزوج لزوجته، الى رحلة مُملّة مرّة المذاق …

وذات فصول لاتُطاق …

-6-

ان تحسين الأوضاع داخل الاسرة أمر ممكن ، وهذا هو المطلوب ، فكيف يكون التحسين ؟

انه يكون بالمراجعة الحقيقية لكل المفرادت ذات الأثر السلبي ، وإبعادها عن الطريق ….

قد يقتضي ذلك بعض التنازلات منه أو منها ، ولا ضير في ذلك مادامت الغاية هي الوئام ، والسلام …

ان المكابرة ، والاصرار على الخطأ، لن يجلبا للطرفين خيراً

ولقد روى عن الرسول (ص) أنه قال :

{ خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لاهلي } الجامع الصغير /306

*[email protected]