-1-
حين تكون البلاد في حالة حربٍ ضارية مع أعدائها ، لايجوز – على الاطلاق – اللجوء الى بَثِّ الاشاعات المغرضة ، والاتهامات الباطلة للحكومة ، كما لا يجوز إضعاف معنويات المقاتلين من جيش وشرطة وأبناء عشائر ..
-2-
وما شهدَتْهُ الأيام الماضية من اشاعات وتسريبات رهيبة ، واحتجاجات ومطالباتٍ باقالة وزير الدفاع وتنحي رئيس مجلس الوزراء عن منصبه ، كان من أبرز مفردات الكيد السياسيّ ، والحرب النفسية والاعلامية والتي لاتصب الاّ لصالح الداعشيين الأوغاد .
-3-
وحسنا فَعَلَ د.العبادي حين توجه الى مجلس النوّاب ، ووضع النقاط على الحروف في كل ما يتصل بمسألة ” الثرثار” وما أثير حولها من غبار وتعهد بالتنحي عن موقعِهِ إنْ لم يُؤّمِنْ حماية المواطنين .
-4-
انّ زهير بن ابي سلمى قالها منذ قرون بعيدة :
ومهما تكن عند أمرىءٍ مِنْ خليقةٍ
وإنْ خالها تخفى على الناس تُعْلمِ
ولقد أتضح للقاصي والداني مَنْ هم الذين اصطنعوا هذه الزوبعة ..؟
فأضافوا الى مسلسل الأكاذيب والحيل الرخيصة رقما جديداً .
انهم امتطوا صهوة الإعلام ، واستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي للتضليل ، وانبرت ” الأقلام المأجورة ” و ” والاصوات المبحوحة “
لتمرير الأكذوبة الكبرى ، وانضمت معهم بعض “الفضائيات” المعروفة بنهجها المنحاز …
-5-
والسؤال الآن :
لو مُورس هذا الدور المُشين في ظلّ (المسؤول التنفيذي المباشر السابق) ، فماذا ستكون عليه الحال ؟
اننا لا نتردد أبداً في القول :
انهم سيتعقبون أصحاب الفتنة بأشد ألوان الملاحقة والعقاب واحداً واحداً
واذا كان مضيف (عون حسين الخشلوك) في كربلاء، لم يسلم من الاغلاق أيام من انتهت ولايتُه – وهو مأوى زواّر الامام الحسين (ع) وليس مركزاً سياسياً أو اعلامياً – فكيف يسلم النشطاء من الاعلاميين الذين أثاروا الزوبعة ؟!
ومع هذا ، فلم نسمع حتى الآن بانّ د. العبادي أمّر بملاحقة أحد من اولئك .
انه اكتفى بالتعهد أمام مجلس النواب بانه سيحترم قراراته ، حتى اذا كان موجهةً ضده ، وهذا منتهى الموضوعية والعقلانية …
-6-
انّ الفشل الذريع لِما حِيكَ بروحٍ بعيدة عن القيم الأخلاقية ، والمواضعات الانسانية والاجتماعية – هو فصل جديد ، يضاف الى الفشل الفظيع السابق ، ولن يحصد زُرّاع الفتنة الاّ ما حصدوا …
-7-
ونحن هنا لا ننزلق الى ميدان الانحياز لأحد ..،
نعم اننا لابُدَّ أنْ ننحاز للحقيقة الصافية لا الأكاذيب ، ولمصلحة الوطن ، المُبتلى بالوحوش من الداعشيين ، لا للزعانف التي هشمّت كل الثوابت الوطنية والاخلاقية .
-8-
انّ فضاءات الحرية المتاحة في العراق الجديد، لا يجوز أنْ تستخدم للاضرار بالوطن والمواطنين …
ولا يجوزأنْ تكون عاملاً من عوامل سلب الدولة هيبتها وحرمتها …
ولا يجوز أنْ تستهدف رموزها بالباطل .
انّ كلّ الطاقات والامكانات لابُدَّ أن يتم توظيفها بصدقٍ وفاعلية لدحر الاعداء ، وللاعمار والتنمية والبناء :
أرى ألفَ (بانٍ) لا يُعادل (هادِماً)
فكيف (ببانٍ) خَلْفَهُ ألفُ (هادِمِ)
إنّ (الهدم) – كما هو ملعوم – لا يحتاج الى عبقرية ، بينما يحتاج (البناء) الى جُهد مكثّف ، وَصَفٍّ متلاحم مرصوص ، وكلمة موحدة ، والى ألوانٍ من التعاون الصادق ، والمشاركة الفاعلة ، والنوايا الحسنة ، والخطط السليمة .
ويدُ الله مع الجماعة ،
والله المستعان وهو نعم المولى ونعم النصير .