23 ديسمبر، 2024 11:05 ص

لعل البعض يتفاجأ من استخدامي لهذا العنوان الجريء، ولكنني مجبر على استخدامه لأنه أصبح ظاهرة منتشرة ومعروفة لدى الجميع فلا ضير من تناول الموضوع تحت هذا العنوان الذي اختزلناه من اللهجة الشعبية لمجتمعنا.
تعد برامج التواصل الاجتماعي اليوم ركيزة أساسية في مجال العلاقات والعمل المؤسساتي وفي جميع مجالات الحياة الاخرى، ويمكننا اليوم أن نصف الأمي هو من لايستخدم هذه البرامج رغم سهولة استخدامها وسرعة ايصالها للمعلومة،ومن هذا المنطلق كان للنساء حضورا كبيرا في استخدام هذه البرامج كماهو الحال بالنسبة للرجال، ولكن بعض الافراد وجدوا من حضور النساء في هذه البرامج وسيلة مباحة للتحرش مستغلين حياء المرأة وعفتها التي لاتسمح لها بالكشف عن أسماء هؤلاء لأن الحالة متعلقة بالعفة والشرف والكشف عنها يسبب مشاكل مجتمعية معقدة قد تتسبب حتى في اراقة الدماء عند ذروتها.

ان طبيعة هذه التصرفات تمثل حاجزا خطيرا أمام ابداع المرأة ونجاحها في العمل الذي يتواجد بين خلاياه أمثال هؤلاء، فتشعر أن حريتها في استخدام مهاراتها محدودة،اضافة الى الاذى النفسي الذي يلحق بها جراء هكذا تصرفات منبوذة ومحرمة شرعا وأخلاقا، وتمثل انحطاطا اخلاقيا غير مسبوق في مجتمعنا الملتزم في علاقاته مع النساء طيلة السنين السابقة، ومن خلال اهتمامنا بهذه البرامج وجدنا أن هذه التصرفات تقوم بها جميع الفئات العمرية من الرجال ولاتقتصر على الشباب فقط بل أن حتى بعض الكهول زواحف من الدرجة الاولى..!
من المفارقات الغريبة التي نجدها لدى الكثيرين من هؤلاء، أنهم يتظاهرون بمظهر الشخص المحترم والمهذب في علاقاته مع الاخرين ويتفننون في احاديثهم عن حرمة وهيبة العرض وضرورة صونه واحترامه، ولكنهم خلف الشاشات الالكترونية المصغرة يمارسون أرذل الاساليب في التعدي على النساء والزجر بمشاعرهن بطريقة تتنافى تماما مع ظاهرهم..!
علينا جميعا أن نعي تلك المفاهيم وأن يكون استخدامنا لبرامج التواصل استخداما حضاريا ومؤدبا، فهذه البرامج لم تنشأ من أجل أن تكون وسيلة لابتزاز الاخرين واللعب بعواطفهم أو تسبيب الاذى النفسي لهم، وأن نراعي أن وجود المرأة في هذا العالم الالكتروني هو وجود معتبر وله خصوصيات مهمة يجب مراعاتها عند الحديث مع النساء من خلال هذه البرامج وخصوصا عبر القنوات الخاصة والسرية، فنحن كما نحرص أن نكون مهذبين مجتمعيا يجب علينا أيضا أن نكون مهذبين إلكترونيا.