18 ديسمبر، 2024 9:08 م

الزهراء (ع) وبنت الهدى (رض) بخطٍ متوازين

الزهراء (ع) وبنت الهدى (رض) بخطٍ متوازين

أن في قضية الزهراء (عليها السلام) روايات كثيرة ومختلفة، وعلى وجه الخصوص في كيفية استشهادها عليها السلام.

كثرة الاختلافات بموضوع (كيف استشهدت الزهراء عليها السلام)، مع العلم أن هذا الموضوع قد طرأ عليه سنون كثيرة ما يقارب أكثر من (1400 )سنة، ناهيك عن بعض الكتب التاريخية المحرفة والمزورة التي قد وصلت الينا، صحيح أننا قد نعرف من زورها وماهية الغاية من تزويرها لكن هذا الأمر ليس هو مرادنا الآن.

قد وصلنا الكثير عن سيدتنا الزهراء (عليها السلام) وعن دورها الرسالي والريادي النسوي في تاريخ الأُمة الإسلامية والعربية، من الناحية التثقيفية والتوعوية التي تبثها بين الناس.

لكن الاختلاف في كيفية استشهادها (عليها السلام).

صحيح قد ورد في الكثير من المصادر التاريخية المحفوظة، من قتلها، وما الغاية من قتلها، لكن هُنالك شيءٍ لم يصل ألينا بصورةٍ واضحة وهو كيف اُستشهدت (عليها السلام) .

قيل في هذا الأمر الكثير؛

والرواية المعروفة بل الشهيرة هي كسر ضلعها (عليها السلام) وإسقاط جنينها.

والثانية قيل أنها ماتت مسمومة قد دس لها السم في طعامها .

والكثير من هذه الروايات المتداولة بين الناس.

وانأ أقول؛ أننا ما دمنا قد عرفنا السبب الذي أدى بها (عليها السلام) بالاستشهاد، ومن هي اليد الخفية التي قتلتها والأدوات التي ساعدت اليد الخفية في قتلها (عليها السلام)، فلا دعي لمعرفة كيف قتلت عليها السلام، لأنني متيقن ومتأكد أن الله سبحانه وتعالى له غاية في ذلك الأمر، بل الكثير يعرف ذلك.

تلك الحادثة على المدى البعيد، لدينا حادثة مشابهة لها وتحمل نفس الصفات والأسباب ونفس الخط والمنهج، وهي حادثة العلوية الطاهرة بنت الهدى (آمنة الصدر) (رضوان الله تعالى عليها)، الجميع يعرف أنها رائدة الحركة النسوية الرسالية في وقتها، وقد قدمت الكثير والكثير من خطابات ومقالات وتأليف كتب ونحو ذلك من الأمور التوعوية الثقافية بين أفراد المجتمع.

وقد طرأ على استشهادها (رضوان الله تعالى عليها) ما يقارب (41) عاما، أقرب بكثير ومدة كبيرة من الزمن الذي استشهدت فيه الزهراء (عليها السلام).

ونحنُ قد عرفنا سبب قتلها واليد التي قتلتها والأدوات التي استخدمتها اليد في قتلها.

أن من قتلها؛ الثالوث المشئوم والغرب الكافر الغاشم أجمع “هم اليد التي قتلتها وقتلت الزهراء (عليها السلام) من قبلها”.

الأدوات التي استخدمتها اليد (الغرب) في قتلها؛ الأدوات التي استخدمتها اليد في قتلها هي (السكين) إي (نظام البعث الكافر) بقيادة الطاغية (صدام حسين) فلنظام وقيادته مجرد (سكين) يستخدمه (الغرب الكافر)، مثل “السكين التي استخدمتها الدولة البيزنطية أباء الغرب الحاليين في القضاء على الزهراء عليها السلام” .

الغاية من قتلها؛ الأمر الذي أدى بها (رضوان الله تعالى عليها) هو دورها الريادي التوعوية الذي هو بمثابة منبه للأُمة ينبهها من الغفلة التي حلت بها، وأكثر من ذلك، الأمر الذي جعل الغرب يستعجل في قتلها.

مع ذلك لم يعرف أحدٍ أين دفنت بنت الهدى (رضوان الله تعالى عليها) وكيف قتلت هُنالك الذي والعديد من الروايات في ذلك الأمر.

لأحظ عزيزي القارئ أن المدة الزمنية التي تفصلنا عن استشهاد بنت الهدى هي(41) تقريباً ولا نعرف أين دفنت، وكيف قتلت، فكيف بالزهراء (عليها السلام) التي يفصلنا على استشهادها أكثر من 1400 عام تقريباً.

وهنالك العديد من الروايات :

الرواية الأولى: ونقلت عن الشيخ محمد رضا النعماني، أن جثمانها (رضوان الله تعالى عليها) قد سُلمت مع جثمان أخيها.

الثانية: وتؤكد السيدة أُم جعفر أن جثمان السيد بنت الهدى لم يستلمه السيد محمد صادق الصدر، ولم يشرف على دفنها.

الثالثة: وقيل أنها قد دفنت في مقبرة أخوالها آل ياسين.

الرابعة: ويقول ضابط كبير في أمن حزب البعث الكافر، أنها قد دُفنت في مقبرة الكرخ.

الخامسة: ونقلاً عن أم فرقان، عن إحدى النساء، أن أبو شيماء كان صديق أخوتها، وقد جرى حديثٌ عن السيد الصدر الأول وأخته، فسمِعتَه يقول(نحن لم نقتلها، ولكننا أرسلناها إلى بغداد لتحقيق معها، وهي الذين قتلوها، ولكني أخبركم أني أسمع عنكم أن فاطمة الزهراء بنت النبي لها مكانة في نفوس المسلمين وهيبة في قلوب الصحابة، وكذلك زينب أخت الحسين … إلا أني حينما جاءوا بجثمان العلوية أخذني الفضول لأرى وجهها، وما أن فتحت القناع حتى سرت في جسدي قشعريرة ووقف شعر جسمي هيبةً ورهبةً، مما جعلني أعيد القناع إلى ذلك الوجه الذي شع نوراً قتل به فضولي وشل يدي أحسستُ حينها أنها والله فاطمة أو زينب)

السادسة: ويُشاع أن جثمان العلوية قد أذيب بالمواد الكيماوية .

والكثير من هذه الروايات، مع ذلك نُعيد ونُكرر أن في ذلك الأمر غاية في قلب يعقوب، أن في تلك القضية غاية لله فيها، ومن الأفضل للذين يشعلون الفتنة بين المذهبين أو بين أبناء المذهب الواحد هو تدريس سيرة وحياة وجهاد ونشأة وأهداف ثورة هاتين ألامرأتين، وإلى كُل شباب وبنات أبناء الأُمة الإسلامية، وإلى كُل صغيرين وكبير، يعز عليّ عندما أجدُ الشباب في المواكب الحُسينية وهم يقيمون العزاء على سيدتهم الزهراء (ع) أو في ذكرى استشهاد الصدر الأول وأخته العلوية بنت الهدى (رض) والصدر الثاني، وهم لا يعرفون عنهم شيءٍ، ولا يعرفون شيءٍ عن منهجهم وخط الرسالي، و الأمر الذي يدفع الناس والشباب على وجه الخصوص إلى القيام بهذه المجالس والدفاع عنهم هو الجانب العاطفي، بل يحتاج مع ذلك الجانب العاطف، الجانب الفكري التوعوي.