الزهراء صلاح فنانة تشكيلية شابة من مدينة الحلة،بدأت من نعومة اظفارها بمسك الريشة لتحلق بفضاءات واسعة بالوانها التي ترى فيها تحقيق طموحها،حتى اخذت تخوض مضمار ذلك العالم الواسع الذي لا يحده حدود.
ولدت عام 1984 وحصلت على شهادة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة عام 2006،نالت شهادة الماجستير عن رسالتها الموسومة(سمات الشكل والمضمون في رسوم ابراهيم العبدلي)
اقامت وشاركت في عدة معارض فنية منها معرضها الشخصي الاول في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل عام 2006،ومعرض جائزة عشتار ،ومعرض بابل عاصمة للثقافة العراقية، ومعرض فنانات تشكيليات عراقيات ومعرض اعياد ملونة في قاعة رؤى للفنون في الاردن ومعرض الملتقى الفني الثامن للجامعات العربية في مصر.
في هذا الحوار·· نستدرج ريشتها الى حوار الأحلام الوردية··· نحرض المفاهيم والأفكار والقناعات·نسألها فتجيبنا··
* من هي زهراء صلاح ، وماذا عن بداية اللوحة الفنية الأولى؟
– الزهراء صلاح إنسانة بسيطة ولدت لتكون أنموذجا ناجحا في لوحة الحياة ، بداياتي الفنية كانت متلاصقة ومتلاحمة مع العائلة كوني ابنة ناقد تشكيلي وفنان، وهذا كان حافزا كبيرا لي لتطوير إمكانياتي الفنية وخاصة بالرسم فكنت وما زلت اشاهد في بيتنا متحفا كبيرا لأهم اللوحات العراقية بدأ من مرحلة الريادة والى الان، وهذا التنوع في التقنيات والأساليب التي كان يستعملها الفنانين عبر المراحل المختلفة اثري ذائقتي الفنية،إضافة لوجود مكتبة والدي الضخمة التي تضم كنوز من الكتب الثمينة التي تتحدث عن تاريخ الفن العراقي والعربي والعالمي كل هذه المحفزات خلقت بداخلي دافعا لان أسير بخطى والدي وأكون عنوانا للنجاح ان شاء الله.
* كيف تصفين علاقتك مع الفن التشكيلي؟
– علاقتي مع الفن التشكيلي هي علاقة الروح بالجسد الفن بالنسبة لي طقس يومي،فالفن اشعر يسري بدمي او استنشقه مثل الهواء , الفن يا صديقي لا يأتي بالوصايا بل هو نابع من إحساس داخلي كل شخص في بنيته الداخلية إحساس وعواطف هي التي تحركه نحو الشيء الذي يرغب به وانا أحاسيسي وعواطفي تتجه نحو الفن بكل ما تملكه من قوة.
* زهرا صلاح لمن ترسم ولماذا؟
– ارسم لنفسي ولمذكراتي ولإحالاتي الداخلية التي ترى وتسمع وتترجم كل هذا بالفرشاة والماء، ارسم لكي اعبر عن خلجاتي ومكنوناتي وذائقتي وما أتوق الوصول إليه من خلال الرسم.
* كيف تقيمين التجربة التشكيلية العراقية في المرحلة الراهنة؟
– لا يمكنني تقييم التجربة التشكيلية العراقية، فالنقاد هم من يقيمون هذه التجربة، لكنني أقول لك وحسب خبرتي بالفن التشكيلي فأنه الآن يتأرجح وغير مستقر وربما يعود السبب في ذلك الى دخول الكثير من الأسماء في الوسط عن طريق الإعلام او العلاقات وبالتالي صار هناك نوع من الخلخلة اثرت على كثير من النواحي الجمالية التي يجب ان يتميز بها الفن.
* أين أنت من هذه التجربة؟
– انا فنانة استطعت ان اجعل لريشتي اسلوبا غير متكرر بين الاساليب الفنية الحديثة وخاصة انه منفذ بالالوان المائية الا وهو اسلوب استخدام مفردة (الباترون) والذي كما هو معروف يستخدم للخياطة الا انني استطعت ان اوظفه في لوحة فنية تمتلك من المفردات العراقية الحضارية والتاريخية لتؤكد هويتها العراقية وايضا الباترون هو استعمال انثوي لذلك تضاف ميزة اخرى للوحاتي بان اسلوبي هو اسلوب انثوي يعتمد على النظام والتوازن في طرح الموضوعات والقيم الفنية والجمالية،لذا اعتبره بمثابة بصمة لي تميزني عن غيري واتمنى ان اوفق في ذلك.
*ما هي نظرتك الى الفنانات التشكيليات العراقيات، وكيف تقيمين نتاجاتهن؟
– نوعا ما جيد اغلب الفنانات صديقاتي وارى بان الإمكانيات جيدة وهناك حافز قوي عندهن رغم الظروف الصعبة التي تعيشها المرأة العراقية لذلك انا احيي الجميع بما انتجن وخاصة عندما شاهدت النتاجات الأخيرة في معرض رابطات الفنانات التشكيليات في المعهد الفرنسي حيث لاحظت مشاركة كبيرة جدا من النساء 98 فنانة تشكيلية ومن مختلف انحاء العراق وانا من ضمنهم , وهذا يدل على عمق الاحساس بالفن والشعور في ابراز الذات حتى وان كانت هناك تجارب قد اخفقت الا انها لا تكاد تذكر امام الكم الهائل من تجارب الفنانات الأخريات.
* الفن التشكيلي هل يمكن عده رسالة وموضع وحكاية ولماذا؟
– الفن التشكيلي رسالة انسانية تحمل في طياتها مواضيع شتى وحكايات مقتبسة من الواقع الذي يعيشه الفنان وبالتالي ينقلها عبر مجساته الحسية ليؤلف نظاما من الايعازات اللونية التي تحمل ضمن تراكبها هموم الفنان والواقع الذي يعاصره.
*هل على الفنانة أن تنهل من كل الينابيع، أم تنتمي إلى مدرسة معينة؟
– اعتقد بان ثقافة التخصص هي السائدة والمتبعة الان في العالم لكني لا احبذ كلمة (المدارس) لانها كلمة تكاد تكون منقرضه فالمدارس الفنية اخذت حيزها عبر تاريخ الفنون في العالم ولمدى طويل وظهرت اتجاهات وابتكارات جديدة وسبل وتقنيات مختلفة الاداء واصبح كل فنان هو مدرسة بحد ذاته من خلال اسلوبه في التكوين اللوني والخطي واسلوب استخدامه للتقنيات وسبل توظيفها على السطح التصويري.
* كيف تختار زهراء صلاح الوان لوحتها؟
– انا لا اختار الواني بل هي تاتي من تلقاء نفسها بفعل حركة فرشاتي عليها تتالف لتكون ملمحا جميلا على سطح الورقة وموضوعا اخاذا فالالوان تتمازج مع الماء بحركة لا ارادية او ارادية بفعل حركة الفرشاة.
* ايهما اهم اللون ام الفكرة؟
– كلاهما يكمل الاخر احيانا الفكرة تكون ناضجة لكن الالوان ضعيفة وبذلك اللوحة تكون ركيكة ولا تحوي قيما جمالية او العكس بان تكون الالوان قوية لكن الفكرة ضعيفة وبذا تكون اللوحة فاشلة لانها لا تحوي الا تمازجات لونية ليس لها نظام مسبق.
*هل تخططين للعمل على اللوحة ام عملك تلقائي؟
– طبعا اخطط للعمل قبل البدء بالتلوين وارتب مفرداتي وفق نظام حسي وجمالي متناسق يخلق وحدة كلية بين مفردات اللوحة.
* من اين تستقين مواضيع لوحاتك،الخيال، الواقع،البيئة،غير ذلك؟
– اغلب لوحاتي استقيها من مفردات عراقية او من الواقع الراهن واحيانا ارسم طبيعتنا الجميلة العراقية باجوائها الريفية البسيطة وما تحويه من نخيل والسماء الجميلة النقية والناس البسطاء،واحيانا ارسم الستيل لايف الذي اكونه بنفسي بحيث يحمل من الدقة والامعان في تنفيذه.
* لو طلب منك الاشارة الى اسماء فنانات تشكيليات عراقيات الى من تشيرين؟
– هناك الكثير من الاسماء الريادية والمعاصرة في الفن التشكيلي العراقي ومنهم الفنانة مديحة عمر والفنانة نزيهة سليم والفنانة لورنا سليم والفنانة هناء مال الله والفنانة لميعة الجواري والفنانة يسرى العبادي وغيرهن الكثير.
* ما هي الرسالة التي توجهينها للمرأة العراقية؟
– اتمنى ان تكون هناك حقوق للمراة العراقية وحرية في التعامل مع العالم وان تكون للمراة حرية في ابراز ذاتها لتقول للعالم بانني هنا وغير معطلة.