23 ديسمبر، 2024 2:06 م

الزندقة…والزنادقة … والنَدم……؟

الزندقة…والزنادقة … والنَدم……؟

حينما تُحاصر الأنظمة الفاسدة من قبل شعوبها ، وحينما تُغتصب السلطة دون قانون ، وحينما تسود الدكتاتوريات الدينية والسياسية حكم الناس ويختفي القانون ،وحينما تُباع الاوطان للأجنبي الغادر بحجة الأصلاح والمذهب،وحينما يُسرق المال العام دون مخافة من الله والشعب ويبذر دون تقنين ،ودون حساب او تدقيق، لتتضخم ثروة الخونة والمارقين من حكامه الأنانيين ، تكون المنطقة الخضراء المحصنة بأسوار الباستيل ، سكناً وحصناً للحاكمين الناكثين بعهد الله والوطن والدين…؟
وحينما يبدأ الاحساس بالضيق والخوف من المظلومين ، تبدأ فورة التفتيش عن اصحاب الاقلام الرخيصة ورجال الورع ، واصحاب الضمائر المعروضة للأيجار لأستئجارها دفاعا عنها من السقوط والانهيار..بعد ان بنوا بنيانهم على جرفٍ هارٍ فانهار بهم والله لا يهدي القوم الظالمين ..
يقول فولتير الفرنسي : “أينما وجد الظلم فكُتاب السلطة هم المسئولون عنه”. نعم هذه النظرية طبقت في العهدين الاموي والعباسي متمثلة بعبد الحميد الكاتب وعبد الله بن المقفع .لكن نهايتهما كانت معروفة ..وهي نهاية كل باعة الضمائرومناصرة الظالمين؟
وحينها تنبري الاقلام الأجيرة ، وكذابي الزفة ، من ترويج الأباطيل لخدمة باطل سادتهم ، كما في كُتاب لندن وباريس وعمان ودبي اليوم من الذين اتخذوا الكلمة سلاحا للدفاع عن الباطل ،لكنهم اليوم رغم رفاهيتهم فهم معذبون … لأنهم يدعون عكس ما يعتقدون..ونحن نقول لهم :
” ان الحب الذي يتغذى على الهدايا يبقى جائعا على الدوام” .
وحينما يَشعر الشعب ان وحدته قد أهتزت ولربما تتفرق بفعل مغتصبي حقوقه ،من اصحاب النظريات المذهبية والتخندق الطائفي المقيت المنتهية الصلاحيات ، ويحس القادة بدنو الأجل..تبدأ نظريات نزع الجلود القديمة ليستبدلوها بجلود غيرها …بعد ان عدموا الوسيلة ،وفهموا الحاكمية الآلهية على أنها سلطة ولا غير ؟ هنا يظهر فجأة عملاق الشعب الفني والآدبي والثقافي منتفضاً بجانب الشعب وأعتصاماته ، يدافع عن وحدته ضد مُفرقيه بالقلم … فيقول لهم ما قاله القرآن الكريم فيهم : ” ولا تطع كل حلافٍ مهين ،همازُ مشاءُ بنميم ، مناعُ للخيرِ معتدٍ أثيم ، سورة القلم”..وهكذا تكون كلمة الله القدير المؤثرة الصادقة ، واللوحة الفنية ، والقصيدة الشعرية ، والرسم الفلكلوري ، هي السواتر القوية لحماية انهيار الوحدة الوطنية من الضياع والتشتت.

2
هؤلاء لم يفهموا خط سير التاريخ الذي رسمته العناية الآلهية للناس..لقصر نظرهم في تجربة الحكم والسياسة ، ولتكالبهم على السلطة والمال والفسوق دون وجه حق.. فماذا لو كانوا قد طبقوا القانون ،وعدالة المجتمع
؟لا شك لكانوا مثل كل القادة الذين احترموا شعوبهم وأوصلوها الى رفعة القدر..لكن أشباه الرجال لا يمكن ان يكونوا رجالاً..وحكام العراق منهم؟ لا تبدلوا اسماء احزابكم الخائبة اليوم فأنتم والجديد على طرفي نقيض..
لا شيء يميزالطبائع المتفوقة السوية…مثل نأيها عن الغرور،هذا الغرور الذي ركب رؤوسكم النخرة منذ اول يوم رافقتم الدبابة الاجنبية ودستم على قيمكم وضمائركم من اجل ان تصبحوا حكاما على العراقيين..ولم تفكروا لحظة بما سيؤول له الامرمن مخافة الله والشعب فيما بعد..واليوم تلاقون المصير..؟
ان المناضلين الذين يدعون بدمائهم كتبوا النصر ما كان عليهم ان يركبهم الباطل والغرور..ولم نجد فيكم واحدا أمتنع عن الخيانة والغرور فكسرتم بسيوفكم المعوجة صخرة الوحدة الوطنية ، وجئتم بكل نفايات الارض من خلف الحدود لتنشئوا وطنا لكم يعادي اصحاب الوطن من العراقيين.
فلننظر كيف ألتقى الباطل بالباطل فكانت تصرفاتكم مع الشعب والوطن هذا الي لمسناه منكم عارا وشنارا عليكم الى يوم يبعثون .واليوم تتهاوى اعمدتكم وتنقسم على نفسها..كما في مجلس آل الحكيم،وما سمي بالتحلف الوطني ،وتحالف اتحاد القوى،والاحزاب الكردية .. وتحن نقول لكم: ”
ان البيت المنقسم على نفسه معرض للزوال..فهل تتذكرون..؟
. حالة مُرة عاشت بها الدولة الفرعونية والرومانية والهتلرية وغيرها كثير، واليوم أنتم على الطريق..! ان اول ما يتبادر الى ذهن الأنظمة الفاسدة عند المِحن ضرب الاصوات المعارضة لسياستها دون رحمة ، والتنكيل بالناس على التهمة ، والتلفيق والكذب على الله والناس متخذين من فضائياتهمم التي أنشئتموها من اموال المحرومين باطلا ، وسخرتم المليشيات وفاقدي أخلاقية القانون التابعين لكم بترويع المواطنين واشاعة نظرية الخوف بالخطف والقتل المتعمد بينهم، لتصفية الخصوم من الداخل ، وأشاعة نظريات التهم عليهم ،وايجاد المبررات لها بأسم الخروج على الشريعة والدين والقانون ، وهم يدرون أنهم يدرون ان لا شريعة عندكم ، ولادين ولا أخلاق ولا قانون.
وبعد ان تم تطويع المحيطين بكم ، وتسخير كُتاب السلطة الذين انهارت عندهم قيم الحياة المقدسة ، تبدأ مرحلة اضفاء الشرعية عليها ،ولأسكات المناوئين المطالبين بحقوقهم وحقوق الجماهيربشرعية حقيقية، كما في المناضل الشحماني البطل وافراح شوقي وشياع وهادي المهدي وأطباء المهنة وكل من يحسون منه شرارة الاخلاص للوطن والمواطنين، وغيرم كثيروالحبل على الجرار فلا تحقيق وان وجد فلا نتائج تنشر ولا هم يحزنون ،والا اين نتائج تحقيقات سقوط الموصل وسبايكر والصقلاوية وحجز المواطنين واختطافهم

3
خلافا للقانون ،وبيع الحدود والنفط للمجاورين الأيرانيين وغيرهم.. متذرعين ان الزمن كفيل بنسيان كل باطل رجيم..
من هنا يظهر أصطلاح الزندقة كما ظهر عند الأمويين والعباسيين..! ونحن نقول لهم :ما تقولونه لربكم غداً.. وأنتم تواجهون المصير؟
من هنا أيضاً يظهرون ابتكار ألاصطلاحات الغامضة التي يلصقونها بكل من ارادت الدولة أعتباره ضارا بمصلحتها ، فكان أصطلاح الزندقة جاهزا عندهم كما كان عند الآمويين والعباسيين التي نفذ في الفقيه الجريء سفيان الثوري ، وحِجر بن عدي ، والراوندية والخوارج والمعتزلة والعلويين ،( الطبري310للهجرة ).واليوم المادة (4) أرهاب تلصق بكل المعارضين وما دروا انهم هم من أول الأرهابيين الذين يجب ان تطبق عليهم مواد الخائنين..
ونحن نقول لهم ايضاً : ان الأرض صامتة ولكن في جوفها بركان خطير سوف يلتهم كل المنافقين ،بعد ان ادركت امريكا ان ايران هي الخطر فلا بد من تصفية الحسابات معها ومع ممن يدعمها في عراق العراقيين. واليوم ايران تحسب لمصيرها الف حساب في العراق قبل ان يبتلعها الحوت الكبير.
وهكذا كانت مفاهيم الزندقة عند دول المسلمين على مواطني الدول المفتوحة خطئاً بحجة نشر الدين .حين ربطوا المصطلح بمذاهب اصحاب الحديث والفقهاء الميتة واضفاء صفة الدين الأحادي على المواطنين لتدخل الدولة في نفق مظلم يصبح الخروج منه صعبا ان لم يكن مستحيلاً، كما نراه اليوم عند الباطلين الساكنين المنطقة الغبراء خوفا من المواطنين ..لكن الله القدير سيضرها بزلزال كبير كما ضرب (سدوم عاصمة الثموديين ) وجعلها فما أبقى عبرة للتاريخ..لقد اصبح واضحاً عندنا في سلطة الدين والمحاصصين والقوانين الباطلة في العراق الجديد دون تمييز وبعد ان اصبحنا نستلم الاوامر من ولي الفقيه..؟ .
ان الخروج من المآزق الحالي يكمن في تحديد سلطة الدولة عن حقوق الناس وتقديم كل من استغل القانون لمصلحته واعتدى على حقوق الجماهيرالى محاكم القانون، وعلى امريكا راعية التغيير ان لا تتخلى عن العراقيين ليصبح لقمة سائغة بيد الايرانيين واتباعهم من الطائفيين.. لن يكون هناك عراقا حرا للعراقيين الا بتصفية نفوذ الايرانيين والمتعصبين من المتدينين ومن كل الفئات والمذاهب دون تمييز.،والنهاية ستنهي مرحلة كل الباطلين ..؟
اما التشظي وتغيير الاسماء وتبديل تسلسل الوجوه الكالحة لن ينفعكم.. انما الذي ينفعكم هوفكرة الأرتباط بين التشريعات التي يضعها الانسان والقوانين الحتمية التي تحكم حركة الطبيعة في الدولة لصالح الوطن والانسان..فلا تبقوا تعتمدون الصدفة في الاصلاح ،فالصدفة والترجي لا أثر لهما في التاريخ، وانما يكون ناشئاً عن سذاجة التفكير وقلة النضج السياسي..نعم هو صراع على الحياة بينكم المصممون على التدمير للوطن وبين الوطن ، واهله واصرارهم على سحقكم لتحقيق المصير.

4
نقول لكم ايضاً عليكم ان تغيروا المفاهيم المتوارثة عندكم في كل ميادين المعرفة..وتعترفوا للشعب بالفشل وتقدموا انفسكم للقانون قبل ان يحرقكم القانون مثلما اليوم انتم تحترقون. ان الوطن بحاجة الى صنع رؤية جديدة لمستقبل الانسان فيه قائمة على العقل والعلم والحرية للتمهيد في تحديد سلطات الدولة وحقوق الناس ولا تبقوا تصرون على الباطل لامكانية اعادة بناء النظام السياسي كله وفق مفاهيم الدستور والقانون،وما عليكم الا الصدق والاستفادة من تجارب الأمم من قبلكم..وما تقدمت اوربا بعد عصر الظلام الابعد ان أنشأت فكراً جديداً واسع المدى على الاسس الضعيفة التي كانت عندهم..كفاية 14 سنة من التدمير والسرقات واستغلال المناصب اما يكفيكم ..فوالله لو كنتم فيلة لشبعت بطونكم من المال الحرام..ايها الفاسدون..؟
نعم الدولة العلمانية قادمة في العراق لأ محال لأمتداد جذورها التاريخية الضاربة في القدم منذ عهد السومريين.؟ واجراء أنتخابات جديدة حرة بقانون جديد خالٍ من المقسم الانتخابي والتعيين والتبديل وعزل مرشحيكم من الباطلين ،واستبدال الدستور بدستور مدني يستبعدهم جميعا وكل من أخل بالقانون والدستور سيقدمهم لمحكمة التاريخ بعد ان اصبحت الدولة الدينية الفاسدة في العالم تاريخ ،فالدولة ليست ملكاً لخونة الاوطان والتاريخ ..أمثالكم ايها المنحرفون ..؟
ان الدول اول ما فكرت به هو بداية ظهور العلم حتى نشأت عندها قاعدة جديدة للتفكير الواقعي المنطقي المنظم..بعد ان ابتعدت عن اصحاب المطلقية التي تؤدي باصحابها الى ان الذي يعتقدون به هو خلاصة العلم ونهاية التجارب وهم…خاطئون..
اعزلوا أنفسكم عن كل ترف..بل عن كل طموح باطل في الدنيا.واجعلوا نصيبكم العيش كفافا كما عاشت من قبلكم قيادت المخلصين.
تحية لجيش العراق البطل الذي حرر الارض ، وسيحررالانسان غدا من رجزكم.. ويلحقكم بالسابقين. وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.
على اصحاب الاقلام الحرة والمراكز الاعلامية والبحثية والحوارية ان يقفوا بجانب الشعب العربي ولا يمسكوا العصا من الوسط ،فقد ضاعت الاوطان اليوم وامتلكها الباطل .فلابد من اثبات الحق بوجه خونة الاوطان والتاريخ.
ذللوا كل سلطانكم لخشية الله والشعب لتستحيل كل أبهة السلطان وبذخه امام ناظريكم..ولا تجعلوها تنقلب الى جمر ملتهب يحرق كل ثيابكم..ساعتها تحاولون الفرار منه ولا سبيل..والا انتم والزندقة في كفة ميزان واحد..
ثقوا ايها القوم..قال قائد عربي قبلكم حينما حاصرته الخطوب ..قال: هل أحسب الله عني راضياً..هل اني كنت عدلا حتى لا اخاف الله والوطن..: انها هذه هي رجفة المحنة التي
5
تصادفكم اليوم وانتم محاصرون..: بهذا الحياء.. وبهذا الهم الجليل .. لأنه لا يدري..ماذا سيسأله الله .. والشعب غداً.. وكيف سيجيب…؟
..يقول الحق:
“اذا شاء الله ان يذهبهم ويأتِ بخلق جديد”.
نعم تبقى الزندقة..ابتكارعربي اسلامي قديم.. طبقته القيادة العربية التي انهارت وسقطت امام المغول ..وطبقته القيادة العراقية اليوم بأمتياز فاق من ابتكر… البنسلين وصاروخ اكتشاف القمر… والتلفون النقال في العالمين؟
فمن سيسألهم غداً….؟
[email protected]