“الله لطيف بعباده….”42:19
“…إن الله لطيف خبير” 22:63 , 32:16
“….إنّ ربي لطيف لما يشاء…” 12:100
الله لطيف بعباده أي يرفق بهم ولا يجور عليهم , ولكن كيف يكون الله لطيفا بالعباد؟
هل أن اللطف لا يحتاج إلى جد وإجتهاد من قبل العباد؟
هل أن الله لطيف مع الصينين الذين حققوا إنتصارا واضحا على الوباء الذي ترتعش من صولته المجتمعات المتقدمة , وتستسلم له المجتمعات المتأخرة؟
إن الله لطيف عندما نكون لطفاء فيما بيننا , رحماء , نؤمن بالعلم والجد والمثابرة والتفاعل الإنساني الذي يرعى المصالح المشتركة للناس في المجتمع.
الله لطيف عندما يكون العقل فاعلا والعلم سائدا , والضلال والبهتان مندثرا ومنتفيا من العقول والنفوس والأرواح.
ألله لطيف بالعباد أيا كانوا عندما يفعلوا خيرا ويتقربوا إليه بالعمل الصالح الطيب الذي يعين الآخرين على التحرر من الضيم والهم والنكد.
الله لطيف بالعباد الذين يعملون كخلية النحل من أجل تأمين حاجاتهم وبناء مستقبلهم , والعناية بأطفالهم وتزويدهم بما يساعدهم للوصول إلى تطلعاتهم المشروعة في الحياة.
الله لطيف بالعباد عندما يكون العباد لطفاء فيما بينهم.
ولطف الله لا علاقة له بنوع الديانة وإنما بالسلوك البشري والفعل العقلي المتواصل ما بين الناس , فالصينيون بعقولهم قد منّ عليهم الله بلطفه , وغيرهم من الذين يدعون الدين وقد جاروا وقهروا وفسدوا في الأرض وظلموا العباد وعذبوهم , كيف يكون الله لطيفا معهم؟!!
وهذا ما يبدو من معنى اللطيف في الآيات أعلاه , أما أن تتوارد سيل من الآيات على أن الله لطيف بالناس الذين لا يعرفونه , فهذا نوع من الهذيان والتخريف , فاعرفوا الله في سلوككم لكي يكون لطيفا بكم.
ولعلنا سنتعلم من نكبة كورنا ونعرف ربنا ونترجم معرفتنا بسلوكنا , ونؤدي واجباتنا بإخلاص وأمانة , ونتمسك بالكلمة الطيبة.
فلا تقل أن الله لطيف بنا ونحن نتبادل القسوة ونعادي بعضنا!!
و”لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا” , إذا تصافت القلوب ووضحت النيات , ويكشف الغمة عن الأمة , بتوحدها على المحبة والأخوة الإنسانية. “فإن مع العسر يسرى إن مع العسر يسرى”!!