23 ديسمبر، 2024 12:57 ص

في زمن المحنة وتسلط عتاة المجرمين على مقادير السلطة في العراق .. هذا الزمن الذي يصفه البعض بقصدية واضحة أو جهل مطبق بالجميل كان القبح هو السائد وكان لا اثرا للجمال فالخبز معجون بالخوف والازقة تزدحم بالرفاق وبنادقهم الموجهة دوما نحو رؤوس وصدور الفقراء بدلا من ازدحامها بالصبية وهم يلعبون الكرة وحناجر المطربين بحت من كثر الصياح في اسطوانة ( العزيز انت ) والنساء تتجمع عند مداخل المدن كما وصفها تقرير الأمم المتحدة الذي كتبه موفدها للعراق ( فإن دير شتول ) للتسول وغيره من أجل لقمة تبقي اطفالهن على قيد الحياة وحتى الجندي الذي أجبر على الالتحاق بالخدمة العسكرية دفاعا عن النظام وليس الوطن لم يوفر له الحد الأدنى من الاحتياجات فشغله البحث عن اسمال الملابس العسكرية واستجداء أجرة ركوب ( الريم ) في كراج النهضة وعلاوي الحلة وغيرها من الكراجات من العابرين ولا ادري من أطلق صفة ( الجميل ) على ذلك الزمن الرديء ؟ هل هم من ورطوا البلد في حروب لا اول لها ولا آخر وازهقوا النفوس ويتموا الأبناء ورملوا النساء ودمرت بسبب حروبهم بنى البلد التحتية حتى أصبح حلم الفقير ان يحصل على ساعة كهرباء من ساعات اليوم أو عدة لترات من الماء الصالح للشرب عبر أنابيب اسالة الماء وان يحصل على رغيف خبز خالي من الشوائب ولو مرة في الشهر ؟ أو أنهم فيلق المتملقين أصحاب( اذا قال الرئيس قال العراق ) و ( على ظهور الشقر شدوا الخيالة ) و ( ياكاع اترابج كافوري ) ؟ أو الفائزين في سباق الاغاني من تلفزيون الشباب و ( فوت بيها وع الزلم خليها ) ؟ وقد يكون من أطلق صفة الجميل على ذلك الزمن المر هو الفقير الذي هدم الطابق العلوي من بيته ليبيع الابواب و الشبابيك فيه وحديد السقف من أجل أن يتمكن من شراء كيس طحين صالح للاستعمال البشري لعائلته وملابس تقي أطفاله زمهرير شتاء لا يرحم من لاح عريهم ؟ وربما كان مطلق صفة الجمال من اقتاده الرفاق إلى مقر الفرقة الحزبية لينكل به هناك ويوصم بمعاداة ( الحزب والثورة ) ومن بعدها يساق إلى ساحة إعدام بجريمة شتم القائد أو الانتماء إلى تنظيم معادي ويحمل أهله تكاليف الإعدام وثمن الرصاصات التي صادرت حياته ومنعهم من إقامة عزاء له أو يدفن حيا في مقبرة سرية على أطراف الصحراء في العراق العظيم .. ربما . اعترف انه كان زمن جميل لعشيرة الرئيس ومنتسبي اللجنة الأولمبية وجهاز الأمن الخاص وتلفزيون الشباب وتجار الحروب والمتنفذين في الحزب والثورة حصرا . عموما لم يرى العراق زمنا جميلا منذ بداية الخليقة وهبوط ابونا آدم مرورا بزمن حمورابي وعلي بن أبي طالب ومدحت باشا وعبد الكريم قاسم حتى عهد الإسلام السياسي وبندقيته المقاومة وجبهة الممانعة فيه ومن يرى أن هناك ( زمن جميل ) عليه أخبار المكدودين في العراق عليه والأخذ بأيديهم نحوه وله خير جزاء المحسنين .