اعلن عن توفر عدد من الزمالات الدراسية في بعض البلدان الاجنبية في مختلف الاختصاصات الجامعية الاولية والعليا وكان اخرها في تركيا مشترطة ان تكون لغير الموظفين .
لاشك ان الحصول على زمالات من بلدان صديقة التعليم فيها متقدم عما هو عليه في بلدنا امر جيد وفيه منفعة لطلبتنا وللعملية التربوية والتنموية ولا بد من السعي اليه والتشجيع والثناء على هذه الجهود للانعكاسات الايجابية .
ولكن اولى الملاحظات ان بعضا من هذه المنح هي لدراسة البكالوريوس وشملت الطب العام والصيدلة وطب الاسنان والمنحة التركية قسمت الى قسمين خمسة للدراسة الاولية والاخرى للدراسة العليا , والمعلوم ان كليات الطب في جامعتنا تحتل مكانة مرموقة بين جامعات المنطقة , ولا تمس الحاجة اليها ولدينا فائض منها , كان الاجدى ان نبذل الجهد ان تكون الدراسة كلها للدراسات التخصصية العليا لتحقيق الفائدة القصوى , كما انها متأخرة , يفترض ان تكون مبكرة عن هذا الوقت , لاسيما ان التقديم اليها ينتهي في اذار , اي ان الطالب الذي سيقبل فيها ستنجز اوراقه ووثائقه ربما في ايار اي نهاية العام الدراسي , اضافة الى ان الطلبة المتميزين قد قبلوا في الكليات العراقية وليس من الصائب ان يتركوا مقاعدهم الدراسية ليلتحقوا بدراسة الزمالات الا اذا جرى التهاون بشرط المعدل او تمنح لأبناء ذوي الجاه والسلطان مثلما حدث في سنوات ماضية خلافا للإجراءات المرعية بذريعة عدم التفريط بالمقاعد الدراسية او تركها شاغرة وما شاكل .
الامر الاخر الذي يثير الانتباه والخشية من الوقوع في المحذور او بالأحرى تقصده , لماذا يمنع الموظفون من التقديم اليها ؟ من اين ستجد وزارة التعليم العالي طلبة من دون مقعد جامعي في هذا الوقت المتأخر والطلبة يؤدون امتحانات نصف السنة ؟
ان الطلبة الذين حازوا معدلات عالية هم الان على مقاعد الدراسة , فالمسألة ربما تدفع نحو قبول طلبة عراقيين الان مقيمين في هذه البلدان , وكأن المسعى بذل لأجلهم وعذرنا جاهز عدم خسارة هذه الزمالات , بعد حشرنا في زاوية الوقت ؟ .
الافضل ان تترك زمالات تركيا وغيرها هذا العام الى القبول المركزي لكي يتنافس عليها المجتهدين في دراستهم لأنه التقديم الان غير مناسب ويولد اشكالات .