23 ديسمبر، 2024 5:21 ص

يوسف السعدي

المطلع على تاريخ الشعب العراقي , مع حكامه على امتداد تاريخ العراق , يجد أن تاريخ الشعب العراقي , مع حكامه حافل بالصدامات والصراعات والانقلابات , ودائما ما كان الحكام ممقوتين من قبل الشعب العراقي ,حتى من قبل من كان ضمن حاشية هؤلاء الحكام , لكنا نرى ان الشعب العراقي , يجمع على محبة واحترام ذكرى الزعيم الركن عبد الكريم قاسم اول رئيس لجمهورية العراق.  

بعد ثورة 14 تموز 1958 لغاية 8 شباط 1963 بعد انقلاب ضباط البعث عليه في انقلاب دموي ليس على أركان حكومة قاسم فقط ,وإنما على الشعب العراقي المحب والمساند لزعيمه,الذي اوصلهم الى الحد الذي يطلبون فيه السلاح من الزعيم للدفاع عن ثورتهم وحكوماتها , وعندما رفض الزعيم توزيع السلاح على الشعب , واجه الشعب الانقلابيين بصدور عارية , على الرغم من بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة , 

لكن عندما تسأل أي من الذين عاصروا تلك الفترة , تجدهم يتحدثون عن الزعيم بفخر واعتزاز وحسرة , الفخر لأنهم عاصروا تلك الفترة واعتزازهم لمشاركتهم في مواجهة الانقلاب , أما الحسرة فهي لأنهم فقدوا هذا القائد الذي لمسو فيه رغبته الحقيقة في خدمتهم و تقليل من بؤسهم .

الذي يسأل , عن سبب هذا الحب الذي يكنه الشعب العراقي لزعيمه قاسم , الذي وصل الى الحد الذي جعلهم ينسجون عنه الخرافات , بل وصل الامر بالبعض الى التقديس , حتى من بعض من كانوا يرفعون السلاح في وجه الزعيم وحكومته , عندما قالوا بعد ان عاصرنا كل هؤلاء الحكام في العراق لم نجد , من هو أحرص من الزعيم عبد الكريم قاسم على توفير حياة سعيدة لجميع مكونات الشعب العراقي.

هو الضمير التي يتمتع به الزعيم في التعامل مع قضايا جميع فئات المجتمع العراقي ومكوناته , وخصوصا الفقراء والمنجزات التي حكومة الزعيم كان محورها الفقراء , ولم يعمل كما عمل الآخرين من حكام العراق , في تكوين ثروات شخصية لهم وحاشيتهم , وهذا تم تأكيده بعد استشهاده لأنه لم يملك دار خاصة به, لم يترك بعده ثروات هائلة لورثته.