23 ديسمبر، 2024 11:06 ص

الزعامة الدينية في النجف.. بعد ان بح صوتها تهرب من الساحة!!

الزعامة الدينية في النجف.. بعد ان بح صوتها تهرب من الساحة!!

تؤكد كل المؤشرات والوقائع والمعطيات ان الاحتلال الامريكي لم يتسنى له فرض سيطرته في العراق من دون التنسيق والتشاور مع (السيستاني) في النجف!! وفق المصالح المتبادلة حيث طرح الاحتلال الامريكي( مجلس الحكم و قانون ادارة لدولة, والعناوين السياسية, والدستور وغيرها) حصلت على الدعم الكامل من السيستاني والاحتلال الامريكي وجاءت بالتعاون والتراسل المتبادل بين السيستاني والحاكم الامريكي بريمر وهذا موثق في مذكرات بريمر في كتابه عام قضيته في العراق! ومن هذه المقدمة ننطلق لتصفح المشهد العراقي الذي تزامن مع عنوان السيستاني ونجاحه في اخماد اي تمرد او نقمه جماهيرية ضد الاحتلال مما منح المحتل فرصة تثيبت نفسه وترسيخ مشروعه التدميري وتجلى هذا الدعم من خلال (الخطب السياسية لصلاة الجمعة في كربلاء) التي اصبحت محط انظار المغرر بهم ومن خلالها يتم معرفة مواقف السيستاني تجاه القضايا والاحداث الراهنة, فيما نجده انزوى في سردابه طيلة حكم النظام السابق ولم يتفوه ببنت شفه تجاه مظلوميات الشعب العراقي آنذاك!! واليوم بعد ان رهن السيستاني مصير الشعب العراقي بما يصدر من(خطب الجمعة) وكيف كان يعول على تحريك المشهد بالشكل الذي لا يسبب له الحرج والضرر ولكن يبدو ان الامور خرجت عن قدرته وراحت تكشف حقيقته! وجاءت الفتوى التي اصدرها(للتقاتل بين ابناء الشعب الواحد) كما ارادت وتمنت امريكا بل اكثر من ذلك من تأسيس للطائفية والفتنة والتدمير والتهجير والسرقات وتنامي النقمة الشعبية ضد السيستاني لم يفلح صمته وراحت افعاله تحطم كل شيء! وبما ان الاحتلال الامريكي لا يروق له التفريط بخدمات السيستاني وهي لا تزال تعول عليه في كبح جماح الغالبية (الشيعية) في خروج الامور عن السيطرة بعد ان جعلت منه ماكنتها الاعلامية (زعيم ) هذه الامة!! ابرقت له (بالعودة ) الى سردابه والانزواء عن المشهد لفترة معينه نستخلص منها عدة امور: 1-التغطية على عودة قوات الاحتلال بشكل مكثف والانتشار في مناطق مهمة من العراق وحتى يتهرب السيستاني من استفهامات وتساؤلات الشارع العراقي حول التواجد الامريكي قرر وقف الخطبة السياسية) 2-هناك شطب قادم لعناوين سياسية ودينية تصدرت المشهد وقررت امريكا تصفيتها نهائيا وحتى لا تعول هذه العناوين على الدعم والاستنجاد بالسيستاني سارع السيستاني للانزواء وخذل اتباعه!! 3-ترك المتظاهرين في ساحات التظاهر يواجهون مصيرهم امام آفات الفساد وزعامات المافيات وقادة المليشيات دون رعاية او حماية مما يشير على حملة (تصفيات) قادمة بحقهم والاجهاز عليهم

4-انسحاب السيستاني من المشهد السياسي سيطلق العنان للسياسيين بالتأويل والتبرير والتغرير للشعب بما يمتلكون من امكانيات مالية واعلامية واساليب شيطانية بتصوير انسحاب السيستاني هو دعم للعملية السياسية وحماية لعناوينها وعدم ملاحقتهم او الطعن بهم!. 5-يعتقد السيستاني بانسحابه من المشهد سيربك الامريكان ويقلقهم لانه يعتقد ان الشعب غير قادر على اخذ قرار من دونه وبذلك يبتز الامريكان للتعويل عليه وعدم التعامل مع غيره!.. وفي الختام نقول ان ترك السيستاني لخطب الجمعة في سابقة خطيرة ومصادرة اهمية خطب الجمع لم يألف عليها المجتمع الاسلامي من عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم وصحبة وال بيته يمثل تحدي لتطلع الشعوب في ثقتها بالمنبر النبوي كونه يمثل مصدر ارشاد ووعي وتحفيز وقيادة وهنا تنازل السيستاني عن زعامة (المؤسسة الدينية) بقراره هذا وخالف الموقف الشرعي والاخلاقي والوطني