23 ديسمبر، 2024 9:19 ص

الزبيدي بين فرق الإعدامات والديمقرطية الدموية!

الزبيدي بين فرق الإعدامات والديمقرطية الدموية!

أغلب دول العالم تملك نظاماً، ظاهره ديمقراطي، وباطنه دكتاتوري، واذكر منها أمريكا والدول الاوربية قاطبة، والأسباب واضحة لجميع المتابعين في هذه المرحلة الحرجة؛ التي يمر بها العالم من إرهاب تكفيري وقتل وتهجير، فهذه الدول مثلها مثل أي دولة بالعالم من حقها ان تحمي مواطنيها حتى من مواطنيها أنفسهم، لهذا تجد استخدام القوة الى درجة القتل، يعتبر أمراً طبيعياً بالنسبة لها.
الإرهاب لا دين له، ولا مذهب ولا قومية، انها ظاهرة تكفيرية متخلفة، تحاول ان تجعل من الإسلام عكازة لها ليستند عليها، بعد تحريف تعاليمه وتصنيف مقاساته وفقاً لحجم تفكيرهم المنحرف، لنشر الخوف والموت في دستورهم، الذي تم خطه بدماء الأبرياء.
دعونا نسترجع ذاكرتنا قليلا حتى نصل لسنة (2005)، أي بعد التغيير بسنتين عندما كان الإرهاب فارغ من محتواه، ومجرد من مقومات القوة، التي تؤهله للمواجهة أي (حواضن نائمة)، حينها كان العراق ينعم بنسبة 70% من الأمان لا طائفية ولا قتل على الهوية، وقليلا ما كنا نسمع هاتين الكلمتين اللتين تسببتا بشقاء البلد (شيعي او سني)، بيد أن نسبة الأمان كانت مقبولة، ومن الممكن ان تكون جيدة، لو لا بعض السياسيين الأنذال الذين عزفوا على وتر الطائفية، فصنعوا ما صنعوا بنا، ونحن في جهلنا السياسي بدأنا نصفق لهم، متصورين انهم قادة جاءوا من اجل انصافنا، ولكن ما حدث كان كارثة بكل ما تعنيه الكلمة.
سنة (2005) كان في حينها (باقر الزبيدي) وزيراً للداخلية، مرحلة حرجة والعراق يمر بها وقد أمست هذه السنة مفترق طرق، بين الانجراف الى هاوية الطائفية أو محاربته بقوة وبأي ثمن، حتى لو على حساب المراهقين الساسيين الذين مثلونا، وهم في الأصل يمثلون علينا! ولكنا نحن اخترنا ان نسقط في بئر أظلم، ودفعنا ثمنه من دمائنا واموالنا واستقرارنا، أنه ثمن غالي جداً، وساستنا في ارقى الفنادق التركية والهوليرية، ينعمون بالراحة والأمان هم وعائلاتهم.
باقر الزبيدي رجل فرق الاعدامات، التي تقتل الابرياء (بالدريل)، وقد ملئ المزابل  بالناس، وجعل من وزارة الداخلية مقرا للاطلاعات الإيرانية، وووو كثيرة جداً هي الاشاعات التي اطلقوها في حينها! ويا ليتنا كنا مبصرين ومدركين بحجم المؤامرة التي قادتنا نحن (السنة)، الى هاوية الموت، لو سألنا إنفسنا قبل ان نطوف، حول هوى ساسة لا يعرفون معنى للطائفة التي يمثلوها، لماذا كان الزبيدي حازماً في معاقبة المجرمين؟ ولماذا لم تكن في أيامه سيطرات للجيش؟ ولماذا كان السلاح حصراً بيد الدولة؟ أسئلة كثيرة لم تخطر ببالنا في حينها!
ليتنا نعود الى (2005)، ونحن بهذه الدراية السياسية التي تؤهلنا ان نميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود، لنصفق بقوة وندعم الزبيدي لمكافحة المجرمين، الذين لا يميزون في قتل المواطنين وبكل الأسماء (رافضي _ مرتد _ مسيحي_ يزيدي)، ولكن هيهات ان يعود الزمان كما كان، وقد عرفنا قيمتك أيها الزبيدي انت وفرق اعداماتك التي اتهموك بها، وتباً للديمقراطية الزائفة التي جاءتنا من الامريكان وكان ثمنها كرامتنا ودمائنا على يد ساستنا.