22 نوفمبر، 2024 3:08 ص
Search
Close this search box.

“الرّشوة ” أصبحت فرضاً مع الصلاة والصوم في مؤسسات الدولة!

“الرّشوة ” أصبحت فرضاً مع الصلاة والصوم في مؤسسات الدولة!

الرشوة فن من الفنون والا كيف تبررون وقوع بعض المسؤولين متلبسين بجريمة الارتشاء ويفتضح أمرهم ويهوون الى اسفل دركات الحضيض بينما هناك كثيرون يرتشون ويختلسون على نطاق اكبر واوسع ومع ذلك يبقون في منجى من المسؤولية والعقاب وها هم المرتشون والسراق يتحركون بحرية كاملة في العراق . هناك أعمال تتوفر فيها سائر صفات “الرشاوى ” واركانها وهي : سوء النية , القصد الاضرار بالاقتصاد الوطني , ووقوع الضرر فعلاً, ومع ذلك فلا يطالها القانون ولا يتناولها بإحدى مواد عقوبته , ذلك لانها أعمال تبيت في الخفاء ويتوسل بها عن طريق غير مباشر ويكون طابعها الاستحواذ على هدايا و”كوميشنات ” ونسب الحصول على تلك “الرشاوى “تصل أحياناً كما يسمونها ” ففتي ففتي ” لقاء إنجاز عمل في مقاولة أو استثمار أو استيلاء على عقار أو أرض يرافقها الغش والتزوير والعقود الوهمية في الوزارات يصاحبها سرقة أموال “موظفين فضائيين ” وتعينات وهمية , وطالما يقع فريسة لهذا الاجرام عادة الافراد من ذوي البساطة وقلة الاحتراز حيث يطالهم القانون , فهم لقلة خبرتهم وعدم سبرهم غور الحياة واطلاعهم على خبايا النفس يكونون فريسة سهلة لهذا الاجرام وعواقبه , وكم من قضاة ومحكمين اطلّعوا من سير القضايا على حقائق على هذا الاجرام ونواياه المبيتة دون ان تكون بيدهم صلاحية لانزال العقوبة الزاجرة بحق مسؤولين وبرلمانيين مرتشين يتبعون احزاب متنفذة , بل وصل بهم الامر الى لقاءات متلفزة يعترفون فيها بسرقاتهم وأكل السحت الحرام من تلك الرشاوى فيقفون حيارى امام الشعب وهم على علم تام بنية سرقة تلك الاموال نهاراً جهاراً. وكما ان “الرّشوة ” تتسلط على ضعاف الافراد وبسطائهم فأنها تنصب على نطاق أوسع واخطر على الموظفين الصغار اللذين لا سند كبير لهم في الدولة .

فالدول القوية الماكرة سيما “الاستعمارية ” منها تسعى دائماً في سياستها الى اكتساب المصالح والمغانم على حساب هضم حقوق الدول الضعيفة وإرشاء مسؤوليها حيث أنها لا تتورع احياناً التشبث في كل وسيلة لنصب الشباك للإيقاع بهؤلاء المسؤولين لقاء مبالغ خيالية مغرية والعبث بمصالح العراق وحقوقه المسلوبة , وعلى هذا صار من واجب الفرد ان يسعى دوماً ليتزود بالخبرة من الحياة وعليه ان يرهف حواسه كيلا يدع مجالا لتسلط “المال ” عليه , ولا تغرنه المظاهر الوديعة الانيسة فكم من ملمس ناعم يبطن من الخشونة شرها وامرها و” لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم ” . وصار واجب رجال الدولة ان يكونوا يقظي الانتباه دائمي الحذر وعليهم ان يمحصوا خطوات وسياسة دفع الأموال من ” الرشاوى ” ذات العلاقة بعين اليقظة والحرص والحق العام كي لا تفاجئ بلادهم بالأحداث وتحل بمواطنيهم الكوارث فيسألون بجريرة غيرهم من الاعداء والخصوم الذين وقفوا يتربصون الفرص والسوانح للحياة على شقاء الاخرين.

أحدث المقالات