23 ديسمبر، 2024 4:16 ص

عندما تواجه البلدان كارثة أو أزمة مفاجئة ما، فإن مسؤوليها يهرعون للوقوف الى جانب شعوبهم . واذا ما كانوا في زيارة الى الخارج أو يتمتعون بإجازة فانهم يقطعونها ويعودون مسرعين الى بلدانهم لإيجاد الحلول وإصدار القرارات وإعطاء الأوامر من أجل إنقاذ بلدانهم . 
وفي ذلك شواهد كثيرة ،  فعلى سبيل المثال قام  ملك السعودية في حزيران 2013 بقطع اجازته والعودة من المغرب الى المملكة لمتابعة تطورات الأزمة في سوريا.
وفي آب 2013  قطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون  اجازته لمتابعة تطورات النزاع السوري .أما الرئيس المصري السيسي فهو الآخر أنهى زيارة لإثيوبيا بعد مقتل 42 مصرياً في انفجارات سيناء في ك2  2015 . وفي آب 2015  قطع رئيس وزراء ماليزيا إجازته في الولايات المتحدة وعاد لمشاركة شعبه في مواجهة مخاطر الفيضانات التي كانت تهدد البلاد.   
هؤلاء جميعا ليس لديهم مرتبات عالية او يمتلكون أبناء وبنات يعملون مستشارين لديهم ، ولا أفواج حمايات تضم مئات من الاشخاص وأرتاح من العجلات المصفحة والمظللة ترافقهم أينما حلوا او رحلوا . هؤلاء فقط لديهم ارتباط حقيقي بأوطانهم ، وحب عميق لها،شرفاء يقودون شعوب ليست خانعة فهي تحاسبهم حالما يخطئون  ، ويمتلكون ضمائر حية .أما نحن ولأسف الشديد فإن  معظم مسؤولينا لا يمتلكون هذه الصفات . لذلك ليس من المستغرب أن نستمر بمواجهة  كوارث تسير بالبلد نحو شفير الهاوية ، فالبلدان بقياداتها وإداراتها الناجحة،  غير المنفصلة عن الشعب والوطن وتمتلك صفات الفروسية والنبل والوطنية وهي التي للاسف لا تتمتع بها قياداتنا الطارئة التي تولت زمام الأمور في غفلة من الزمن .
عندما حدثت تفجيرات الكرادة الاخيرة والتي وصفتها صحيفة الواشنطن بوست الاميركية بأنها أسوأ  عملية ارهابية شهدها العراق منذ 2003 ، في حين لم يختر الرئيس معصوم العودة للوقوف مع شعبه ومواساة ذوي الشهداء وقطع إجازة النقاهة في بلده بريطانيا ، بل إكتفى ببيان انشائي من لندن عقب فيه على الحادث الارهابي وكأنه رئيس دولة جيبوتي او جزر القمر  ، فأي شعور بالمسؤولية والمواطنة والانسانية يمتلكها هذا الرئيس المفروض على الشعب بالمحاصصة اللعينة . 
ما يدور في ذهن المواطن العراقي فيما يتعلق بتصرف الرئيس هذا هو انه رجل من اقليم يعتبر نفسه منفصل عن العراق الا بتولي المناصب المهمة وامتيازاتها واستلام الأموال من خلال الموازنة المخصصة للإقليم او من غيرها كالسلف الدولية وما إليها . لذلك فهو ليس مهتماً بما يجري لمواطنين ليسوا من أبناء قوميته أو مذهبه . ولكننا نقول لو كان يعمل موظفاً في منظمة دولية واجهت أزمة ما او عملت على حل أزمة في دولة معينة لأرغم على قطع إجازته والالتحاق بالمنظمة وإلا تم طرده منها.
ما نروم أن نقوله في هذه السطور القليلة ” إذا كان هذا هو سلوك رئيس الدولة فاقرأ على البلد السلام” .لك الله ياعراق ، ولن يتغير هذا الحال إلا بصحوة الشعب صاحب قرار التغيير ،  لأن  ضمير من يسمون أنفسهم بالسياسيين  ولد ميتاً منذ 2003.