17 أبريل، 2024 6:18 ص
Search
Close this search box.

الروهينغا ….. قاب قوسين او ادنى من الحديد والنار

Facebook
Twitter
LinkedIn

لطالما كان القتل وسيلة الطغاة لنيل مكانة رفيعة في مزبلة التأريخ وهذا ما يحدث الان في بورما او ميانمار حيث يتصدر مشهد القتل كل بقعة من اراضيها فسلطاتها تستند الى مفهوم القمع والتنكيل بحق مواطنيها من أقلية الروهينغا المسلمة التي تعتبر ضمن قائمة اصغر مكونات العالم العرقية وهذا الامر ليس بالجديد فمنذ سنين طوال وعمليات الابادة الجماعية مستمرة وحصار هذا القوم بات قاب قوسين او ادنى من الجحيم رغم هذا فأن كبرى دول العالم تقف متفرجة لما يحصل وليس هنالك اي بادرة خير وسلام تقرع ادراج المكاتب في الامم المتحدة فما يحدث في بورما نموج حقيقي وواقعي للمذابح التي حصلت عبر التأريخ فلقد تحول الانسان الى سلعة تباع وتشترى بقوة الرصاص فرغم فقر وعوز هذه الطبقة وافتقارهم لأبسط مقومات الحياة الا انهم يجابهون الحديد والنار بكل اصرار وتحدي ايمانا بقيمهم وتعاليمهم الدينية هنا يجب ان يدرك العالم ان الانسان ولد حرا وهو يحمل قيم الحرية في اعماقه يوم خروجه من الرحم لذا يجب احترام ارادة كل انسان وليس من حق اي دولة او سلطة استعمال القوة لطمس هوية الانسان بغض النظر عن كونه مسلما او مسيحيا او هندوسيا او بوذيا او ملحدا فهنالك فرق شاسع بين هذه الامور والقضايا وبين انتهاك كرامة وشموخ الانسان حيث يختلف بني البشر في صفاتهم وطبائعهم لكنهم يقفون تحت سقف الانسانية التي باتت تناضل من اجل الشفاء من الطاعون الاسود الذي عاث في الارض فسادا وخرابا فأحرار العالم يحاربون تنظيم داعش الارهابي وخيرة رجال هذه الارض فقدوا ارواحهم دفاعا عن شريعة الحرية من اجل ولادة فجر جديد للاجيال القادمة وما ان خرج بصيص امل من الافق بقرب نهاية الاقزام السود وظهور بريق وشعاع نقي وبريء من متاريس الحرب ودخان القنابل والصواريخ حتى فوجع العالم بحرب اخرى وفي بقعة اخرى بالوسيلة ذاتها القتل هو العنوان الرئيسي والدوافع مختلفة والحجج والمبررات تقف في طوابير طويلة فما يحدث في بورما بعيد كل البعد عن قيم الانسانية وهي تدخل ضمن نطاق العنف اللامبرر فسلطاتها غير مخولة بتنفيذ هكذا هجمات شرسة ضد احدى فئات العالم الصغيرة بحجة الاختلاف الديني والعقائدي لأن الاختلاف حق وهو امر طبيعي بين سائر طبقات المجتمع في اي دولة متطورة ومتقدمة او تتدعي التطور والتقدم وتملك قدرا من الوعي والادراك في دستورها وبالمقابل يجب ان يتم تثقيف الامم وتوعيتها بخصوص اي قضية او مساءلة تتعلق بشؤون الافراد فهنالك مكان يتسع لجميع الشعوب على سطح الارض وهذا التنوع بينهم يتيح لهم تبني اي مبدأ او شريعة او قانون يضمن سلامة الاخرين ولا يدعو الى العنف والتطرف وتهميش واقصاء الاخر لكن حكومة ميانمار لا تعترف بهذا الميثاق وتباشر وبصورة عدائية بأستعمال القوة لمن لا ينتمون لطائفتها الحاكمة فبورما اليوم تعاني اشد انواع القهر والظلم وهي بحاجة الى اصوات نبيلة وحرة كي تدافع عنها وتوقف هذه المهزلة الدموية التي قتلت وهجرت واحرقت وذبحت الاف الابرياء ممن ينتمون للروهينغا الذين لا يعرفون من الحياة الا مساحات خضراء يزرعونها ويحصدون ما تنبت فيها وسماءا يرفعون اياديهم نحوها تعبيرا عن شكرهم وامتنانهم لخالق الارض والسموات …..

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب