7 أبريل، 2024 6:15 ص
Search
Close this search box.

الروح الديمقراطية!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

هي القدرة على التحاور والتحمل والمرونة والمطاوعة , والتواصل الإيجابي لخدمة المصلحة الوطنية , فهي تفاعلات في وعاء وطني جامع , لا يجوز الإضرار به , فمصلحة الوطن هي العليا , وكل مصلحة أخرى دونها , وتأتي بعدها بكثير , وعندما تتحقق مصلحة الوطن فالمصالح الأخرى ستتحقق , أما إذا غاب الوعاء الوطني فلا تتحقق أية مصلحة , مهما توهم أصحابها والساعون إليها.
وبإختفاء هذه الروح ينتفى الوجود الديمقراطي , وتهيمن التفاعلات الإنفعالية الإنتكاسية , الخالية من صوت العقل والحكمة , وتصبح أمّارة السوء هي الخصم والحكم.
فالمجتمعات الفاقدة لها تندحر في أنظمة حكم بالية لا تقدّر قيمة الإنسان , ولا دوره في صناعة الحياة الحرة الكريمة , وتراه رقما وحسب.
وفي هذا التصور الهمجي الغابر المتخلف , الخارج عن معطيات الزمان والمكان , تتحول الأوضاع في المجتمع إلى تصارعات غابية , فيغيب القانون ويُصادر الدستور , ويكون القرار للأقوى المدجج بسلاح يوفره له الطامع بالبلاد , ويستعمله لتنفيذ أجنداته.
وما يجري في بعض مجتمعات الأمة , يعبّر عن فقدان الروح الديمقراطية وفاعلية الروح الغابية , التي تسعى لسفك الدماء , وفرض إرادتها على المواطنين بالحديد والنار.
وهذه القوى تستعين بأولياء نعمتها , ومنهم من جاءها فورا لترميم إنهياراتها , وإعادة صياغة سياساتها , لتحافظ على برامج وخطط رؤاه وتصوراته وما يعتقده , ويرسمه على أرض الواقع المرهون بالغدر والقهر ومصادرة حقوق الإنسان.
فالديمقراطية ليست خطابات وشعارات , إنها تربية أخلاقية نفسية سلوكية فكرية , تحتاج لبشر حر الإرادة , وعقله فاعل لا عاطل , ليكون قادرا على تقرير مصيره , ورسم خارطة مستقبله , أما أن يترتع في حظائر القطيع , فهذا هو العدوان السافر على الديمقراطية والإنسانية.
فهل من وعي ديمقراطي وإحترام لحقوق الإنسان وقيمته ودوره في صناعة الحياة الحرة الكريمة؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب