22 ديسمبر، 2024 8:30 م

الرمز والتشكيلي في شعر حميد سعيد

الرمز والتشكيلي في شعر حميد سعيد

الكتاب للكاتب د. قيس كاظم الجنابي صدر الكتاب في هذا العام 2021 في عمان دار دجلة ، و الكتاب يتضمن ثلاث أبواب ، الباب الأول ( الرموز الشعرية )في الفصل الأول :البحث عن شواطئ الطفولة ، والفصل الثاني :لذة الاختلاف . اما الباب الثاني ( الشعري و التشكيلي ) في الفصل الأول : تشكيلات الكتابة و الفراغ ، الفصل الثاني : القصيدة واللون ..مقاربات حسية ، اما الفصل الثالث : خارج اللوحة .. داخل الموضوع . في الباب الثالث ( الرمز من الحذف إلى التأويل ) الفصل الأول : المثبت و المحذوف في قصائد “ما تأخر من القول ” . الفصل الثاني :السردية الرمزية في قصائد “أولئك أصحابي “.و الفصل الأخير تضمن المصادر والمراجع .

 

حميد سعيد شاعر من جيل الستينيات من القرن الماضي ، كتب الشعر الحر من المدارس الأولى لشعراء عراقيين من أمثال بدر شاكر السياب ، ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي ، وسعدي يوسف . حميد سعيد و هو كما معروف من مدينة الحلة “بابل ” هذه المدينة التي انجبت شعراء وعلماء من أمثال صفي الدين الحلي ، وطه باقر وعلي جواد الطاهر ، وأحمد سوسة ، والشيخ يوسف كركوش ، ومحمد البصير ، وحيدر الحلي و صالح الكواز و الملا محمد علي القصاب . وشاعرنا هو من مواليد الحلة عام 1941 ، صدر له أكثر من عشرين كتابا بينهما 13 مجموعة شعرية ،الشعر بصنفيه العمدي والحر يلعب دورا هما في المجتمعات الإنسانية ما له دور في السياسة و الاقتصاد و الفلسفة ، و كما يقال ان الشعر ديوان العرب ،حتى ان الشعر في غابر العصور كان هو لغة التخاطب في المجتمع ، وكان الشعر موضع التسابق بين الشعراء حتى ان القصائد التي اشتهر فيها ناظميها كانت تعلق على جدران الكعبة وكتبت بماء الذهب وسميت بالمعلقات ومن اشهرها قصائد أمرؤ القيس الكندي وطرفة بن العبد والنابغة الذبياني عنتر ابن شداد و زهير ابن ابي سلمى و اخرين ،و هناك شعراء في المن اوطان أخرى خلدهم التاريخ من أمثال بوشكين و مايكوفسكي و نيرودا و الشاعر الإنكليزي تي إس إليوت و ما اجمل ما كتبه الأرض اليباب ومن الشعراء العرب مثل البردوني والجواهري و السياب و نازك الملائكة و عبد الوهاب البياتي ، ومظفر النواب و عبد الأمير الحصيري و اخرون .

 

جاء بكتاب الدكتور قيس كاظم الجنابي الموسوم (الرمزي و التشكيلي في شعر حميد سعيد ) .حول الرمز والتشكيل في قصائد الشاعر يكتب المؤلف د. قيس كاظم الجنابي :افردت لحميد سعيد فصلا بعنوان (البحث عن شواطئ الطفولة )ثم ساهمت في الحلقات الدراسية الأربعة التي خصصت عن الشاعر في مدينة الحلة. يتكون الكتاب من ثلاثة أبواب هي الباب الأول و عنوانه الرمز الشعري و يتكون من فصلين هما (البحث عن شواطئ الطفولة ) و (لذة الاختلاف ) أما الباب الثاني المعنون ( الشعر التشكيلي ) فيتكون من ثلاثة فصول . هي ( تشكيلات الكتابة و الفراغ ) و القصيدة واللون مقاربات حسية و خارج اللوحة .. داخل الموضوع . أما الباب الثالث المعنون ( رمز من الحذف و التأويل ) فيه مكون من فصلين هما المثبت و المحذوف في قصائد ( ما تأخر من القول ) و السردية الرمزية في قصائد (آولئك أصدقائي ) ، في الرمزية الشعرية يتحدث في تشكيل الطفولة جذرا متميزا للتواصل بين الماضي و الحاضر … فالشعر طعم الحياة و سحرها و آلم المعاناة فهو ينهل من الماضي فيربطه بالحاضر و يرنو الى المستقبل بعين جامحة و بنظرات دافئة عفة بالتأمل و الخيال فيخرج الإيحاء بالإشارة و تنصهر صولة التراث بالا بداع اليوم وهذا ما يمكن ملاحظته على رحلة الشاعر حميد سعيد عبر مراحل تطوره المتتالية ، يكتب حميد سعيد في ديوانه : فأنت لست بود لير ولست هوميروس أو أ ليوت أو … وأنت مولى من موالي العرب . ويعلق الكاتب : أن لكل عصر رجاله الذين يقتفون غيرهم من رجال العصور الأخرى . ففي الباب الثاني – الشعري و التشكيلي : كتب حميد سعيد عدة قصائد تهتم بالجانب التشكيلي ضمن علاقة القصيدة بالفن ، كما كتب قصيدتين تهتمان بالرسم ، هما ( محاولة لإعادة رسم الجورنيكا ، المرور في شارع سلفادور دالي الخلفية ) ثم أنطلق نحو التجاوز التشكيلي – الشعري بين اللوحة و القصيدة و بهذا جسد رؤيته الخاصة في امتزاج فنين متجاورين هما ( الرسم و الشعر ) ، ولعل ابرز ما تكشف عنه اهتماماته التشكيلية هو الاهتمام باللون و الحواس كم بدأ اللون أيضا في قصيدة (مشروع كتابة موشح أندلسي عن السيدة ) و التي حملت معها تأثيرات اسبانيا و بيكاسو ، بالرغم من كون الشاعر أهداها الى الشاعر الراحل حسين مردان و التي يقول فيها : هل تنزل الوردة للشارع …لم يصعد الشارع صوب شرفة الوردة … و هل يصدر القمر الأبيض طاووسا من الفضة … يلعب با لأغنية البضة . و الكتاب يحمل في طياته الكثير من الأمور التي تخص الشاعر حميد سعيد في هذا الكتاب ، اتركها للقارئ .