يكاد الداخل الى مدينة الرمادي ( الآن ) يشعر بالرعب التام ويكون دخوله أشبه بالدخول الى مدن تحاصرها ( العصابات المسلحة ) ومساعديهم من كل الجهات .. مدينة ( الرمادي ) تحول رخام جوامعها الى اناشيد حزينة وشوارعها تستصرخ ضميرا وقلوبا توشحت بها ارصفتها المتكسرة .. انظرها هم أهلها تعاد اليهم المعارك من جديد ، بعد ان وضعت الحرب اوزارها في هذه المحافظة الباسلة المجاهدة .. وأهل ( الرمادي ) يتمسكون بالتقاليد العربية والاسلامية والديانات الاخرى التي ورثوها من آبائهم واجدادهم لكنهم يتآلفون مع الغرباء حتى ينصهر الغرباء بينهم لكن مع الاسف .. لا ادري ما حل بهذه المحافظة التي لها حضارة انتشرت شواخصها في كل بقاع العالم تحكي قصة شعب عريق مبدع متسلح بالعلم كان ولا يزال يثير في النفس اعتزازا ومباهاة واعتلاء لناصية الفخر عبر ما تحقق لها ضمن مسيرتها الطويلة الحافلة بالعطاء حتى وصفها احد المؤرخين بأنها قطعة من التاريخ والحضارة والانسانية , وها هي مدن الأنبار كافة .. التي خطفها الأعداء من جديد , والطامعين الذين يعتقدون أن هذه المدن مزارع مهجورة لا أصحاب لها ولا أهل يحرسونها ويحمونها من قوى الشر الأعداء والعفاريت الجديدة التي خرجت للتو من قمقم هذه الأرض رافعين شعاراً لأبناء هذه المدن يجب ان تغادروها ولكنهم نسوا أن في ( الأنبار ) الجريحة عباقرة كثر وشجعان كثر وحكماء كثر لكن الوقت غير متاح للمبارزات بين أولئك العباقرة والشجعان والحكماء بل هو وقت ايجاد المخارج للناس قبل أن تحترق تلك المدن , والسؤال : هنا يطرح نفسه أمام الحكومة العراقية وأعضاء مجلس النواب ورئيس واعضاء مجلس الأنبار ومحافظ الأنبار ورجالات الدين وشيوخ العشائر والوجهاء والعلماء والمثقفين من الادباء والصحافيين والاعلاميين وكبار ابناء مدن الانبار كافة .. ماذا فعلتم لهذه المدن التي ظلت شوارعها مقفرة ابنية تهاوت وتهدمت وجسور اسقطت ومحال وعمارات كبيرة تفجرت … ازقة لونتها الشعارات ومآذن ومعابد اتعبها الرصاص ، هذا هو حال مدن ( الأنبار) اليوم التي عادت اليها الاغتيالات والنزوح والتهجير والحصار الظالم , يا ابناء العالم كافة تلك مدن المحافظة التي كانت غافية على حلم الفرات لكن حالها تحول الى كابوس اطبقت من خلاله قوات ( الشر ) على جميع مفاصلها الحيوية وشرايينها التي تؤدي الى استمرار الحياة فيها فهي تعيش في حصار جديد لم تألفه كتب المصطلحات السياسية والعسكرية وهذا حال لسان ابنائها الطيبين على من تقع مسؤولية هذا التدمير المبرمج وفقدان الحياة المدنية العامة وتهجير 90 % من اهلها المساكين .. في مدن كانت عقدة المواصلات المهمة في الشرق الاوسط وتسمى وما زالت (مدن الكرم ) وها هي ( الانبار ) اليوم رجع اليها الأشرار من الكتل السياسية الفاشلة التي بعثرت كل جهد يؤدي الى الإصلاح في هذه المحافظة .. وأن مدينة
( الرمادي ) الشرف والكرامة والتاريخ والحضارة والانسانية .. لا يصلح بها العيش .. ولا السكن والدعوة الى بناء مدينة الرمادي ( تازة )