هل أبدوا بعيداً عنها أم قريب منها ( الرمادي ) مدينتي الرائعة الخالدة .. وكيف تم ضياع فيها الأمن والأمان وفي ظل الأوضاع الغريبة التي عانى ما عانى منها أبناء هذه المدينة الشرفاء الانقياء النجباء الاوفياء .. منذ بدء الاحتلال الذي مضى عليه أكثر من ( 13) عام لم يبق لنا من ملاذ نلجأ إليه أو أمل نتعلق به كلما أطبقت العتمة أعيننا ، غير حبل الذكريات ، ذكريات الأمس ، الزاخر بالحرية والمحبة والألفة والاستقرار, إلا أن هذا التعلق الحالم يسلمنا إلى الواقع المر كلما دوى انفجار أو تعالى صوت إطلاق نار ليؤكد لنا أن الدنيا ليست على خير , ابنية بيوت ومحال تجارية تتهدم ومؤسسات تحرق ، عوائل تتهجر بالكامل , وعقول تنفى وكفاءات تتعرض كل يوم إلى الاغتيال ، وأشباح الرعب تتحول من منطقة إلى أخرى ومن شارع إلى آخر , فإلى متى سنظل عاجزين عن إيقاف معاول الهدم التي لا تبقي على شيء , متى ندرك ونعي حجم المؤامرة التي يتعرض لها بلدنا الحبيب المنكوب , متى نقتنع أن واقعنا لا يغيره سحر ساحر، ولا تطبب جراحه قصيدة شاعر, متى نتمكن من خلق موازنة هادئة بين عواطفنا وعقولنا لأننا بعيداً عن تلك الموازنة لن نفلح في وضع الخطوة الأولى على أول الطريق الذي يربط الخطوة بالهدف الذي لا نزال نحلم بالوصول إليه ، الخطوة الرصينة التي لا تنزلق في متاهات الطريق والمنعطفات , متى نتنبه إلى خطورة ( الألغام ) عفواً الاحكام التي نصدرها دون تحسب تجاه كل التوجهات الرامية إلى إصلاح حال البلد , متى نمتلك الجرأة على التحرر من المجاملات والنفاق الاجتماعي للعديد من الشرائح الاجتماعية التي اتخذت من أساليب الرفض ما تعبر من خلالها عن فشلها وعجزها عن تقديم شيء يدعم مسيرة الإصلاح ويرفدها بفعل ايجابي بناء يؤهلها للانضمام إلى جانب الشرائح الاجتماعية الإصلاحية , متى نتحرر من الحيز الضيق إلى الآفاق الواسعة الرحيبة لنتمكن من قبول الآراء الحرة الصحيحة بصرف النظر عن عائديه تلك الآراء ومرجعياتها الحزبية أو العشائرية القبلية أو العرقية , متى نحرص على تحمل مسؤولياتنا ، كل حسب موقعه ، ونعمل بنية صادقة ، لا تركن إلى صغائر الأمور، لكي يكمل بعضنا بعضاً ولكي نبني عراقاً جديداً ذا كيان موحد يتسع لاستيعاب مختلف الأفكار السياسية والدينية البناءة , متى تحقق هذه (الأمنيات) موعدها مع الفجر, فجر التوحد والتآخي والتآلف ، فجر العمل الصادق الدؤوب على تحويل ( حقول الألغام ) إلى ميادين أعمال مخلصة ، وحقول خصب ونماء .. دعوة من صحافي عراقي من ابناء هذه المدينة  الى تعجيل تسليم الملف الامني لأبناء هذه المدينة الخيرين من اجل استتباب الأمن والامان في ربوع مدينة ( الرمادي ) :   
 ودمتم .. سالمين