23 نوفمبر، 2024 3:42 ص
Search
Close this search box.

الرقص على بقايا وطن‎

الرقص على بقايا وطن‎

الطائفية تنمو في المجتمعات الجاهلة والمتخلفة  وهي تتناسب تناسبا عكسيا مع الديمقراطية والوعي الجمعي , التطرف الديني والقومي قد مزقا المجتمع العراقي منذ ستينات القرن الماضي ولم يكن وليد الاحتلال , اذ ان الحزب القومي اي حزب البعث قد اسس لهذا الدمار وعمل على تدمير البنى التحتية للديمقراطية , قمع الاحزاب الوطنية وزج  واعدم الشخصيات الوطنية الديمقراطية التقدمية و المثقفين والادباء والشعراء في السجون , وهروب الكفاءات منهم  الى خارج العراق وصادر  الادبيات الثقافية من الاسواق والمكتبات العامة وانتشرت الامية والبطالة نتيجة الحروب المتعاقبة التي اضرت بالمجتمع نفسيا وثقافيا واقتصاديا .

 الاحتلال والحكومات المتعاقبة التي عملت على مبدأ المحاصصة الطائفية  مما ساعد على    توسعة دائرة  الجهل والامية والتخلف واستبدلت التعصب القومي بالتعصب الديني مع الاستمرارعلى الحروب ولكن هذه المرة حروب داخلية وليست خارجية مثل مافعل صدام , ومثل ماظهر المداحين بالتعصب القومي ظهر المداحين بالتعصب الديني  وبالتالي عملوا على تأجيج المشاعر الطائفية , التعصب القومي والتعصب الديني كلاهما يعيشان في اجواء واحدة ويتغذيان من جذر واحد مثل النازية والفاشية والنتيجة واحدة دمار بدمار. رب قائلا يقول , بعد الاحتلال  تحسنت الرواتب واصبح المواطن يعيش في بحبوبة اقتصادية نقول له هذا يعود  لارتفاع سعر برميل النفط مما ادى الى زيادة ملحوظة في الميزانية العامة للحكومة والتي بدورها ساعدت على الارتفاع بمستوى المعيشة فلم تتطور الصناعة ولم تنمو الزراعة بل العكس تماما .

اذا كان صدام وحزبه الفاشي يعترف في ادبياته بالديمقراطية لكنه لايطبقها ,  فأن اصحاب التدين المتطرف  لايعترفون بالديمقراطية وغير موجودة في ادبياتهم ولكنهم يتداولوها بخطاباتهم فهم   يتداولوها من اجل الاستهلاك الاعلامي فقط, لان الديمقراطية مطلب جماهيري فأن هذه الاحزاب القومية والاسلامية  يعملان على استغفال الجماهير ويحاولان زج الجماهيرفي متاهة الحروب المتواصلة من اجل بقائهم في السلطة . فكلاهما يعملان بالضد من الديمقراطية لان الديمقراطية عدوهم اللدود .

لايمكن بناء مجتمع ديمقراطي بدون الديمقراطين الحقيقين اصحاب نظرية الديمقراطية الاجتماعية, المؤمنون الحقيقيون بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة الذين يعملون بصدق و أمانة , نحن نعيش ايام حاسمة تتعلق بمصير وطن وشعب عان من الاضطهاد السياسي والاجتماعي وصبر اكثر مما صبر  نبي ايوب , نبي ايوب صبر 18 سنة على بلائه, وضرب المثل به  , اما الشعب العراقي فهو صابر منذ ستينيات القرن الماضي ولم يضرب به المثل على قوة تحمله وصبره بل مازالوا  ينكلون به ويرقصون على جراحاته ويستنزفون ماتبقى منه  فهل هناك شعب تحمل مثلما تحمل الشعب العراقي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات