23 ديسمبر، 2024 9:11 ص

( اكذب … اكذب حتى يصدّقك الآخرون ) ، مقولة سيئة الصيت اطلقها وزير خارجية هتلر المدعو ( غوبلر ) .. ولاأدري هل ان السياسيين الذين بدأوا يروجون لبرامجهم الانتخابية قد قرأوا واستوعبوا هذه المقولة ؟؟ وهل اصبحت السياسة في العراق اكذوبة وضحكا على الذقون ؟ وهل اصبح الخداع والكذب ديدن بعض السياسيين ؟؟ وهل اصبح التضليل منهج البعض منهم ؟؟ الجواب اتركه للقارىء الكريم .. لقد اصبح الكذب والنفاق واتقان المراوغة من البديهيات عند بعض السياسيين فهم لديهم اكثر من وجه ويلعبون على اكثر من حبل وهمُّهم الوحيد مصالحهم الشخصية حتى وان كلفهم ذلك الاتجار بالوطن ، السياسة عندهم تعني الفن والشطارة لمن يجيد الكذب والضحكة الصفراء ، خاصة بعد خمسة عشر عاما من الخداع وفي كل مرة وقبيل الانتخابات كانت برامجهم الانتخابية عبارة عن شعارات فضفاضة وتسويق للأكاذيب ناهيكم عن نشر الوعي الزائف والبكاء على الوطن . وتحولت البرامج الانتخابية الى ( لعبة ) .. والتصريحات والخطابات الرنانة التي يطلقها السياسيون تجعل الناس يحلمون بأن البلد سيتحول الى ( جنة ) ، وبعد الانتخابات تتغير المواقف والهواتف . وهناك قوى ودوائر اعلامية اقليمية ودولية هي التي تتكفل بهذه المهمة المدفوعة الثمن ، على اقناع الناس خاصة الفقراء والبسطاء بصواب رؤيتها وتصويرها الخادع لحل الازمات التي تعصف بالبلاد عن طريق تسويق الاوهام وتحويلها الى حقائق ، في حين انها في الحقيقة برامج تعج بالاباطيل وتؤدي الى خراب الوطن . وتلك البرامج لاتتحدث عن الوطن الواحد بل تتحدث عن طوائف وهذا بالنتيجة يؤدي ويعمّق الشرخ الاجتماعي الناتج عن تلك الاساليب الرخيصة .
أقول على الجميع ان ينتبهوا الى ( اللعبة ) وان يكون اختيارهم القادم دقيقا وموضوعيا من اجل نظام سياسي ديمقراطي تترسخ في ظله الوحدة الوطنية وتصان فيه كرامة المواطن ومرتكزات الدولة العادلة بعيدا عن الهيمنة والطائفية وان لاتنطلي علينا الاكاذيب كالمرات السابقة التي اصبح فيها السياسي الشاطر هو الذي يجيد فن الكذب بمختلف اشكاله واساليبه والذي يُعتبر من اخطر انواع الكذب لانه يهدف الى تضليل المواطن .
وقد لمسنا وشاهدنا وسمعنا انواعا من الكذب السياسي في كل محفل انتخابي ، وهناك من امتهن مهنة تسويق وبيع الاوهام للشعب المسكين بعد ان تسلح بكل فنون الخداع والتضليل والكذب … لقد ضاقت بنا السبل خلال المرحلة السابقة بسبب حفنة من بعض انصاف السياسيين الفاسدين الذين كانوا سببا في دمار البلد وارجاعه الى الوراء مئات السنين من اجل تحقيق مكاسب رخيصة على حساب الوطن والشعب الذى اعطى انهارا من الدماء الطاهرة الزكية …. علينا جميعا ان نحذر تسويق بضاعة السياسيين الجديدة لانها ( غير صالحة ) وعلينا ان لانصدق الشعارات الجديدة وان لانسمح لامثال اولئك ان يخدعونا مرة اخرى فالتغيير بأيدينا نحن نعم نحن …لقد رقصوا على جراحاتنا .. ورقصوا على دماء شهدائنا .. ورقصوا على احلامنا … وكفى رقصا وخداعا وكذبا وفسادا وعبثا … علينا جميعا ان نكون بمستوى الوعي والمسؤولية الوطنية والاخلاقية وان نختار من يمثلنا بشكل دقيق من المشهود له بالنزاهة والوطنية والتاريخ المشرف ولانريد تسويق الوجوه المجربة وفي حالة اعادة تسويق نفس الوجوه السابقة الفاسدة فمعنى ذلك ان نقرأ على البلد السلام ..
ورحم الله الشاعر معروف الرصاقي الذي قال :
لايخدعنّكَ هتافُ القومِ في الوطنِ
فالقومُ في السرِّ غيرُ القومِ في العَلَنِ