لايبدو إن الشعب العراقي في نيته الاستسلام للممارسات القمعية الاجرامية الممنهجة ضده من أجل التخلي عن ثورته التشرينية ضد دور ونفوذ النظام الايراني وماتقوم به الميليشيات والاحزاب التابعة له في البلاد، ذلك إنه وبعد أن هاجمت يوم الجمعة الماضي عناصر تابعة لسرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر ساحة الحبوبي في الناصرية أيقونه الثورة العراقية بهدف انهاء ثورة تشرين العراقية. والذي هو مسعى بإتجاه ضرب هذه الثورة وإنهائها إرضائا للنظام الايراني فإن هذه الهجمات لم ولن تحقق أهدافها الخبيثة واللئيمة خصوصا وإن الشبكات الإجتماعية للمليشيات قالت بأن ان هذا الهجوم الوحشي جاء انتقاما لمعاقبة ابناء ذي قار لمنع تشييع قاسم سليماني وابو مهدي المهندس العام الماضي وهذا على لسان احد قادة تحالف السائرون التابع لمقتدى الصدر ومن على صفحته الرسمية! غير إن مقاومة الثوار هذا الهجوم الهمجي اللاإنساني مما قد أسفر عن استشهاد 7 اشخاص وجرح اكثر من 90 شخصا و حرق خيم الإعتصام في الساحة، أثبت بأن إرادة الثوار أکبر وأقوى من المساعي والمخططات المشبوهة لعملاء النظام الايراني.
مواصلة المعتصمون في ساحة الحبوبي بناء غرف الاعتصام بدلا من الخيام التي أحرقتها ميليشيات الصدر رغم الأمطار الغزيرة وقمع القوات الحكومية والمليشياوية. أکبر دليل عملي على إن روح الرفض العراقي لدور ونفوذ النظام الايراني وعملائه في العراق مستمر وإن إرداة الشعب العراقي أقوى من ذلك بکثير وحتى إن خروج أبناء مدينة الشطرة في محافظة ذي قار للانضمام الى ثوار الحبوبي ضد اجرام عصابات مقتدى الصدر، دليل على إن هکذا ممارسات إجرامية من شأنها أن توسع من دائرة الثورة والغضب وليس أن تنهيها کما يحلم النظام الايراني وعملائه في العراق.
الشعارات الثورية ذات الطابع الوطني التي يرددها ثوار ذي قار والمنددة بمقتدى ومن سار على نهجه نظير”لا مقتدى ولا هادي حرة تظل بلادي” و “الله اكبر ولد الصدر كتلونا” و”لا اله الا الله مقتدى عدو الله “، والتي تم ترديدها في مراسيم تشييع شهداء ساحة الحبوبي الذين إستشهدوا من قبل مليشيا مقتدى الصدر، عکست وجسدت مدى ومستوى زيادة الوعي السياسي ـ الفکري لدى الشعب العراقي خصوصا وإن موجات الدعم الشعبي والعشائري مستمرة ومتواصلة بخلاف وعکس مايتمناه النظام الايراني وعملائه وإن إعلان شيوخ ووجهاء قبيلة بني تميم في محافظة واسط في بيان لهم عن دعمهم للتظاهرات ودعوا القبائل الأخرى لدعمهم ومقاطعة الفاسدين كما تجوب مسيرات حاشدة شوارع بابل وسط هتافات للشهداء ومطالبات بضرورة محاسبة قتلتهم، تجسيد لذلك کما إنه من المفيد جدا التذکير بما قد قاله الناشطون العراقيون في الشبكات الاجتماعية خطابا للمليشيات المجرمة والحكومة: ان الشعب العراقي بأكمله يريد التغيير فشاهدنا المظاهرات في الوسط والجنوب وكذلك في الشمال وشاهدنا من قبلهما مظاهرات شعبنا في الغربية ولحد الآن مستمرين بالتظاهرات مع أخوتهم في الوسط والجنوب رغم التضييق وتشديد الخناق عليهم و كل الشعب يريد وطن للجميع فأفهموها .. وطن نحس فيه أننا مواطنون لنا حقوقنا وعلينا واجباتنا كبقية الأوطان.